تضع نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، بين يدي القارئ اليوم الخميس، معلومات مهمة عن عدم التركيز، موضحة بتفصيل علمي الأسباب النفسية والطبية والبيئية لحالة عدم التركيز.
وتبين نشرة المعهد الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بضعف التركيز، والأعراض التحذيرية التي يجب على المصاب بها أن يطلب المساعدة فوراً، إضافة إلى النصائح والإجراءات التي تُحسّن القدرة على التركيز، والعلاجات التي تعتمد على تشخيص الطبيب.
يُعد التركيز عاملاً مهماً جداً في أمور عديدة في حياتنا مثل: التركيز في العمل والدراسة، وحتى في التعامل مع الناس. يمكن أن يسبب التعب والضغط العاطفي مشاكل في التركيز لدى معظم الناس. كما يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث أثناء انقطاع الطمث أو الحمل، على طريقة تفكير السيدة وتركيزها. يُنظر إلى مشاكل التركيز-عند وجودها بدرجة مفرطة- على أنها أيضًا سمة لبعض الحالات الجسدية والنفسية.
من الحالات المميزة المرتبطة بصعوبة التركيز هي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، وهي حالة تم تشخيصها بشكل متزايد في كل من الأطفال والبالغين في السنوات الأخيرة. الحالات النادرة التي تؤثر على الدماغ وبعض المشاكل العاطفية وكذلك اضطرابات الغدد الصماء يمكن أن تؤثر أيضًا على الوظائف المعرفية للفرد وبالتالي تضعف التركيز.
الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بضعف التركيز:
بالنسبة لمن يعاني من صعوبة في التركيز، فقد تؤثر المشتتات على انتباه الشخص كل بضع دقائق، سواء كانت متعلقة بالتكنولوجيا أو زملاء العمل أو العائلة أو حتى الحيوانات الأليفة. حتى الأشخاص الأكثر تنظيماً قد يواجهون صعوبة في التركيز من وقت لآخر. تشمل الأعراض الأخرى المرتبطة بصعوبة التركيز ما يلي:
– صعوبة التفكير وصعوبة اتخاذ القرار بشكل واضح.
– عدم وجود الطاقة اللازمة للتفكير والتركيز بشكل جيد.
– صعوبة الجلوس في مكان واحد للتركيز والتفكير لفترة طويلة.
– عدم القدرة على تذكر الأحداث التي حدثت خلال فترة قصيرة من الزمن.
– القيام بأخطاء بسيطة بسبب الإهمال وعدم التركيز.
– كثرة النسيان.
الأسباب التي تؤدي لعدم التركيز:
أسباب نفسية:
هناك عدة أسباب نفسية لصعوبة التركيز ، نذكر منها:
– اضطرابات الانتباه: على الرغم من تشخيصها عادةً عند الأطفال، إلا أن اضطرابات الانتباه يمكن أن تصيب البالغين أيضًا وقد تؤدي إلى تعطيل الإنتاجية بشكل خطير في المنزل أو المدرسة أو المكتب.
– الاكتئاب: قد يؤدي الشعور بالحزن أو الكآبة إلى صعوبة في التركيز.
– الفجيعة: بعد وفاة أحد الأحباء، قد يستغرق التعافي شهورًا.
– القلق: غالبًا ما يواجه الأشخاص الذين يعانون من مخاوف جدية صعوبةً في التركيز على مهمة واحدة فقط حيث قد يتوزع انتباهه على عدة أمور معاً.
– اضطرابات الحالة المزاجية: قد تتضمن الحالات غير الخاضعة للسيطرة مثل الاضطراب ثنائي القطب أفكارًا متسارعة.
أسباب طبية:
قد تواجه صعوبة في التركيز بسبب حالة طبية كامنة:
– مشاكل الهرمونات: يمكن أن يؤدي الخلل الوظيفي في الغدة الكظرية إلى تغيرات في مستوى طاقتك وقدرتك على التركيز. كما يعتبر سن اليأس وفترة الحمل عند النساء من العوامل المهمة التي تؤثر على الهرمونات في الجسم.
– مشاكل الغدة الدرقية: عندما تعمل الغدة الدرقية بشكل ضئيل للغاية أو أكثر من اللازم، يمكن أن يتأثر تركيزك.
– انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء: تحمل خلايا الدم الحمراء الأكسجين إلى الدماغ ، ويمكن أن يؤدي النقص إلى حرمان الدماغ من الطاقة اللازمة.
أسباب بيئية:
قد تواجه صعوبة في التركيز بسبب عادات أو أحداث معينة في نمط الحياة.
– الإجهاد: الإجهاد يمكن أن يضعف تركيزك، مما يجعل من الصعب إكمال المهام، والاستمرار في التفكير.
– تحفيز البيئة: كأصوات التلفزيون، والهاتف الخلوي أو أصوات حديث الناس.
– قلة النوم: عدم أخذ قسط من الراحة والنوم بشكل كاف: يؤدي عدم النوم بشكل كاف أو حتى الراحة اللازمة إلى توقف عمل الدماغ بشكل جيد.
– شرب الكحول أو الإدمان على الأدوية: تناول الكحول أو الأدوية التي لها تأثير كبيرعلى القدرة الاستيعابية للشخص من الممكن أن تؤدي لعدم التركيز.
– الجوع ونقص التغذية الجيدة: يعبر الجسد عن إحساسه بالجوع وحاجته للتغذية عن طريق فقدان التركيز والتعب، لأن الدماغ أيضا يحتاج للتغذية والعناصر اللازمة حتى يجدد نشاطه ويستمر في عمله على أكمل وجه.
– الشيخوخة والضعف الإدراكي: مع تقدمنا في السن، من الطبيعي أن ننسى أحيانًا كلمات معينة أو نخطئ في مكان وضع المفاتيح لبضع دقائق. هذه المشكلة يمكن أن تشتت الانتباه ولكنها عادة لا تتطلب العلاج. ولكن في حالات ضعف الإدراك غالبًا ما يواجه الأشخاص الذين يعانون من مشاكل ذاكرة أكثر حدة، مثل نسيان الأحداث بشكل متكرر أو حتى أسماء أفراد الأسرة، مشاكل في التركيز على مهمة أو محادثة. يلاحظ الأصدقاء أو العائلة أحيانًا مشاكل مع الشخص الذي يعاني من صعوبات في التركيز.
الأعراض التحذيرية التي يجب على المصاب بها أو من يراه أن يطلب المساعدة فوراً:
– ألم قوي في الصدر.
– إحساس بالخدر في الأطراف.
– الغياب عن الوعي.
– ألم كبير وقوي في الرأس.
– عدم معرفة الشخص لمكان تواجده.
– وجود فقدان ملحوظ ومتكرر للذاكرة.
– الشعور المتكرر بالتعب.
– ارتباك أو فقدان للوعي ولو للحظة وجيزة.
– صعوبة في التحدث أو الفهم أو الكتابة أو القراءة.
– ضعف التوازن والتنسيق.
– فقدان الرؤية أو تغيرات في الرؤية.
– الغثيان مع القيء أو بدونه.
علاج صعوبة التركيز:
قد تتمكن من إجراء تغييرات تحسن من قدرتك على التركيز إذا كانت مرتبطة بنمط الحياة. ويشمل ذلك:
– تناول غذاء متوازن يحتوي على الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون.
– تناول عدة وجبات صغيرة كل يوم.
– الحصول على مزيد من النوم.
– الحد من تناول الكافيين.
– اتخاذ خطوات لتقليل التوتر، مثل التأمل أو الكتابة أو قراءة كتاب.
أما بالنسبة للعلاجات الأخرى فهي تعتمد على التشخيص الذي يضعه الطبيب، فعلى سبيل المثال، قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة إلى عدة طرق علاجية مختلفة. وهذا يشمل العلاج السلوكي للحد من التشتت أو الأدوية لتحسين التركيز.