وزير التعليم العالي شعلة من النشاط والتشاركية في العمل
تجسدت الزيارات الميدانية التي بدأها وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. محي الدين توق بعد حوالي الاسابيع الاربعة التي تسلم بها حقيبة الوزارة، بروح مختلفة، تجسد التفاصل، وتعزز التشاركية، وتسعى لتغيير الواقع، من ورقة وقلم وملف، الى رؤية بالعين المجردة، فليس بعد الميدان بصمة او حديث.
فكرة الزيارات الميدانية لم تكن عادية بالمفهوم التقليدي للزيارات، بل كانت تصل الى قلب الجامعة نفسها من خلال الالتقاء مع العمداء والطلاب، والمختبرات، لتكون الصورة اشمل، والتفاصيل اكثر دقة، والمشاكل على مرأى من عيون الجميع، ليعود يمسك بتلك الملفات، ويبدأ باصلاحها.
ان يقوم الوزراء بالزيارات الميدانية الحقيقية لمناطقهم، فهذا جزء من العملية الريادية التي يجب على كل وزرائنا ان يقوموا بها، كيف لا والجامعات الاردنية، هي نبض التعليم العالي والتعليم العالي منبعه الجامعات، والمناهج والاساتذة كيف لا والجامعات تحمل تحت مظلتها حوالي 140 الف طالب وطالبة، والخاصة 70 الفا
وعدد طلبة الموازي حوالي 65 الفا وعدد الاساتذة يتجاوز 6 الاف استاذ جامعي موزعين على مختلف الجامعات، ارقام صعبة في ملفات الوزير عليه ان يقرأها بشكل صحيح، فما يكون تحت مسؤوليته واقع صعب واعداد كبيرة!!
فعندما دق الوزير بوابة الجامعات كان حريصا كمسؤول ان يستمع لهم ويعرج على مشاكلهم ويقرأ معهم الواقع بصوت عال، وعليه ان لا يتوقف لا بل يواصل ليستمع وهو مصغ جيد، ويتفاعل ويعلم عن مشاكلهم على ارض الواقع، من اجل ان يميز الحاجة ويلمس الوجع، ويرى الجرح والى اي حد يعاني نزيفا!!
قضية الزيارات الميدانية قرأها محي الدين توق بشكل صريح ودقيق وواضح واضاءت حرم الجامعات، حيث ينتهج سلسلة من المواعيد لكل الزيارات لتشمكل كافة الجامعات الرسمية والخاصة ايضا، لأن الملف بناء على استراتيجيته وفكره امر هام يتعدى الصفة الفنية للزيارة بل هو يراه ووفقا لخطواته بناء علاقة اتصالية مع الجامعات ورؤسائها، ومعرفة الامور بتفاصيلها الحقيقية عبر الواقع وليس الاوراق، وهذا هو الفكر الواجب ان ينتهجه كل مسؤول..
الزيارات الميدانية حاجة وحق للميدان بامتياز واي تجاوز من اي وزير لهذا الملف الميداني الهام هو تجاوز لملف الاصلاح والعمل الحقيقي الذي يستند للعلم والواقع، ولا يعتمد على التقارير الصادرة والواردة.
مكلفات هامة التقطها توق خلال زيارته للجامعات من حيث ضرورة التركيز على التعليم التقني الذي وجده حالة يجب الاقتداء بها في ملف جامعة البلقاء التطبيقية، حيث كانت الزيارة تجسيدا لما انجزته البلقاء طيلة السنوات الماضية باعتبار التعليم التقني والتعليم لغايات التشغيل اهم اولوياته، وهذا ما اكده رئيس جامعة البلقاء التطبيقية د عبدالله سرور الزعبي، مؤكدا ان زيارة الوزير اضاءت تفاصيل عمل الجامعة، والتي شاهدها بعينيه كيف عملت واسست وعززت لفكرة التعليم التقني وسارت على نهجها منذ سنوات، كما حمل الوزير في زيارته ملف قضية التعليم التقني بانجازاته التي حققتها الجامعة، لتكون رائدا ونموذجا يمكن الاستفادة منه على مستويات كثيرة في التعليم العالي.
واضاف الزعبي ان فكرة الزيارات الميدانية هي شاهد العيان على لمس الواقع بتفاصيله والسعي لمشاهدة الحقيقة والتعريج على كل القضايا الملموسة لانها تكون امام المسؤول بشفافية وعلمية.
اما زيارات الوزير لجامعات الجنوب فهي بمثابة الحالة التشاركية ذاتها التي انتهجها توق مع فريق متكامل من وزارته، وعاد منها محملا بملفات هامة لاعادة ترتيبها؛ لما في ذلك مصلحة الطلبة والاساتذة والجامعة ككل، فكان يكتب التفاصيل بالورقة والقلم ويقيم ويصغي بامتياز لكل من يتحدث معه، ليعيد ترتيب الاوراق بما في ذلك اوراق الجامعات بسلبياتها قبل ايجابياتها.
د. نجيب ابو كركي رئيس جامعة الحسين بن طلال قال ان الزيارة الميدانية، حققت للجامعة وهجا حقيقيا بالاهتمام بجامعات الجنوب وتفعيل موقفها المادي والوقوف على ابرز احتياجاتها، كما انها اضاءت للمسؤول الاول بالوزارة ما يحصل في الجنوب، وما فيها من برامج ومبادرات مختلفة، وانجازات ومختبرات عالية الجودة، وانها اي تلك الجامعات تستحق الوقوف لتخرج من نمطية جامعات الاطراف وتصبح في مصاف الجامعات الاولى بالاردن، وهذا ما رآه وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
واضاف ابو كركي ان تلك الزيارات هي توثيق لعلاقة الوزير مع الجامعات ومد جسور من التواصل بشكل حقيقي مع الوزارة، وتثبيت واقع الجامعات حيث عزز الوزير حالة الاستقلالية والحاكمية، وان الواقع المالي سينظر له بأمر مختلف، وان القادم لا بد سيكون افضل واجمل، والمستقبل ايجابي