تتناول نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الخميس، حالة الإنحناء غير الطبيعي إلى الأمام التي تصيب العمود الفقري، وتسمى طبيا بـ “القعس”.
وتوضح نشرة المعهد أسباب “القعس”، والأعراض التي يشكو منها المصاب به، إضافة إلى القعس الطفولي، وطرق التشخيص، وأنواع العلاجات التي تعتمد على شِدّة الانحناء والأعراض.
ينحني العمود الفقري للجميع قليلاً في موفع الرقبة وأعلى الظهر وأسفله، ويكون العمود الفقري على شكل حرف S ، وتساعد هذه الانحناءات جسمك على ما يلي:
– امتصاص الصدمات.
– دعم وزن الرأس والمحافظة على ثباته ومحاذاته فوق الحوض.
– استقرار الهيكل العظمي والحفاظ عليه.
– تسهيل التحرك والانحناء بمرونة.
ولكن إذا كان المنحنى الخاص بك ينحني كثيراً جدًا إلى الداخل، فإنه يسمى قعس، بزخ، ظهر أجوف وظهر السرجي وكلها مسميات تعبر عن الحالة التي ينحني فيها العمود الفقري بشكل مفرط يختلف عن الانحناءات الطبيعية للعمود الفقري والتي تتشكل بسبب اختلاف سماكة الاقراص الغضروفية من الجهة الامامية والخلفية بين الفقرات
فيبدو صدر المريض متوجهاَ للخارج، وظهره للداخل، فقد يظهر المريض متأرجحا مع ظهور الارداف بشكل اكثر بروزا .
أسباب القعس:
يمكن أن يصيب القعس الأشخاص في أي عمر. بعض الأمراض تؤثر سلباً على سلامة هيكل العمود الفقري وتؤدي إلى الإصابة بالقعس، من هذه الأمراض:
– الانزلاق الفقاري (Spondylolisthesis): الانزلاق الفقاري هو حالة في العمود الفقري حيث تنزلق إحدى الفقرات السفلية للأمام على العظم أدناه. عادة ما يتم علاجه بالعلاج أو الجراحة.
– الودانة (Achondroplasia) : الودانة هي واحدة من أكثر أنواع التقزم شيوعاً.
– التهاب الأقراص الغضروفية.
– تحدّب الظهر: قد يؤدي إلى الضغط على الجزء السفلي من الظهر لتعويض اختلال التوازن الناتج عن تحدّب الجزء العلوي.
– السُمنة (Obesity): قد يقوم بعض الناس الذين يعانون من السُمنة بالانحناء إلى الخلف لتحسين التوازن، مما يؤثر سلباً على العمود الفقري.
– هشاشة العِظام (Osteoarthritis) : مرض يؤدي إلى انخفاض كثافة العِظام ممّا يجعلها ضعيفة هشّة، ويؤثر على الفقرات فيؤثر على شكل العمود الفقري.
– تشوهات هيكلية موروثة(Hereditary): هي من أكثر أسباب التقزّم شيوعاً.
– غرن عظمي (Osteosarcoma): هو ورم خبيث يصيب العِظام، ويبدأ عادةً في عظمة الساق بالقرب من الركبة، أو في عظمة الفخذ بالقرب من الركبة، أو في عظمة العضد بالقرب من الكتف.
– الاصابات الرياضية او الحوادث او السقوط حيث تؤدي لانحلال الفقار وهو نوع من كسور العمود الفقري.
– الجراحات الانتقائية للجذور الظهرية والتي تستخدم لتقليل تشنج الساق لدى بعض مرضى الشلل الدماغي.
أعراض القعس:
أكثر أعراض الإصابة بالقعس شيوعًا هي آلام العضلات. عندما ينحني عمودك الفقري بشكل غير طبيعي، يتم شد عضلاتك في اتجاهات مختلفة، مما يؤدي إلى تشنجها. قد يُسبّب ألماً متوسّطاً أو شديداً في أسفل الظهر وقد يؤثّر على حركة المريض، وإذا كان القعس مرناً، ويُصحّح بالانحناء إلى الأمام فهو غير مقلق، أمّا إذا كان ثابتاً ولا يتغير بالانحناء فهو بحاجةٍ إلى العلاج. ومن الأعراض التي يشكو منها المصاب بالقعس ما يلي:
– يمكنك التحقق من الإصابة بالقعس من خلال الاستلقاء على سطح مستو والتحقق مما إذا كان هناك مساحة كبيرة بين منحنى رقبتك وظهرك والأرض.
– خدران.
– نمنمة.
– ألم كالصعقة الكهربائية.
– ضعف التحكّم بالمثانة.
– الشعور بالضعف والتعب.
– صعوبة التحكّم بالعضلات.
ظهور هذه الأعراض قد يعني أن القعس يضغط على الأعصاب.
القعس عند الأطفال:
عادةً يُصيب القعس الأطفال بدون أسباب معروفة، ويُسمّى بالقعس الطفولي الحميد، ويحدث لأن عضلات الطفل حول الورك تكون ضعيفة، وعادةً ما يُشفى القعس الطفولي من تلقاء نفسه بنموّ الطفل. وقد يكون القعس علامة على خلع في الورك خاصةً إن تعرّض الطفل للدهس أو للسقوط. والحالات الأُخرى التي تُسبّب القعس عند الأطفال هي مشاكل في الجهاز العصبي أو في العضلات، وهذه الحالات نادرة وتتضمّن:
– الشلل الدماغي.
– قيلة نخاعية سحائية، وهي حالة وراثية تُسبّب التصاق النخاع الشوكي بفتحة في عظام الظهر.
– الضمور العضلي.
– ضمور العضلات الشوكي حالة وراثية تُسبّب حركات لاإرادية.
– اعوجاج المفاصل، وهي حالة تظهر عند الولادة إذ لا تتحرّك المفاصل بشكل طبيعي.
كيف يتم تشخيص القعس؟
لتشخيص القعس علينا معرفة التاريخ المرضي للمريض والفحص السريري لتحديد الوقت الذي لاحظ فيه المريض القعس، وما إن كان يزيد سوءاً أم لا، وما إن كان حجم الانحناء يتغيّر. أثناء الفحص البدني، وفي الفحص السريري يُطلب من المريض الاستلقاء على ظهره، والانحناء إلى الجانب لمعرفة ما إن كان القعس ثابتاً أم مرِناً، ولتحديد مجال حركة المريض، وإذا تم محاذاة عمودك الفقري وقد يطرح أيضًا أسئلة مثل:
– متى لاحظت الانحناء المفرط في ظهرك؟
– هل المنحنى يزداد سوءًا؟
– هل يتغير شكل المنحنى؟
– أين تشعر بالألم؟
وقد يطلب الطبيب صورة أشعة (x-ray) للظهر كاملاً وللمنطقة القَطَنية، وقد يُجرى تقييم للأعصاب أيضاً إن كان المريض يعاني من خدران ونمنمة، وألم وتشنجات في العضلات وفقدان القدرة على التحكّم بالمثانة.
علاج القعس:
معظم المصابين بالقعس لا يحتاجون إلى علاج إلّا في الحالات الحادّة، وعلاج القعس يعتمد على شِدّة الانحناء ووجود أعراض أُخرى.
تتضمّن خيارات العلاج:
– الأدوية، لتخفيف الألم والتورّم الناتج عن القعس.
– العلاج الفيزيائي اليومي ويشمل: العلاج اليدوي ،العلاج الطبيعي ،التدليك، الوخز بالابر، الجمباز العلاجي وارتداء المشدات الخاصة لتقوية العضلات وتحسين مجال الحركة.
– فقدان الوزن الزائد، لتصحيح الوضعية وتخفيف الضغط على العمود الفقري.
– تناول المُكمّلات الغذائية مثل فيتامين (د).
– الجراحة: تؤخذ الجراحة بعين الاعتبار إن كان القعس حاداً أو يضغط على الأعصاب، أو بحال فشل العلاجات غير جراحية في إراحة المريض من الألم، ويُحدّد جرّاح مُختص العملية الأفضل للمريض حسب تاريخه المرضي والأعراض الظاهرة ونتائج صور الأشعة، ويوجد عِدّة خيارات جراحية يُمكن أن تجرى، ويستطيع المريض مناقشة الخيار الأفضل بالنسبة له مع الجرّاح.