د. محمد أبوحمور يشارك في ورشة عمل بجامعة الدول العربية حول مخاطر النشر السيء في وسائل الإعلام الحديثة
د. أبوحمور يدعو إلى شبكة عربية للتواصل الاجتماعي ونشر ثقافة الحوار وتجديد الخطاب الإعلامي والثقافي
د. أبوحمور: إعادة الثقة بمكامن القوة في التجربة الحضارية العربية نواة الرؤية الهادفة للحفاظ على كيان الأمّة وهويتها
د. أبوحمور: مسؤولية مشتركة على مؤسسات التعليم والفكر والإعلام لاستثمارالفضاء الإلكتروني والقيام بدور تنويري
القاهرة – أكد د. محمد أبوحمور الوزير الأردني الأسبق والأمين العام لمنتدى الفكر العربي، أن دراسة القضايا والمتغيرات الاجتماعية الناتجة عن تأثير انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، هي خطوة ضرورية من أجل تعزيز آليات الوعي بالجوانب الإيجابية والسلبية لهذا الانتشار واستخداماته، حيث تعد المنطقة العربية من أكثر مناطق العالم استخداماً لهذه المواقع.
وكان د. أبوحمور قد شارك بكلمة خلال ورشة العمل المتخصصة حول آلية عربية لمواجهة مخاطر النشر السيء في وسائل الإعلام الحديثة، التي نظمتها إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بقطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية يومي 4 و 5/12/2019، ودعا إلى تفعيل المسؤولية الأخلاقية الاجتماعية تجاه مخاطر المسّ بالقيم والمصالح الأساسية للمجتمعات التي تعبر عنها خطابات الكراهية والتطرف والطائفية والعنصرية والاستقطابات الجهوية والشائعات، وتعظيم أدوار التفاعل والتقارب بين المكونات الاجتماعية والتعبير الحر والمسؤول في القضايا العامة؛ مؤكداً أهمية نشر المفاهيم التي تحفظ للمجتمع وحدته وانسجام مكوناته وعلاقات الاحترام المتبادل في ما بينها.
ودعا د. أبوحمور في هذا المجال إلى استيعاب المتغيرات في الإعلام الرقمي والثورة المعرفية، والاعتراف بالمشكلات والتحديات في ضوء انفتاح الفضاء الإلكتروني، مما يلقي بمسؤولية مشتركة على مؤسسات التعليم والفكر والإعلام في استثمار هذا الفضاء للقيام بدور تنويري. كما دعا إلى التفكير بإقامة شبكة عربية للتواصل الاجتماعي، ترعاها جامعة الدول العربية، تساند ضمن استراتيجية لتجديد الخطاب الإعلامي والثقافي العربي العمل على تقديم نماذج من الخطاب الثقافي الممنهج لنشر ثقافة الحوار، وتشجيع الحوارات العقلانية المستنيرة بين الحضارات والثقافات والمذاهب، والتوعية بقيم التنوّع والتعددية والتعايش والسلم الأهلي، وربط ذلك بقيم المشاركة المجتمعية والتنمية وإصلاح التعليم ودعم البحث والتفكير العلمي.
وقال د. أبوحمور: إن إعادة الثقة بمكامن القوة في التجربة الحضارية العربية تشكل بحد ذاتها نواة الرؤية الهادفة إلى الحفاظ على كيان الأمّة، وعلى نسيجها من المكونات الثقافية المتنوعة وإسهاماتها الحضارية، بحيث يكون مفهوم التنوّع كعامل وحدة هدف ومصير وقوة حضارية أساسها وعي المشتركات وتوظيفها للنهوض الاجتماعي في مختلف مجالات الحياة.
وأكد د. أبوحمور أهمية تنمية مهارة الانتقائية لدى مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أمام التدفق الهائل للمعلومات والأخبار، واكتساب مهارة التفكير الناقد لدى الطلبة خصوصاً، والعمل على إدامة الحوار مع مختلف الأطياف والشرائح الاجتماعية حول أبعاد التعامل مع تكنولوجيا الاتصالات، بما يحقق وعياً مجتمعياً حقيقياً.
وأشار د. أبوحمور إلى انعكاسات الصراعات الدولية والتغيرات في المصالح الاستراتيجية بين القوى الكبرى في تطور التكنولوجيا، موضحاً مسؤولية النخب الثقافية والفكرية والإعلامية إزاء القدرة على صياغة خطط قادرة على التعامل مع التبدلات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بسبب العولمة والتدفق المعلوماتي.
وأضاف د. أبوحمور: إننا أمام ثقافة جديدة وخطاب جديد له مفرداته وأساليبه، مما نحتاج معه إلى إعادة نظر وتقييم للحالة الثقافية العربية العامة، بشكل علمي وموضوعي، وصياغة خطاب يعبر عن مجتمعاتنا بكل مكوناتها، مستنداً إلى التجربة الحضارية العربية والإنسانية، والحوار الكاشف عن إمكانات التلاقي والتوافق على مشتركات ترسخ مبدأ الهوية الجامعة، والاستفادة من إمكانات التكنولوجيا في توسيع نطاق الحوارات بين هذه المكونات، موضحاً أن الحوار المتكافىء هو مبتدأ الحل لكثير من المشكلات الناتجة عن الجهل بالآخر، وتوفير أرضية مناسبة للفهم المتبادل والتفاهم، وإزالة الصور النمطية المسبقة، والأوهام الناشئة عن ذلك الجهل، وبالتالي تصحيح المعلومات المغلوطة، والإسهام في انتفاء أسباب الاحتقانات والتوتر وما يترتب على ذلك من عنف لفظي وتداعيات نشهدها أحياناً في مواقع التواصل الاجتماعي.