الخبير التعاوني عماد أبو دواس يكتب:
التعاونيات الجامعية: نموذج لتعزيز ثقافة التعاون والعمل الجماعي وتحقيق فرص العمل المستقبلية
لاحقاً لمقالنا السابق الذي تناول أهمية التعليم الجامعي كطريق ثانٍ لتعزيز ثقافة الفكر التعاوني، نبادر بطرح فكرة لإنشاء تعاونيات جامعية كخطوة عملية لتطبيق هذا الفكر داخل الجامعات.
فمن خلال هذه التعاونيات، يمكن تعزيز القيم التعاونية بين الطلاب والعاملين، وتوفير خدمات مستدامة تساهم في تحسين البيئة الجامعية وتلبية احتياجات المجتمع الجامعي، بالإضافة إلى كونها منصة لتحقيق فرص العمل المستقبلية للطلاب.
بعض من أهداف التعاونيات الجامعية
(١) تعزيز مبدأ التعاون والعمل الجماعي:
. نشر ثقافة التعاون بين الطلاب والعاملين.
. تشجيع المشاركة في القرارات والتخطيط المستدام.
(٢) توفير خدمات بيئية مستدامة:
. إنشاء مشاريع نقل داخلي تعمل بالطاقة الشمسية.
. إدارة النفايات وإعادة التدوير.
(٣) تحسين الخدمات المعيشية:
. إدارة المقاصف الجامعية بأسعار مناسبة.
. إنشاء ماركتات داخل الحرم الجامعي.
. تطوير مواقف سيارات مدفوعة داخل الجامعة.
(٤) تعزيز الخدمات الصحية والاجتماعية:
. إنشاء عيادة طبية أو صيدلية بأسعار مخفضة.
. تقديم التأمين الصحي الجماعي للطلاب والعاملين.
. تنظيم رحلات جماعية والاحتفال بالمناسبات الوطنية.
(٥) تنمية المهارات والفرص التعليمية:
. تقديم دورات تدريبية وورش عمل للطلاب في المهارات التقنية وريادة الأعمال.
. إنشاء مكتبات لبيع الكتب والقرطاسية بأسعار مخفضة.
(٦) إعداد جيل قيادي مسؤول:
. تعزيز روح المبادرة لدى الطلاب من خلال إدارة المشاريع التعاونية.
. تحفيز الطلاب على إنشاء تعاونيات خريجين تسهم في تحقيق الاستقلال المالي وتوفير فرص العمل.
(٧) ربط الطلاب بسوق العمل وتأمين وظائف مستقبلية:
. تشكيل لجان داخل الجمعية تُعنى بتعريف الطلاب بسوق العمل المحلي والدولي واحتياجاته.
. عقد شراكات مع شركات ومؤسسات لتوفير فرص تدريب عملي للطلاب.
. إنشاء تعاونيات أو وحدات فرعية داخل الجمعية تركز على توجيه الطلاب وربطهم بفرص عمل مناسبة بعد التخرج.
. التعاقد مع جهات داخلية وخارجية لتأمين فرص عمل مؤقتة للطلاب أثناء الدراسة ومستمرة بعد التخرج.
وهنالك دور للتعاونيات الجامعية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة،حيث ترتبط التعاونيات الجامعية بعدد من أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة، ومنها:
١- التعليم الجيد (الهدف ٤):
. توفير بيئة تعليمية متكاملة تعزز المهارات القيادية وروح المبادرة لدى الطلاب.
. تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لدعم التعلم المستمر.
٢- العمل اللائق والنمو الاقتصادي (الهدف ٨):
. توفير فرص عمل للطلاب أثناء الدراسة وبعد التخرج.
. ربط الطلاب بسوق العمل من خلال شراكات مع مؤسسات داخلية وخارجية.
٣- القضاء على الفقر (الهدف ١):
. دعم الطلاب المحتاجين من خلال تقديم خدمات ميسرة مثل القروض الدراسية أو برامج الدعم المالي.
٤- العمل المناخي (الهدف ١٣):
. تبني مشاريع بيئية مستدامة مثل النقل الداخلي بالطاقة الشمسية وإدارة النفايات.
٥- المشاركة المجتمعية (الهدف ١٦):
. تعزيز الشفافية والمسؤولية الاجتماعية من خلال مشاركة الطلاب والعاملين في صنع القرار.
. تنظيم أنشطة تطوعية تهدف إلى خدمة المجتمع المحلي.
٧- الاستهلاك والإنتاج المسؤولان (الهدف ١٢):
. إنشاء برامج لإعادة التدوير وإدارة النفايات داخل الحرم الجامعي.
. توفير خدمات تسويقية مستدامة من خلال المقاصف والماركتات.
وننظر في تحديد دور الجهات الفاعلة في دعم التعاونيات الجامعية فيما يلي:
١- اتحادات الطلبة والعاملين:
. دعم الفكرة عبر الترويج لها بين الطلاب والعاملين، وتنظيم ورش عمل لتعريف المجتمع الجامعي بها.
. المشاركة في تشكيل اللجان الإدارية داخل الجمعية لضمان تحقيق الأهداف المشتركة.
٢- مجلس أمناء الجامعة ورئاستها:
. تقديم التسهيلات الإدارية والقانونية لإنشاء الجمعية وتشغيلها.
. توفير الدعم المادي واللوجستي لتأسيس مشاريع الجمعية، مثل تخصيص أماكن لإنشاء خدمات النقل والمقاصف والمواقف.
٣- إدارات العمل التعاوني:
. تقديم الاستشارات الفنية والتوجيه اللازم لإنشاء التعاونيات الجامعية وتطويرها.
. تنظيم برامج تدريبية لتعريف أعضاء الجمعية بمبادئ التعاونيات وإدارتها.
٤- الحكومة:
. توفير الدعم المالي والتشريعي لإنشاء التعاونيات الجامعية وضمان استمراريتها.
. تضمين برامج ومبادرات حكومية تعزز الفكرة في الجامعات ضمن السياسات الوطنية للتنمية المستدامة.
٥- وسائل الإعلام:
الترويج للفكرة من خلال التغطية الإعلامية، وتنظيم حملات توعوية بأهمية التعاونيات الجامعية ودورها في التنمية.
عرض قصص نجاح التعاونيات الجامعية حول العالم كوسيلة لتشجيع الجامعات الأردنية على تبني الفكرة.
٦- المنظمات الدولية، والمحلية، والقطاع الخاص:
. تقديم الدعم الفني والمالي من خلال برامج الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية.
. إشراك منظمات المجتمع المدني في تقديم الاستشارات والمساعدة في تأسيس التعاونيات الجامعية.
. التعاون مع القطاع الخاص لتعزيز دور هذه التعاونيات وربطها بشبكات العمل المحلية والعالمية.
. استثمار برامج الدعم الدولي لتنمية القدرات التعاونية للطلاب والعاملين، وتمويل المشاريع المستدامة المرتبطة بالجمعية.
وفي ما يلي نذكر نماذج عالمية للتعاونيات الجامعية لإثراء النقاش حول أهمية التعاونيات الجامعية كنمط مرتبط بالجمعيات التعاونية، يمكن استعراض أمثلة عملية ناجحة من مختلف أنحاء العالم:
(١) . تعاونية إسكان الطلاب بجامعة كاليفورنيا، بيركلي (Berkeley Student Cooperative) – الولايات المتحدة الأمريكية
تُعد هذه التعاونية واحدة من أكبر التعاونيات الطلابية في الولايات المتحدة، حيث توفر سكنًا ميسور التكلفة لأكثر من ١٣٠٠ طالب، مع إدارة تعاونية تشمل الطلاب أنفسهم.
المصدر: bsc.coop
(٢) . تعاونية الطلاب بجامعة مونتريال (Coopérative étudiante de l’Université de Montréal) – كندا
تقدم خدمات متعددة للطلاب، بما في ذلك متجر لبيع الكتب واللوازم الدراسية، ومقهى ومطعم يُداران من قِبل الطلاب أنفسهم، مما يعزز من العمل الجماعي والاستقلال المالي.
المصدر: ceum.qc.ca
(٣) . تعاونية الطلاب بجامعة إدنبرة (Edinburgh University Students’ Association) – المملكة المتحدة
تدير هذه التعاونية مجموعة من الخدمات، بما في ذلك الحانات والمقاهي والمتاجر داخل الحرم الجامعي، مما يساهم في تعزيز المشاركة الطلابية وتوفير فرص عمل.
المصدر: eusa.ed.ac.uk
(٤) . تعاونية الطلاب بجامعة سيدني (University of Sydney Union) – أستراليا
تقدم مجموعة واسعة من الخدمات، بما في ذلك المرافق الرياضية والثقافية، بالإضافة إلى متاجر ومطاعم يديرها الطلاب، مما يعكس الدور الفاعل للتعاونيات في تحسين بيئة التعليم الجامعي.
المصدر: usu.edu.au
(٥). تعاونية الطلاب بجامعة لوفبرا (Loughborough Students’ Union) – المملكة المتحدة
تُعد من أكبر اتحادات الطلاب في المملكة المتحدة، وتقدم خدمات متنوعة تشمل المتاجر والمقاهي والأنشطة الترفيهية والتعليمية، مما يعزز من تجربة الطلاب.
المصدر: lsu.co.uk
ختامًا
تمثل التعاونيات الجامعية نموذجًا مبتكرًا لتعزيز ثقافة التعاون والعمل الجماعي داخل الجامعات، وتعد أداة فعالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما فيها التعليم الجيد، والعمل اللائق، ومحاربة الفقر، والعمل المناخي، والمشاركة المجتمعية.
من خلال جهود مشتركة بين الجهات الفاعلة المحلية والدولية، يمكن تحويل هذه الفكرة إلى واقع عملي يسهم في بناء مستقبل أفضل للمجتمع الجامعي والمجتمع ككل.
رابط مقال: التعليم الجامعي الطريق الثاني لتعزيز ثقافة الفكر التعاوني
https://www.facebook.com/share/p/jzSQJj1R9129Fjyh/