أحمد يروي قصته مع الحشيش.. وسوق سوداء للمخدرات في الزرقاء
– قاده حب الفضول الى متاهة كبيرة، جعلته يبقى اسيراً في وحدته، منبوذاً من الجميع، لا يستطيع الرجوع الى الخلف، مع يقينه ان تقدمه خطوة للامام سيدفع ثمنها غالياً، فهو ابن الواحدة والعشرين عاماً، عاطلٌ عن العمل، لا اخ يقف بجانبه ولا صديق يثق به، سجن اربعة مرات بتهم تعاطي وحيازة المخدرات .
احمد، اشبن مدينة الزرقاء ، كان حلمه ان يكون طبيباً، يساعد الفقراء ويتلمس احتياجاتهم، كان يحمّل نفسه فوق طاقته عندما يرى والده منهك من التعب، يعمل على مدار الساعة كي يؤمن لهم لقمة عيش، تبعدهم عن الحاجة والمسألة.
احمد الذي انفجر باكياً امام ، بعد تردد من نشر قصته، الا ان الندم الذي يحيط به دفعه ان يرمي اخر ورقة بحوزته، يقول احمد انه كان في الصف الاول ثانوي، ملتزم في دراسته، ومتفوق كثيراً الا انه انخرط برفقاء سوء ، وباحدى المرات عرض عليه احد اصدقائه ان يدخن” سيجارة حشيش” الا انه رفض طلبه ، فاخذ اصدقائه بتناولها ، حيث شعر انه بحاجة لتجربتها وحتى لا يقال عنه ” جبان”.
لم تكن التجربة التي لم تتعدى الـ 30 ثانية ، الا ضياعاً لشاب كان يرى الدنيا بزاوية ايجابية، لتنقلب حياته ، ويصبح احد المطاردين على قضايا المخدرات.
احمد، الذي وقع ضحية التجربة الاولى، وتخلى عن مدرسته بعد الفصل الاول بالصف الثاني ثانوي، ليصبح احد المدمنين على المخدرات ، واصبح ممن يروجون لها ، ويبيعونها، وتعتبر الدخل الاول له ، لكنه غير راضٍ عما يفلعه، لكنه خائف من العقوبة بحال اراد التوبة والعودة لحياته الطبيعية.
خمسة اعوام ، واحمد يعيش حالة الضياع ، لا يعرف من الدنيا سوى الانتقام ، تجربته البسيطة دفعته ان يكون احد الاشخاص الذين يروجون لهذه التجرية ، انتقاماً من مجتمع لم يرحمه عندما اصبح مدمن، ولتحقيق ربح في تجارته يستطيع ان يؤمن اسرته ايضاً ببعض مستلزماتها بعد وفاة والده.
لم يصرح احمد كثيراً عن تجربته ، الا وطلب الانصراف، خاتماً اللقاء ” ارغب بعلاج مجتمعي قبل العلاج الدوائي، فالمجتمع لن يتقبلني، سأبقى كما انى حتى ولو اعلنت توبتي امام الجميع”.
قصة احمد ليست الوحيدة في المجتمع الزرقاوي، فالشكاوي العديدة التي وصلت الاجهزة الامنية وعبر الاذاعات المحلية ووسائل الاعلام للمطالبة بتنفيذ حملات امنية لالقاء القبض على المروجيبن والبائيعن، والمعروفين لدى اجهزة الدولة تدفع اجهزة الدولة لانقاذ الوضع المشؤوم في المحافظة.
*سوق سوداء
ازدادت الشكاوي في الفترة الاخيرة عن اماكن في الزرقاء تكمن فيها بيع المواد الممنوعه، واصبحت ملجأ المروجين، حتى ان الاهالي قدموا اكثر من عريضة لدى الحكام الإداريين للمطالبة بتنفيذ حملة للمكافحة على هؤولاء الاشخاص دون فائدة.
وقال الاهالي ان اكثر المناطق رواجاً للمخدرات بالقرب من منطقة عوجان والرصيفة وحي معصوم ، حيث ينتشر الباعة بشكل كبير هناك ، مع قلة تنفيذ حملات للقبض عليهم.
مصدر في وزارة الداخلية اكد للسبيل ان هناك مفاوضات تجري في الوقت الحالي لتسليم هؤلاء الاشخاص أنفسهم ، والا سيكون الخيار الامني هو الحل .
وأوضح المصدر ان جميع المناطق التي تشهد نقاط بيع معروفة لدى اجهزة الدولة، وسيتم ايجاد حلول في اسرع وقت ، حيث ان هناك تعليمات من قبل وزارة الداخلية للحكام الاداريين بمعالجة هذه القضية.
*دورات لتوعية طلبة المدارس
وثمن اهالي في محافظة الزرقاء جهود مكتب مخدرات الزرقاء الذي يكثف جهوده باعطاء دورات وندوات في جميع مدارس المحافظة لتوعية الطلبة والشباب واليافعين من مخاطر المخدرات ، وكيفة علاج المدمنين، بالإضافة الى طرق التبليغ عن متعاطي هذه المواد.
وبالرغم من نشاط المكافحة الذي تقوم به، الا ان احد مدراء المدراس اشار الى كثرة الشكاوي من قبل اولياء الامور حول ظاهرة انتشار المخدرات بين الطلبة، حيث اكد ان طلبة في الصف التاسع والعاشر اصبحوا يتعاطون الحبوب ، ويروجونها بين الطلبة.
وأضاف ان ادارة المدرسة خاطبت مديرية التربية والتعليم بهذا الخصوص ، وانه لم يلاحظ اي اجراء فعلي حول الموضوع.
وكانت تصريحات رسمية أكدت ضبط 4 حالات أسبوعيا لمتعاطي المخدرات في محافظة الزرقاء، إلا أن مختصين تربويين يعتبرون ‘أن حالات الضبط التي يتم الإعلان عنها لا تعكس واقع الحال، وأن ما يعلن عنه ما هو إلا قمة جبل الجليد وما خفي كان أعظم، إذ أن حالات التعاطي أصبحت جزءا من حياة بعض الطلبة اليومية’.
ويرى هؤلاء أن العقاقير المخدرة هي الباب الأوسع الذي يدخل منه الشباب إلى تعاطي المخدرات بأنواعها ولها ‘سوق سوداء’ رائجة في الزرقاء، كما أن مفتاح هذا الباب معلق بيد رفاق السوء من جهة وضعف الرقابة الأسرية من جهة أخرى.
وكانت مديرية شرطة محافظة الزرقاء قد دقت ناقوس الخطر من تزايد مطرد في انتشار تعاطي المخدرات في المدارس والجامعات بين الجنسين؛ إذ تضبط الأجهزة الأمنية في المحافظة 4 حالات أسبوعيا، وفقا لتصريحات امنية..
كما واعلن النائب عن الدائرة الاولى في محافظة الزرقاء محمد الظهراوي عن عدم استقابله لاي شخص في مكتبه ممن تورطوا بقضايا مخدرات، مشيراً بحديثه للسبيل ان الذين يتاجرون بارواح المواطنين ، او يتعاطون هذه المواد لن يتم الدفاع عنهم او التوسط لهم، مشيراً انه سيطالب من خلال قبة البرلمان تغليظ العقوبات عليهم.
وكانت حملات امنية نفذها مكتب مخدرات الزرقاء خلال الاسابيع الماضية ادت لإعتقال العشرات من مروجين ومتعاطين للمخدرات، وتوديعم للجهات ذات الاختصاص لاتخاذ المقتضى القانوني.
كما تم ضبط 7 مروجين بالسوق التجاري في محافظة الزرقاء من خلال عملية نوعية لمكتب المكافحة وفق مصدر امني.
وتعتبر الزرقاء من المحافظات التي تشهد اقل نسبة في معدلا الجريمة الا ان ناقوس الخطر يدق ابوباها حيال قضايا المخدرات. “السبيل”
1 تعليق
بهجت خشارمه
لا حول ولا قوة الابالله العلي العظيم ، حسبنا الله ونعم الوكيل بتجار السموم ونسال الله العلي العظيم ان يجنب الاردنيين شر هذه السموم .