أخطاء تعكر صفو الترابط العائلي
يفترض بالعائلة أن تكون المصدر الأساسي للحب والدعم والقبول لكل أفرادها، لك ومع الأسف فعندما تكبر العائلة وتمتد نجد بأن البعض يقوم، بقصد أو بدون قصد، ببعض الأمور التي تكون عواقبها وخيمة الترابط العائلي.
تلك الأمور هي عبارة عن أخطاء يرتكبها البعض، بحسن نية في معظم الأحيان، تؤدي إلى زعزعة أو ربما تفكيك الترابط العائلي. ومن هذه الأخطاء ما يلي:
– الإهانات والانتقادات اللاذعة: قد يندهش البعض لو أدرك بأن ثقل أثر الكلمة قد يفوق في بعض الأحيان ثقل الكرة الأرضية. لكن مع الأسف فإن الكثير من الناس ينطقون بالكلمة دون إدراك لمدى الأذى الذي تسببه لدى الطرف الآخر. قد يعتقد البعض أن توجيه انتقادات لاذعة لأحد أفراد العائلة من باب المزاح أن هذا لا شيء فيه. لكن الحقيقة أن الكلمات تؤذي بصرف النظر عن الطريقة التي قيلت فيها. فضلا عن هذا فإن توجيه النقد أو توجيه نوع من الإهانة لفرد من أفراد العائلة سيحدث تصدعا للعلاقة بين الطرفين، ويحتاج هذا التصدع لكثير من الوقت لترميمه. بل إن هناك من التصدعات الغائرة عميقا يصعب بالفعل ترميمها، فحتى لو اعتذر صاحب الكلمة وسامحه متلقيها، فإن الألم قد يبقى لمدة ليست بالقصيرة، لذا يجب أن نحرص جيدا على كلماتنا حتى لا نؤذي غيرنا ونتسبب بتفكيك ولو جزئي للعائلة التي تعتبر ملاذنا الأول والأخير.
– النميمة: حذرنا ديننا الإسلامي الحنيف من النميمة لما لها من أثر سلبي عميق على من يعتاد على الخوض بها. فعلى عكس الإهانات والانتقادات التي تؤذي المتلقي، فإن النميمة تؤذي من يتعامل بها. ولتوضيح هذا الأمر فإن المرء لا يتحدث عن أحد سلبا بغيابه إلا لو كان مزعوجا منه، لكن وبعد أن يقوم بنميمته لن يتغير شيء، فالمشكلة تبقى قائمة دون حل، بل الأكثر من ذلك أن النمام قد يسترسل بنميمته بشكل يذكره بجوانب أخرى تزعجه بالطرف الآخر مما يزيد من حنقه وانزعاجه. لو كان لديك ما يزعجك من أحد أفراد عائلتك فعليك أن تتوجه له مباشرة وتناقشه بهدوء، دون إشراك باقي أفراد العائلة بالموضوع. علما بأن البعض يلجأ لإشراك الجميع بحثا عن مساندة لموقفه واضعا الأطراف الأخرى أمام خيار حتمي إما معي أو معه مما يوسع دائرة الخلاف أكثر وأكثر. لا مانع من إشراك بعض أطراف العائلة سعيا للإصلاح، لكن لا يجب أن يكون هذا الإشراك بحثا عن التأييد فقط.
– الكذب والخداع: في بعض الأحيان تكون الحقيقة صعبة لسبب أو لآخر لكن تلك الحقيقة مهما بلغت صعوبتها تبقى أهون من الكذب. فما يجب أن نعلمه أن الكذبة قد تمر عليها سنوات دون أن يتم اكتشافها، لكن مهما طال الوقت فإنها ستكتشف في النهاية وربما تكون النهاية أسرع مما نعتقد، وحال اكتشاف الكذبة سيؤدي هذا الأمر لشرخ في روابط الثقة بين أفراد العائلة الواحدة. فضلا عن هذا فإن تصرفات المرء لا تنعكس عليه وحده وإنما قد تمتد لأكثر من جيل، والحديث هنا عن العائلة الكبيرة من أجداد وجدات وأعمام وعمات وأخوال وخالات.. إلخ. وبالتالي فالأفضل السعي لمعالجة أي خطأ يرتكبه المرء دون أن يلجأ للكذب الذي قد ينعكس على الكثير من أفراد عائلته الكبيرة.