استطاع الشَّاب الأردني بكر الرَّقاد من جمع 2500 كلمة من لغة حضارة الأنباط التي سكنت الأرض الأردنية فترة طويلة من الزَّمن وتركت خلفها إحدى أهم عجائب الدنيا السَّبع وهي البترا جنوب الأردن.
وقال الرَّقاد، المتخصص في التَّاريخ والحضارة الأردنية، وخريج الجامعة الأردنية، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، اليوم الأحد، إنَّ هذه الفكرة لازمته لسنوات عديدة وحاول أن يصل إلى منتج يوثق للتاريخ في الأردن خاصة في الجوانب التي لم ينالها جزء من الاهتمام من قبل الباحثين.
وأضاف أنَّه خرج قبل 3 سنوات بأول محاولة له للتكلم بلغة شبه منقرضة، لغة الأجداد الأنباط، وهي لغة دفينة بين بعض الأبحاث التي تُفسر نقوشاً هنا وهناك، مع بعض الكتب الآثارية الثقيلة.
وأكد أن لا معجم واضحا لهذه اللغة ولا قواعد محدَّدة، ومنذ ذاك الوقت أخذ على عاتقه إعادة إحياء هذه اللغة ولو إستند الأمر على ناطق واحد لها، واليوم وبعد سنتين من العمل على معجم صديق للعامة، سريع وسهل، وبعد الوصول إلى الكلمة رقم 2500 من اللغة أصبح هناك أساس يستطيع الانطلاق منه لهذه اللغة.
وبين أنَّه اقترب من مرحلة تشكل اللغة في ذهنه كلغة قادرة على تشكيل معنى وحوار بل وحتى شكل بسيط من أشكال الشعر والأدب، وسجَّل مقطعا مصورا لذلك يبين فيه كيف يمكن الحديث بلغة الأنباط.
كما أكد أن هذه ليست محاولة للإنفصال كما قد يساء الفهم، فدائرة الوطن لا تتقاطع أو تتعارض مع دائرة الأمة، ولا عنصرية في الحياة كأردني، ومحاولة استعادة جزء أساسي من إرث الماضي، فالذي ليس له تاريخ لن يكون له مستقبل.
وبين أن الهوية الأردنية لا تتعارض مع الهوية العربية، فنحن من أطلق علينا الإغريق والاشوريون لقب العرب، نحن؛ عرب الشمال، الاردنيون أحفاد غسان وجذام وقضاعة وعاملة وبلي وغيرهم.
وتشير عدد من المصادر التَّاريخية إلى أنَّ الأنباط هي إحدى القبائل العربية التي عاشت في القرن السَّادس قبل الميلاد في الأردن وسكنوا مناطق الجنوب، وتركوا آثارا عديدة تمثَّلت في البترا ذات الأهمية التَّاريخية الكبيرة.