تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأحد، عن الشلل الدماغي، الذي يعد من أكثر الإعاقات الحركية شيوعا في مرحلة الطفولة.
وتوضح نشرة المعهد تصنيفات الشلل الدماغي، والأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة به، وأعراضه، وطرق التشخيص، إضافة إلى العلاجات التي يمكن أن تساعد المصاب للقيام بمهامه بشكل أكثر كفاءة.
الشلل الدماغي مصطلح شامل يتضمن مجموعة من الاضطرابات التي تسبب عجزاً جسدياً أثناء نمو الإنسان، وذلك في أجزاء مختلفة من الجسم مرتبطة بأداء الوظائف الحركية. فتؤثر على قدرة الشخص على الحركة والحفاظ على التوازن والوضعية وتسبب عجزاً جسدياً.
الشلل الدماغي هو أكثر الإعاقات الحركية شيوعًا في مرحلة الطفولة، ويمكن تقسيمه إلى أربعة تصنيفات رئيسة تصف إعاقات حركية مختلفة.
وتشير هذه التصنيفات أيضًا إلى مناطق الدماغ التي أصابها التلف. والتصنيفات الرئيسة لمرض الشلل الدماغي هي:
– الشلل الدماغي التشنجي.
– الشلل الدماغي الخاطئ الحركي.
– الشلل الدماغي الرنِح.
– الشلل الدماغي المختلط.
ما الذي يسبب الشلل الدماغي؟
يمكن أن يتسبب نمو الدماغ غير الطبيعي أو إصابة الدماغ النامي في الإصابة بالشلل الدماغي. يؤثر الضرر على جزء الدماغ الذي يتحكم في حركة الجسم وتنسيقه ووقفته. يحدث تلف الدماغ عادة قبل الولادة، ولكن يمكن أن يحدث أيضًا أثناء الولادة أو في السنوات الأولى من الحياة. في معظم الحالات، السبب الدقيق للشلل الدماغي غير معروف.
تتضمن بعض الأسباب المحتملة ما يلي:
– الاختناق الوليدي، أو نقص الأكسجين في المخ أثناء المخاض والولادة.
– الطفرات الجينية التي تؤدي إلى نمو غير طبيعي للدماغ.
– اليرقان الشديد عند الرضيع.
– التهابات تصيب الأم، مثل الحصبة الألمانية والهربس البسيط.
– التهابات الدماغ، مثل التهاب الدماغ والتهاب السحايا.
– نزيف داخل الجمجمة أو نزيف في المخ.
– إصابات الرأس نتيجة حادث سيارة أو السقوط
– ضرب وإساءة معاملة الأطفال.
الأعراض:
يمكن أن تصبح الأعراض أكثر حدة أو أقل حدة بمرور الوقت. وهي تختلف أيضًا اعتمادًا على جزء الدماغ المصاب.
تشمل بعض العلامات الأكثر شيوعًا ما يلي:
– التأخر في الوصول إلى معالم المهارات الحركية، مثل التدحرج أو الجلوس بدون مساعدة أو الزحف.
– اختلافات في توتر العضلات، مثل المرونة أو التشنج أو تصلب العضلات وردود الفعل المبالغ فيها.
– التأخر في تطور الكلام وصعوبة التحدث.
– الترنح، أو نقص التنسيق العضلي.
– الهزات أو الحركات اللاإرادية.
– سيلان اللعاب المفرط ومشاكل البلع.
– صعوبة المشي.
– تفضيل جانب واحد من الجسم، مثل استخدام يد واحدة.
– مشاكل عصبية مثل النوبات والإعاقات الذهنية والعمى.
– عدم اتزان بين عضلات العينين بحيث لا تنظر العينان إلى نفس المكان. قد يكون أيضًا لديهم نقص في نطاق الحركة للعديد من المفاصل نتيجة التيبّس العضلي.
– صعوبة في المص أو تناوُل الطعام.
– تأخُّر في تطوُّر الكلام، أو صعوبة في التحدُّث.
– صعوبات التعلُّم.
– صعوبة في المهارات الحركية الدقيقة، مثل تزرير الملابس، أو التقاط الأدوات.
التشخيص:
في الماضي، كان تشخيص الإصابة بمرض الشلل الدماغي يعتمد على السيرة المرضية والفحص الجسدي. وعندما يتم تشخيص الإصابة بالشلل الدماغي، يكون إجراء الاختبارات التشخيصية الأخرى مسألة اختيارية.
في الوقت الحالي قد يقوم الطبيب بتشخيص الشلل الدماغي عن طريق أخذ تاريخ طبي كامل وإجراء فحص جسدي يتضمن فحصًا عصبيًا مفصلاً وتقييم الأعراض.
يمكن أيضًا إجراء اختبارات إضافية:
– مخطط كهربية الدماغ لتقييم النشاط الكهربائي في الدماغ. قد يُطلب ذلك عندما تظهر علامات الصرع على المصاب، والتي تسبب النوبات.
– التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يستخدم موجات مغناطيسية قوية وموجات راديو لإنتاج صور مفصلة للدماغ يمكنها تحديد أي تشوهات أو إصابات في الدماغ.
– التصوير الطبي المقطعي المحوسب لإنتاج صورمقطعية واضحة للدماغ تساعد في الكشف أيضًا عن أي تلف في الدماغ.
– التصوير بالموجات فوق الصوتية في الجمجمة وهي طريقة سريعة وغير مكلفة نسبيًا لاستخدام الموجات الصوتية عالية التردد للحصول على صور أساسية للدماغ عند الأطفال الصغار.
– فحوصات الدم: تشمل أخذ عينة من الدم واختبارها لاستبعاد الحالات الأخرى المحتملة، مثل اضطرابات النزيف.
العلاج:
لا يوجد علاج معروف لمرض الشلل الدماغي، ولكن توجد أنواع متعددة من العلاجات يمكن أن تساعد الشخص المصاب بهذا الاضطراب المرضي في أن يعيش ويقوم بالمهام المطلوبة منه في الحياة بشكل أكثر كفاءة.
وبوجه عام، كلما بدأ العلاج مبكرًا، سنحت الفرصة للأطفال المصابين بهذا المرض أن يتغلبوا على إعاقات النمو التي يعانون منها أو أن يتعلموا أساليب جديدة تجعلهم يتمكنون من أداء المهام التي يقف المرض عائقًا أمام قيامهم بها.
يمكن أن يبدأ التدخل العلاجي الفعال منذ دخول المولود إلى وحدة العناية المركزة الخاصة بالأطفال حديثي الولادة، ويمكن أن يشتمل العلاج على واحد أو أكثر من الإجراءات التالية:
– العلاج الطبيعي.
– العلاج الوظيفي.
– علاج النطق.
– استخدام الأدوية للتحكم في النوبات التي تصيب المريض، وتسكين الألم أو التخفيف من وطأة التقلصات.
– العلاج بالأكسجين ذي الضغط العالي.
– التدخل الجراحي.
كما يمكن استخدام الدعامات والأجهزة التقويمية الأخرى والمشايات المتحركة، حيث يمكن أن يساعد استخدام دعامة الوقوف في الحد من التشنجات وتحسين مدى الحركة بالنسبة لمريض الشلل الدماغي الذي يستخدم الكرسي المتحرك. كما يمكن استخدام الوسائل التي تساعد على تواصل المرضى مع الآخرين، مثل أجهزة الكمبيوتر التي تتصل بها أجهزة متخصصة في حالة عدم قدرة المريض على الكلام أو الرؤيا.
التأقلم والدعم:
عندما يتمُّ تشخيص طفل ما بالإصابة بحالة تؤدي إلى إعاقة، تُواجه الأسرة بأكملها تحديات جديدة. فيما يلي بعض النصائح لرعاية طفلكَ ونفسك:
– قم بدعم طفلك ليكون مستقلاً، شَجِّعْ أي محاولة للاعتماد على النفس مهما كانت صغيرة.
– كُنْ داعمًا لطفلك. أنتَ جزء مهم من فريق الرعاية الصحية لطفلك. لا تخشَ التحدُّث نيابة عن طفلكَ أو توجيه أسئلة صعبة للأطباء والاختصاصيين والمدرسين.
– اطلب الدعم لنفسك. يُمكن أن تُحدث دائرة الدعم فرقًا كبيرًا في مساعدتكَ أنتَ وعائلتَكَ في التأقلم مع الشلل الدماغي وآثاره.