حقق منتخب مصر بداية واعدة في بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة على أرضه، بفوزه في المباراة الافتتاحية على زيمبابوي بهدف وحيد لجناحه “تريزيغيه” الجمعة أمام عشرات الآلاف من المشجعين الذين غصت بهم مدرجات استاد القاهرة.
وحقق منتخب الفراعنة الباحث عن تعزيز رقمه القياسي وتحقيق اللقب الثامن في البطولة القارية التي يستضيفها حتى 19 تموز/يوليو المقبل، الانطلاقة المطلوبة في نسخة 2019، وتصدر موقتا المجموعة الأولى في انتظار نتيجة مباراة السبت بين جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وافتتحت البطولة أمام نحو 75 ألف شخص ارتدوا قميص المنتخب الأحمر ولوحوا بالأعلام وأهازيج “مصر مصر مصر”، عائدين الى الملاعب بعدما افتقدوا في المواسم الأخيرة حضور المباريات في البطولات المحلية بسبب التدابير الأمنية.
وتقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جاني انفانتينو حضور المباراة التي سبقها حفل افتتاحي ضخم، وسيطرت مصر على شوطها الأول من دون نجاعة بسبب التسرع أمام المرمى، واختتمته بهدف السبق عبر جناحها محمود حسن “تريزيغيه” (41). وفي الثاني، استمر السيناريو مع تحسن طفيف لزيمبابوي، مع فرص تسجيل إضافية لمصر وتحفظ نسبي بحثا عن ضمان النقاط.
وقال المدافع المصري محمود علاء الذي اختير أفضل لاعب في المباراة “أبارك للشعب المصري كله أول فوز”، شاكرا المشجعين على دعمهم.
أضاف “يجب أن يكون مستوانا افضل في المباريات المقبلة. هدفنا في هذه البطولة تحقيق اللقب”، متطرقا لتراجع مصر في الشوط الثاني بالقول “نحاول كمنتخب تسيير طريقة اللعب بحسب رغبتنا. اذا كنت متقدما بهدف لا يجب أن تخاطر وتتعرض لهدف. كان السيناريو كما أردنا”.
من جهته، قال المدرب العام هاني رمزي “هذه أول ثلاث نقاط في مشوار بطولة طويل (…) المباراة كانت صعبة، وربما صعّبناها على أنفسنا”.
وتابع “كنا نتمنى أداء أفضل (…) دائما ضربة البداية تكون عليها ضغوط خاصة وأننا نلعب على أرضنا”، مشددا في الوقت ذاته على أن “البطل دائما ما يتدرج في مستواه” بشكل تصاعدي.
– الحارسان وصلاح –
وبعد سحب الاستضافة من الكاميرون لتأخر الأعمال في المنشآت ومخاوف الوضع الأمني، تستضيف مصر الموعد القاري بعد نحو عام من خيبة مونديال روسيا 2018، حيث أثرت الإصابة على أداء نجمها محمد صلاح وحدت من مشاركته، ليخرج الفراعنة من الدور الأول بثلاث هزائم في مشاركتهم الأولى في النهائيات منذ 28 عاما.
وكررت مصر فوزها على زيمبابوي في البطولة القارية، بعد تخطيها في الدور عينه 2-1 عام 2004.
وأجرى المكسيكي خافيير أغيري تغييرا على تشكيلة أعلنها الاتحاد المصري قبل المباراة، فدفع بأيمن أشرف في مركز الظهير الأيسر بدلا من أحمد أيمن منصور.
وضمت التشكيلة محمد الشناوي في الحراسة، محمود علاء وأحمد حجازي كقلبي دفاع والقائد أحمد المحمدي (ظهير أيمن). وجاءت باقي الاسماء متوقعة بخطة 4-2-3-1 مع محمد النني وطارق حامد في الوسط الدفاعي، محمد صلاح وعبد الله السعيد وتريزيغيه في الوسط الهجومي، ومروان محسن مهاجما وحيدا.
بدورها، عوّلت زيمبابوي المصنفة 109 عالميا بقيادة المدرب صنداي شيدزامبوا، على نوليدج موسونا لاعب أندرلخت البلجيكي، الموهوب خاما بيليات والمهاجم نياشا موشيكوي لاعب داليان ييفانغ الصيني.
ويشارك منتخب “المحاربين” للمرة الرابعة والثانية تواليا، علما بأن خرج من دور المجموعات في كل مشاركاته السابقة.
وكان المنتخب المصري الأفضل لجهة الاستحواذ (55 بالمئة) والمحاولات الهجومية (11 تسديدة على المرمى مقابل 5 فقط لزيمبابوي).
وبكرت مصر بالضغط وكادت تسجل من رأسية لمروان محسن تألق الحارس إدمور سيباندا بإبعادها (3). وشكل عبدالله السعيد خطورة على الحارس الذي صد بعد تحرك جماعي جميل بين محمد صلاح ومروان محسن (9)، ثم أطلق السعيد كرة قوية علت العارضة (12).
وشهدت المباراة إصابة قلب الدفاع أحمد حجازي بعد احتكاك مع أحد لاعبي زيمبابوي، لكنه أصر على المتابعة بعد علاج سيلان الدم من أنفه.
وبعد صدة حاسمة للشناوي أمام بيليات المنفرد (38)، نسج أيمن أشرف جملة مع تريزيغيه على الجهة اليمنى، فتلاعب نجم قاسم باشا التركي بالدفاع وسدد بيمناه في الزاوية اليسرى البعيدة للحارس (41).
وافتتح تريزيغيه الشوط الثاني بنفس تسديدة الهدف الأول، لكن الحارس حرمه هذه المرة مبعدا كرته اللولبية الى ركنية (50).
ونشطت زيمبابوي وهاجمت بانطلاقات سريعة في أول ربع ساعة، ما دفع أغيري الى إراحة محسن والدفع بالمخضرم وليد سليمان.
وواصل المنتخب المصري فرصه، ومنها تسديدة لصلاح بيمناه من داخل المنطقة، أرضية بمواجهة الحارس المتألق سيباندا صدها الاخير ببراعة بعد تمريرة بينية جميلة من تريزيغيه (67)، كانت من الأخطر في المباراة لأفضل لاعب إفريقي في 2017 و2018 والمتوج مع ليفربول الانكليزي مطلع الشهر الجاري بلقب دوري أبطال أوروبا، وأتت قبل أن يخرج سيباندا أحد نجوم المباراة مصابا في الدقيقة 80.
وبحث أغيري عن الحفاظ على النتيجة، فزج بعمرو وردة ونبيل عماد “دونغا” بدلا من السعيد وتريزيغيه.
حتى الحارس البديل ألفيس شيبيزيزي وقف بين صلاح والشباك بصده تسديدة يمينية لهداف الدوري الانكليزي في آخر موسمين (87)، لتنتهي المباراة بفوز متوقع لصاحب الأرض ووصيف النسخة الماضية.
– حشود وإجراءات –
وأحاطت إجراءات أمنية مشددة بآلاف من المشجعين الذين تقاطروا الى استاد القاهرة لحضور المباراة منذ بعد الظهر. ووضع بعض المشجعين أقنعة على شكل وجه صلاح.
وقرابة الساعة الثامنة والنصف محليا، انطلق حفل الافتتاح الذي تخلله ترحيب السيسي بالمنتخبات والمشجعين الأفارقة “في وطنهم الثاني مصر”، معلنا “على بركة الله افتتاح بطولة كأس الأمم الإفريقية”.
وامتد الحفل نحو نصف ساعة، وارتكز على عرض ضوئي ضخم وألعاب نارية أحاطت بثلاثة أهرامات توزعت على أرض الملعب.
وبعد المباراة، أشار السيسي الى أن الإجراءات التي تطبقها السلطات خلال البطولة الإفريقية، لاسيما لجهة بطاقات “هوية المشجع”، ستساهم في عودة المشجعين الى المسابقات المحلية في الموسم المقبل. (ا ف ب)