- ما الذي يحدث؟!
أ.د.إيمان فريحات
ما الذي يحدث للسكوت عن تعطيل دور المدارس وغياب الطلبة؟
نتكلم دومًا عن النهضة والتطور والتقدم والاستثمار وعلى رأس الاستثمار؛ الاستثمار بالإنسان وأساس ذلك كله التعليم وأين نحن من التعليم الذي أصبح استثمارًا وعبئًا على الأهالي من مدارس وجامعات، وموضوع الجامعات وحده قضية؛ وأعني هنا قائمة القبول الموحد؛ وما فيها من محاصصات.
السكوت وعدم معالجة الموضوع الذي على ما يبدو أنه سيدخل أسبوعه الرابع (بمعنى انقضاء ربع الفصل الدراسي) ما معناه؟ هل هذا يعني أن مصلحة الطلبة ليست على أولويات الحكومة؟ هل معناه أن الحكومة لا تمتلك الحل؟ هل معناه ترك الأمر لعل المعلمين يتراجعون أم ينتظرون احتجاج الأهالي ليأتي حل الموضوع من الطرف الأخر؟
السؤال الخطير؛ لماذا الأهالي أو الشارع لم يتذمروا بسبب عدم ذهاب أبنائهم إلى المدارس للتعلم؟
ولا يذهب التحليل إلا لأنهم يدركون الوضع السيئ الذي يعيشه المواطن الأردني سواء أكان معلمًا أم غيره؛ فالراتب لا يكفي والضرائب والأسعار تستنزف كلّ صنوف الدخل الضئيل أساسًا.
ولو فرضنا أن الحكومة أقرت الزيادة للمعلمين؟ ماذا عن بقية الموظفين، فالتعامل بالقطعة لا يجدي؛ لأن ذلك سيفتح باب الاعتصام والإضراب أمام الجميع كما حصل عام ٢٠١١م.
فعدم معالجة الأوضاع المعيشية الصعبة والتعنت بهذه الطريقة يجب تلافيه ولنأخذ العبرة مما جرى عام ٢٠١١م وما فقده أبناؤنا الطلبة من دروس تعليمية، إلا إن كان الأمر لا يهم أحدًا.
لسنا مع التأزيم، لكن على الحكومة تنفيذ ما ورد في الدستور من حقوق، وترجمة خطابات ملك البلاد الداعية جميعها إلى تحقيق كرامة المواطن وحقه في العيش والتعليم والصحة…
آن الأوان لوضع خطط وطنية ناجحة لمعالجة ما نجم عن السياسات السابقة والتي قامت كلها على سياسة الرفع وترك الفاسدين، وأقول ناجحة لأنه جربنا خططًا بالتسعينات وما بعدها وجميعها، للأسف، باءت بالفشل.
ولا نريد أن يتحقق فينا قول الشاعر:
مَنْ يهُن يسهل الهوان عليه. ما لجرحٍ بميتٍ إيلام
يا أصحاب القرار في بلدي، أمَا تعلّمتم من بناة الأجيال وصناع المجد والحضارة أنّ:
“العلم يبني صروحًا لا عماد لها. والجهل يهدم بيت العزّ والكرمِ” فاعتبروا واعتذروا يا ذوي الألباب النيّرة..