يا جماعة الخير! ليكن بيان الحكومة والمخابرات العامة هو سقف التعليق والنقاش. بلاش المزاودة على السلطة السياسية في النقد والهجوم، ولا تخوين أو تكفير أحد أو جهة.
أظن أن الصياغة اللغوية والقانونية لبيان الحكومة واضحة ودقيقة. ويصلح البيان إطارا للتفكير والجدل وابداء الرأي والتعليق.
الموضوع أيضا بين يدي القضاء. لا جدال ولا خلاف حول احتكار الدولة للعنف والسلاح (إلا في حدود القانون) والحرب والسلم. وهناك أيضا فرق بين الخطأ والخيانة وبين الجريمة السياسية والمؤامرة.
الإخوان المسلمون جماعة اختطفت منذ سنوات طويلة لصالح جماعة أخرى ليست اردنية. أن تكون هذه الجماعة في حالة مقاومة لا يجيز لها ذلك انتهاك سيادة الأردن أو الإضرار بأمن البلد وسياساته وقراراته السيادية. انتقاد حماس أو الإخوان ليس تأييدا للاحتلال.
جماعة الإخوان المسلمين لم تكن منذ عام 1954 (ثم ازدادت غلوا وانفصالا ومفاصلة منذ عام 1972) جماعة وطنية تلتزم بقوانين الدولة وسيادتها، ولا ترى العمل والانتماء الوطني من واجباتها بل تعتبره خطأ كبيرا ولا تتردد في إعلان اشمئزازها من الوطن والعمل الوطني والمشاركة العامة في التنمية ولقادتها وسياقها العام مواقف واضحة ومنشورة في اعتبار الدولة كافرة والمجتمع جاهليا ولم تشغل نفسها منذ عام 1954 بعمل وطني أو اجتماعي أو دعوي. بل كانت ترى نفسها أمة مميزة دون سواها ليست ملزمة بقوانين الدولة واحترام مؤسساتها، وتسمح لنفسها ما تراه حراما على غيرها وتحرم على نفسها ما تعتقد أنه حلال لغيرها، بل صنعت معان جديدة للنصوص الدينية وحددت صراحة أو ضمنا ما يخصها وما لا يخصها من النصوص الدينية أو كيف تطبقها أو تستثني أحدا أو نفسها منها. وقد نشأت في ذلك أجيال وطبقات ومصالح ومؤسسات وتراث فكري وفقهي اكتسب بداهة وصلابة.
ولم تجد الجماعة حاجة لمراجعة او محاسبة نفسها والتبس عليها الدين ولبست على نفسها وعلى الناس الدين.
صار اليوم ما يمكن تسميته “إسلام الإخوان المسلمين” المختلف كثيرا عن “إسلام المسلمين” والكارثة أن هذا الإسلام والفهم الإخواني للإسلام انتشر وصار متبعا بين كثير من الناس بمن فيه من يختلف مع الإخوان بل ويعاديهم، وانتشر أيضا في المؤسسات الدينية والتعليمية الرسمية والشعبية، وصار حالة مستعصية تذكر بالأغنية العراقية :”يا محمد بويه محمد يامحمد خاف من الله.. يا محمد مو هذا الله”.