بقلم المهندس سفيان أبوصافي
تمر المملكة في أيامنا بمرحلة من التغييرات والتطورات الإيجابية سواء على صعيد العمل السياسي أو الحزبي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو التربوي نتيجة إصرار جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم أطال الله في عمره لترجمة رؤى التطوير لتخرج من اطار التصريحات والشعارات المستهلكة لاطار التنفيذ الملموس وهذا ما يشجع عليه جلالة الملك في كافة لقاءاته وتصريحاته حول ملف الإصلاحات ..جلالة الملك في أوراقه النقاشية (والتي تعتبر بمثابة خارطة طريق إصلاحية حقيقية اذا تم ترجمتها على أرض الواقع) وخاصة في الورقة النقاشية السابعة التي نشرها في ربيع عام (2017) التي كان عنوانها (بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة):
أقتبس منها :
” وعليه، فإننا نريد أن نرى مدارسنا ومعاهدنا المهنية وجامعاتنا مصانع للعقول المفكرة، والأيدي العاملة الماهرة، والطاقات المنتجة. نريد أن نرى مدارسنا مختبرات تُكتشف فيها ميول الطلبة، وتُصقل مواهبهم، وتُنمى قدراتهم. نريد أن نرى فيها بشائر الارتقاء والتغيير، لا تخرِّج طلابها إلا وقد تزودوا بكل ما يعينهم على استقبال الحياة، ومواجهة ما فيها من تحديات، والمشاركة في رسم الوجه المشرق لأردن الغد؛ طلبة يعرفون كيف يتعلمون، كيف يفكرون، كيف يغتنمون الفرص ويبتكرون الحلول المبدعة لما يستجد من مشاكل، ويعرض من عقبات. ولا يكون ذلك إلا بمنظومة تعليم حديثة، توسع مدارك الطلبة، تعمّق فكرهم، تثير فضولهم، تقوي اعتدادهم بأنفسهم، وتصل بهم إلى العالمية، على أجنحة من الإيمان القوي، والثقة الراسخة، والاعتزاز بهويتنا الإسلامية والعربية وتراث الآباء والأجداد.
كما لا يمكن أن يتحقق ذلك، إلا بمناهج دراسية تفتح أَمام أبنائنا وبناتنا أبواب التفكير العميق والناقد؛ تشجعهم على طرح الأسئلة، وموازنة الآراء؛ تعلمهم أَدب الاختلاف، وثقافة التنوع والحوار؛ تقرّب منهم أساليب التعبير، وتنمّي فيهم ملكة النظر والتدبر والتحليل، وكذلك بمعلمين يمتلكون القدرة والمهارات التي تمكنهم من إعداد أجيال الغد.
إنني لأكرر التعبير عن سعادتي بهذا النقاش الدائر حول تنمية مواردنا البشرية وتعليم بناتنا وأبنائنا، الموضوع الذي يمس مستقبل أمتنا، وأدعمه كل الدعم، حتى يؤتي ثماره بالتنفيذ والإصلاح، فهو علامة وعي وتيقظ، ومبعث أمل وارتياح. ولا بد أن نعمل دون تردد أو تأخير، يدا واحدة، مؤسسات ومعلمين، طلبة وأهالي لنحقق مبتغانا. فكل يوم يمضي تمضي به فرصة لأبنائنا في تحقيق ما يستحقون فلا نضيعها عليهم” (انتهى الاقتباس)
كانت تلك المقدمة تمهيداً للحديث عن شخصية وطنية لمعت في سماء الوطن في إنجازاتها العلمية والتربوية الملموسة والتي تترجم فيها تطلعات ورؤى جلالة الملك الإصلاحية التي تواكب برامج عالمية متقدمة هذه الشخصية الوطنية هو معالي البروفيسور (الأستاذ الدكتور عزمي محافظة).
لن أتحدث في السيرة الذاتية الحافلة والمشرفة لشخص معاليه بل سأكتفي بآخر الإنجازات الحقيقية التي بدأت تظهر بشكل ملموس :
1. هو من أدار المشروع الوطني لتطوير المناهج والذي حافظ من خلاله على ثوابتنا الوطنية والدينية والتاريخية وراعى متطلبات العصر العلمية الحديثة منسجماً مع رؤى وتطلعات جلالة الملك .
2. هو من كان من ابرز المكلفين في ملف (الأوبئة) في جائحة كورونا وكانت آرائه وتوصياته دائماً بشكل علمي واضح وصريح ولم يجامل وكان له الفضل في كثير من المنعطفات الوبائية أثناء الجائحة لوضع القرار والتوصية العلمية الصحية الدقيقة والصحيحة.
3. منذ عودته لوزارة التربية والتعليم في التعديل الوزاري الأخير في حكومة دولة الدكتور بشر الخصاونة قبل ما يقارب ثلاث شهور حمل على عاتقه فوراً تطوير امتحان الثانوية العامة ومواكبة دول العالم المتقدمة باتجاه دعم التعليم التقني والمهني ليكون الحل الأمثل للتخفيف من البطالة ودعم الاقتصاد الوطني وبدا العمل الفعلي حيث قرر التحول لتشعيب الطلاب من الصف التاسع مطلع 2023/2024 وبدأت لجان مختصة بمتابعة حثيثة يومية من معاليه لوضع اللمسات العملية لتطوير التعليم الثانوي المهني.
4. بدأ بالعمل بشكل جاد لتطوير امتحان الثانوية العامة ليصبح على عامين للتخفيف من فوبيا التوجيهي المجتمعية التي نعيشها بمجتمعنا وبما يحافظ على اعتمادية هذا البرنامج عالمياً وعربياً ويضاهي مصاف الدول المتقدمة علمياً وصناعياً ومهنياً علما انه هو من ترأس لجنة تطوير امتحان الثانوية العامة عندما كان رئيس للمركز الوطني للمناهج وانهى التصور كامل وسلم تقريره لوزارة التربية الا انه بقي في ادراج وزارة التربية الى ان عاد وزيرا وبدا بتنفيذه.
لو تأملنا في هذه النقاط فقط وبالعودة لرؤية جلالة الملك المقتبسة بداية المقال من الورقة النقاشية السابعة لوجدنا تنفيذ حقيقي شامل لهذه الخارطة التي رسمها جلالة الملك قبل ما يقارب خمس سنوات وبدأت ترى النور بوجود مسؤولين أكفاء ومخلصين ومعطائين أمثال معالي الأستاذ الدكتور عزمي محافظة وبوجود قيادات تربوية شابه مميزه أمثال عطوفة الدكتور نواف العجارمة .
في خلاصة الحديث من الطبيعي جداً أن نجد قوى شد عكسي أمام أي عمليات تغيير أو تطوير أو إصلاح حقيقي وليس بالضرورة أن تكون قوى الشد العكسي من الخارج فقد تكون داخلنا وأمامنا لكنها عاشت على روتين عملي وتعودت عليه والتغيير والتطوير بالنسبة لهم قد يعيق مصالحهم لذلك لن نخجل أن نقف داعمين بكل وعي ووضوح وان نضع النقاط على الحروف ونقول نحن الآن في مرحلة جني ثمار الإصلاحات التي دعا لها جلالة الملك ولن نسمح لأي كان أن يصاد بالماء العكر.