إضاءات على مركز الملك عبدالله الثاني للتميز في عيد ميلاد القائد
د. إبراهيم الروابدة
في الثلاثين من كانون الثاني من كل عام نكون على موعد مع مناسبة غالية على قلوب كل الأردنيين، نعيش فيها أجمل معاني الفخر والاعتزاز بميلاد جلالة قائدنا الأعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، رافعين أكف الدعاء إلى المولى عز وجل أن يحفظ جلالة قائدنا ويمتعه بموفور الصحة والعافية وان يديمه ذخراً وسنداً وملاذاً لشعبه الوفي.
ويفخر الأردنيون اليوم، بمنجزات مليكهم المعزز منذ أن تسلم سلطاته الدستورية مكملاً لمسيرة الهاشميين في العطاء والبناء والإنجاز، حامل راية الاب الباني الحسين رحمه الله ومتمم مسيرة نهضة الاردن، والذي جعل إسم الاردن صداحاً في المحافل العالمية، وجعل له سمعة طيبة سواء على مستوى المنطقة أو العالم، حتى غدا الأردن دولة قوية بدورها، متقدمة بمؤسساتها، ومزدهرة بإنجازات أبنائها وبناتها.
كما تعلمون تأسس مركز الملك عبدالله الثاني للتميز في كانون ثاني 2006،بموجب نظام رقم (6) لسنة 2006 ليدير جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز أرفع جائزة للتميز على المستوى الوطني في كافة القطاعات، وقد عهد صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن الحسين رئاسة مجلس أمناء المركز.
المركز الذي يتشرف بحمل الاسم الغالي علينا ويرأس مجلس أمنائه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن الحسين، وهو المركز الذي بدأ كجائزة وتحول إلى مركز يجمع جوائز الملك عبد الله الثاني للتميز في كافة القطاعات انطلاقا من حرص جلالة الملك على تجذير ثقافة التميز في كافة المجالات.
تعتمد رؤية المركز على توفير مرجعية معيارية وطنية لتأصيل ثقافة التميز المؤسسي والفردي وقياس الإنجازات ودعم نهج المنافسة الايجابي لذوي العلاقة في الوزارات والمؤسسات والأفراد العاملة في القطاع الحكومي وتحفيز المورد البشري في كافة المؤسساتالحكومية بكافة أنواعها وأحجامها إلى بذل أقصى جهد لممارسة ودعم وترسيخ ثقافة الإبداع القيادي والتميز الإداري ونشرها في القطاع العام والارتقاء بالأداء الإداري المؤسسي والجماعي والفردي وصولاً إلى اعلى مستويات الإتقان والتفوق في عالم الإدارة والقيادة للمساهمة في الارتقاء بالخدمات المقدمة للمستفيدين إلى أعلى مراتب الرضى ليتحقق ما يتوق إليه جميع المستفيدينخاصة وأن الأردن مقبلعلى مرحلة جديدة من الإصلاح الإداري والذي يحتاج بدوره إلى تطوير البيئة الإدارية بما يلبي تطلعات الرؤية المستقبلية والتطورات الهامة التي يشهدها الأردنعلى كافة الأصعدة.
لقد مضى على تأسيس مركز الملك عبد الله الثاني للتميز 12عاماً مضيئاً نعتز بها ونفتخر، انطلقنا خلالها في رحلة الأردن نحو التميّز، عززنا قدرات الموظفين، ونسجنا قصة نجاح،وخطا المركز خطواته مستلهماً رؤية جلالة الملك بأن يكون الأردن مركزاً للتميّز، فلم يدخر جهداً فيوضع أسس ومعايير التميز وإدارة جوائز الملك عبد الله الثاني للتميز وتطوير البرامج التدريبية التي من شأنها الارتقاء بأداء مؤسسات القطاعات المختلفة. ويسعى المركز في الحاضر إلى تسريع العمل بمنظومة التميز للمساهمة في تحقيق مطالب جلالة الملك في إحداث إصلاح واسع وجذري في مؤسسات القطاع العام من أجل خدمة المواطنين والمستثمرين وتعزيز تنافسية الأردن، عن طريق نشر الوعي بمفاهيم الأداء المتميز والإبداع والجودة والشفافية، وتجذير ثقافة التميّز التي ترتكز على ثلاثة أسس عالمية للممارسات الفضلى للحكومات الحديثة.
لقد حقق المركز إنجازاً كبيراً من خلال وضع الأردن على الخارطة العربية للتميّز حيث أصبح بيت خبرة وطني وإقليمي يعمل على نشر المعرفة وتنهل منه المؤسسات العربية،وكل هذا لم يكن ليتم لولا دعم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن الحسين المعظم رئيس مجلس أمناء المركز وأعضاء المجلس، وجهود شركائنا الذين قدموا جهداً تكاملياً أدى إلى تحقيق ما وصلنا إليه، إلى جانب إخلاص وتفاني موظفي المركز لبناء هذه الصورة المشرقة للمركز، وسيواصل المركز المضي بأقصى عزيمة لتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها والتي ستساهم بالارتقاء بتنافسية الأردن عالمياً ورفع اسمه عالياً.
تستقي جوائز الملك عبد الله الثاني للتميّز معاييرها من رؤية جلالة الملك بالتميز في الأداء حيث تركز بشكل كبير على النتائج التي يجب أن يلمسها متلقي الخدمة، ولهذا فإن المؤسسات التي تحقق التميّز وتحظى بالجائزة هي المؤسسات التي تحقق أفضل النتائج، والتي ينعكس أثرها على متلقي الخدمة.
ولقد اهتم المركز بالقيادات فطوَّر جائزة الأمين/المدير العام بهدفتكريم هذه الفئة القيادية وتقدير جهودها على الدور الذي تقوم به لتجذير ثقافة التميّز في المؤسسات الحكومية وتحفيزها نحو تحقيق أداء ريادي وإنجازات متميّزة على المستوى المؤسسي والفردي في الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية ومواصلة دورها الفاعل الذي تقوم به في تطبيق مفاهيم ومعايير التميز المؤسسي وتعظيم عطائها القيادي والإداري والفني من جهة وتعزيز تنافسية الأردن على المستويين الإقليمي والعالمي من جهة أخرى.
كما اهتم بالمرحلة الحالية في التطوير التقني الساعي إلى التحول إلى الحكومة الإلكترونية وتنفيذاً لرؤية جلالة الملك عبد الله الثاني للوصول إلى الحكومة الإلكترونية، تم إطلاق جائزة التحول إلى الحكومة الإلكترونية، والتي تهدف إلى التحول إلى المعاملات والخدمات الالكترونية وتشجيع الإسراع في تطبيق التقنيات الحديثة لتسهيل المعاملات، وتحفيز المؤسسات الحكومية على بذل أقصى طاقاتها وتسخير إمكاناتها المختلفة في سبيل الارتقاء بخدماتها الإلكترونية.
وبهدف تحقيق رؤية جلالة سيدنا بأن تعكس الوزارات والمؤسسات صورة الأردن المشرقة لكافة المتعاملين معه، أسست الجائزة معاييرها لقياس أداء الوزارات والمؤسسات المشاركة في الجائزة بناءً على النتائج التي تحققها ومدى ارتباطها بالأهداف الوطنية والتي تستقيها من كتب التكليف وخطابات العرش.
مركز الملك عبد الله الثاني للتميز بالإضافة إلى دوره في تقييم المؤسسات المشاركة في جوائز الملك عبد الله الثاني للتميز، يقدم العديد من الخدمات كتقييم الجهات المهتمة بالتميّز وغير المشاركة فيالجوائز والتدريب في مختلف مجالات التميز والجودة والإدارة وتقديم الخدمات الاستشارية بالإضافة إلى إنشاء مراكز التميز وإدارة جوائز التميز.
وبهدف تحقيق رسالة وأهداف المركز والمتمثلة بنشر ثقافة التميّز، أطلق المركز مبادرة مسرعات التميز والتي تتضمن عدد من البرامج والمشاريع والأنشطة تهدف الى تسريع نشر مفاهيم التميّز والتوعية بمتطلباته. تتضمن المبادرة عقد منتدى نحو تميز عالمي يضم خبراء التميز والجودة لتبادل الخبرات ونشرها، وإطلاق مبادرة يوم في التميز والتي تقوم على مبدأ زيارة الوزارات والمؤسسات والتعرف على طبيعة عملها ومساعدتها في تعزيز نقاط القوة وتطوير فرص التحسين لديها، ومبادرة شاركنا استراتيجيتك التي تعنى بعمل الوزارات والمؤسسات الحكومية بشكل تكاملي، والعمل على تطوير منظومة الإبداع الحكومي، والانتقال من مفهوم التقييم إلى الشراكة والتعلم والمساهمة في التطوير والتحسين، والتوعية الشمولية التي تشمل التدريب ثلاثي الأبعاد للفئات الثلاثة القيادي والإداري والمساند. كما تركز المبادرة على التعاون مع وزارة تطوير القطاع العام والعمل معها بشكل تشاركي بهدف توظيف نتائج الجائزة.
حفظ الله الأردن قوياً عزيزاً في ظل صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.