كشفت مصادر مقربة من قيادة الاضراب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ان الايام القادمة ستكشف مفاجآت جمة للاحتلال وستربكه، فيما يتعلق بالقوة الكامنة للاسرى في اضرابهم عن الطعام من داخل زنازينهم المعتمة.
وافادت المصادر ان النائب الاسير مروان البرغوثي سيصدر بيانات وتوجيهات من داخل زنزانته الى الاسرى والى العالم، موضحا ان العزل والمقع والاعتداء وتباكي الاحتلال على مقالة نشرتها نيويورك تايمز لمروان لم تكن سوى البداية.
واوضحت المصادر ان قيادة الاضراب وعلى رأسها البرغوثي كانت قد اعدت بشكل مسبق رسائل وأعدت العُدة والتسلّح بأدوات ورسائل وتوجهات ودرس كل الخيارات واستعدت لكل ردود فعل اسرائيل، وخططت لكل التوقعات التي قد تحدث خلال الاضراب واعدت الحلول وسبل المواجهة لكل ما قد يجري، وستحمل الايام القادمة مزيدا من التفاصيل.
واوضحت المصادر ان السيناريوهات القادمة قد تتحول الى مقدمات لمرحلة جديدة في تاريخ الحركة الاسيرة.
من جانبها قمعت قوات الاحتلال الاسرائيلي بالقوة مسيرة تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام توجهت، امس الخميس، إلى سجن عوفر غرب رام الله، واطلقت الرصاص والقنابل الغازية على عشرات المشاركين في المسيرة.
وطاردت قوات الاحتلال الشبان في الحقول المجاورة للسجن والذين بدورهم رشقوا جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة، وفي ظل كثافة الغاز تراجع المشاركون في المسيرة باتجاه بلدة بيتونيا المجاورة.
وكانت عدة أقسام في سجن عوفر تعرضت أمس للاقتحام من قبل قوات القمع التابعة لمصلحة سجون الاحتلال، وتم مصادرة مقتنيات خاصة بالأسرى وأدوات وأجهزة كهربائية مختلفة.
كما أصيب فلسطيني بالرصاص الحي، كما أصيب ستة آخرون بالمطاط والاختناق بالغاز خلال مواجهات في بلدة أبو ديس شرقي مدينة القدس المحتلة. وقال الهلال الأحمر، إن المواجهات اسفرت عن إصابة ستة شبان بالرصاص المطاطي، إضافة إلى إصابة ١١ في الاختناق بالغاز خلال مسيرة تضامن مع الاسرى المضربين عن الطعام.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال شابًا مقدسيًا من مدخل مؤسسة الصليب الأحمر في حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة خلال مشاركته في اعتصام تضامني مع الأسرى المضربين عن الطعام.
ورفع المشاركون في الاعتصام صورًا للأسرى في سجون الاحتلال، وشعارات كتب عليها «ماء وملح.. نعم لآلام الجوع وألف لا لآلام الركوع»، كما رددوا شعارات وأناشيد وطنية للأسرى، وخلال ذلك تواجدت شرطة الاحتلال عند مدخل الصليب، وقامت بتصوير المشاركين، واعتقال الشاب نور الشلبي.
من جهة ثانية، اقتحمت قوات الاحتلال قرية العيسوية شمال شرق القدس، وقامت بتفكيك خيمة الاعتصام التي أقامها الأهالي وسط قريتهم للتضامن مع الأسرى في معركتهم، وخلال ذلك ألقت القنابل الصوتية.
وقالت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة، إن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، نفذت على مدار اليومين الماضيين، تنقلات واسعة في صفوف الأسرى المضربين عن الطعام، من وإلى سجن «عسقلان»، واقتحام العديد من أقسام وغرف الأسرى رافق ذلك تفتيشات واسعة، ومصادرة لمقتنيات الأسرى بشكل كامل.
وفي السياق، نقلت إدارة السجون الأسير المريض والمضرب عن الطعام سعيد مسلم إلى مستشفى «برزلاي» الإسرائيلي، بعد تدهور وضعه الصحي، حيث يعاني من مشاكل في القلب.
ويستمر الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي بمعركة «الحرية والكرامة» في إضرابهم المفتوح عن الطعام، لمواجهة اجراءات إدارة مصلحة السجون وضد رفضها الاستجابة لمطالبهم وتحسين أوضاعهم.
وحذر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، من تطبيق إدارة سجون الاحتلال، قانون التغذية القسرية على الأسرى المضربين عن الطعام، والذي قد يؤدي إلى ارتقاء شهداء بينهم.
وكانت منظمة العفو الدولية حذرت من ممارسات «اسرائيل» تجاه الأسرى الفلسطينيين وحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية المشروعة، مطالبة بوقفها فورًا. ويبلغ عدد الأسرى بسجون الاحتلال حوالي 7 الاف أسير.