أطلق برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، بالتعاون مع أمانة عمّان الكبرى “خطة عمّان للعمل المناخي الثانية وتقرير تقييم المخاطر المناخية الأول لمدينة عمّان”. ,يهدف المشروع إلى دمج العمل المناخي في جميع المجالات التي تدخل ضمن اختصاص أمانة عمّان الكبرى، مما سيساهم في تعزيز استدامة المدينة ومواردها وبنيتها التحتية.
واستعرض القائمون على المشروع بحضور عدد من خبراء التغير المناخي وممثلين عن المنظمات الدولية، بالإضافة إلى مجموعة من المتخصصين في أمانة عمّان الكبرى، أبرز التحديات التي تواجه الأردن والمنطقة جراء التغير المناخي، وأوجه التعاون والمخرجات المأمولة منها للحد من آثاره. يهدف المشروع إلى جعل مدينة عمّان أكثر مرونة في التعامل مع التغير المناخي من خلال بناء خطة شمولية تضع جميع الاحتمالات والسيناريوهات على الطاولة، مع تحديد مسارات وطرق التكيف والحلول الممكنة.
وقالت المنسقة الوطنية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الأردن، المهندسة ديما أبو ذياب، “إننا نشهد ازدياداً ملحوظاً في مظاهر التغير المناخي بشكل غير مسبوق، فقد تعرضت المملكة خلال فترة الصيف لموجات حرارة شديدة وغير اعتيادية. إذ سجلت العاصمة عمّان في شهر حزيران أعلى معدل درجة حرارة عظمى منذ أكثر من 100 عام، وفقاً لدائرة الأرصاد الجوية”.
وأشارت أبو ذياب إلى أن “المدن تلعب دوراً متزايد الأهمية في التصدي لظاهرة تغير المناخ، حيث تُعتبر مسؤولة عن 75% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال قطاعي الأبنية والنقل. إلا أن المدن يمكن أن تلعب أيضاً دوراً كبيراً في التخفيف من آثار التغير المناخي والتصدي لها من خلال إنشاء بنية تحتية مرنة قادرة على الصمود لمواجهة آثار التغير المناخي. وهنا تبرز أهمية التخطيط الحضري المستدام والمرن في ظل التوقع بزيادة عدد السكان الحضريين على مستوى عالمي ومحلي”.
من جهتها، قالت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن، رندة أبو الحُسن، “نحن في لحظة محورية في جهودنا العالمية لمكافحة آثار تغير المناخ. إن الخطة والدراسة المتعلقة بالتغير المناخي والاستدامة تمثلان التزامنا الجماعي بمستقبل أكثر استدامة ومرونة، حيث تعكس التقدم الذي أحرزناه والتحديات التي نستمر في مواجهتها لرسم خريطة الطريق للعمل الذي ينتظرنا”.
وأكد أمين عمّان، الدكتور يوسف الشواربة، أن “خطة العمل المناخي لمدينة عمان المحدثة تؤكد التزامنا بأهدافنا الطموحة لخفض الانبعاثات الكربونية، كما تركز على تعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة والتعلم المستمر من التجارب المحلية والدولية الناجحة. وهي وثيقة حية سنواصل البناء عليها، وملتزمون بإجراء تقييمات دورية للخطة وتحديثها لتحقيق أهدافنا المناخية بما يتناسب مع التغيرات في سياق المدينة والفرص الجديدة”.
وأضاف الشواربة: “إن خطة العمل المناخي الأولى التي أُطلقت في عام 2019 كانت خطوة طموحة نحو بناء مدينة مستدامة ومزدهرة ملتزمة بالتعهدات التي قدمتها عمان تحقيقاً لأهداف اتفاقية باريس للتغير المناخي وأهداف التنمية المستدامة ومتطلبات عضويتها في شبكة المدن الأربعين C40. ونسعى إلى أن تصبح مدينة عمان محايدة كربونياً ومقاومة للتغير المناخي بحلول عام 2050”.
يُذكر أنه تم إعداد خطة عمّان للعمل المناخي الثانية ودراسة تقييم المخاطر المناخية الأولى ضمن برنامج “التنمية العمرانية المستدامة وكفاءة الموارد” الممول من مرفق البيئة العالمي، ومشروع “التنمية الشاملة والآمنة والمرنة والمستدامة في المناطق الحضرية المستضيفة للاجئين السوريين في الأردن وتركيا” الممول من برنامج الأمم المتحدة البيئي UNEP، تحت إشراف عدد من الخبراء المحليين والدوليين وشبكة المدن الأربعين C40 التي قدمت الدعم الفني في كل خطوة من العملية.
وقد شهدت العاصمة عمّان معدل نمو وتوسع متسارع بسبب الهجرة الداخلية من مدن الأطراف إلى العاصمة التي تعد النقطة المركزية في البلاد، بالإضافة إلى تدفق اللاجئين من البلدان المجاورة. وقد فرض هذا ضغطاً هائلاً على المناطق الحضرية في البلاد وموارد المياه والطاقة، مما أثر بشكل كبير على المالية العامة لأمانة عمّان الكبرى وتدهور البيئة المبنية القائمة. ولذلك، فإن وضع خطة مستدامة للمدينة تتناسب مع الظروف الراهنة والمتوقعة بسبب التغير المناخي يعد أمراً بالغ الأهمية وإجراء أساسياً لا يمكن إغفاله.