إنجاز-حذر مدير معهد الصحة العامة في الجامعة الأردنية الدكتور منير ابوهلالة، من تأخير اعطاء مطاعيم الانفلونزا الموسمية والمكورات الرئوية وجدري الماء ضمن البرنامج الوطني للمطاعيم في الأردن، رغم إقرارها منذ سنوات.
وقال ابوهلالة إن الوضع الوبائي في الأردن ليس كما هو مأمول، بل غير مقبول من ناحية علمية وعملية منذ انتهاء جائحة كورونا.
وأكد أن التوفير في المطاعيم هو حل خاطئ، فتأخيرها سيكلف خزينة الدولة والمواطن أكثر بكثير من أثمانها، متسائلا: هل يعلم المسؤولون الجدوى الاقتصادية في القطاع الصحي؟ وهل الطريقة الوحيدة للتوفير هي عدم التوسع في المطاعيم لمكافحة الاوبئة؟.
* الانفلونزا الموسمية
وبين أن دراسة حديثة نشرها بالتعاون مع باحثين من جامعة اكسفورد، كشفت أن 10% من إدخالات الاطفال للمستشفيات في الأردن ممن يعانون أعراض تنفسية كانت بسبب فيروس الانفلونزا الموسمية، وأن دراسات قيد النشر تبين مدى ضعف إعطاء مطعوم الانفلونزا للكوادر الصحية والفئات ذات الاختطار بالرغم من الجدوى الصحية والاقتصادية لهذا المطعوم.
ويرى ابوهلالة، أن الإنجازات التي وصل اليها الاردن في مكافحة فيروس الانفلونزا الموسمية نسفت في اخر 3 سنوات، بعد فترة من العمل المنظم والعلمي والتشاركي تم خلالها تحديد الفئات ذات الاختطار، وبمشاركة وزارة الصحة والجهات المختلفة لتأمين تطعيم الكوادر الصحية والمرضى الأكثر عرضة لمضاعفات الانفلونزا، والعمل مع الكوادر الصحية للوصول لهذه الفئات.
* المكورات الرئوية
وطالب ابوهلالة الجهات المختصة بالتدخل لانهاء مشكلة تأخير مطعوم المكورات الرئوية لأكثر من 3 سنوات، ما أدى إلى تأخر الأردن عن دول الإقليم والعالم لسنوات عديدة، بالرغم من إقرار المطعوم في البرنامج الوطني للتطعيم منذ عام 2019.
وقال إن لبكتيريا المكورات الرئوية مضاعفات كبيرة، وتتسبب بدخولات للمستشفيات من الاطفال والفئات المختلفة.
وأضاف ابوهلالة، أن وزارة الصحة لم تتعلم الدرس من جائحة كورونا ولا تزال تعتمد على فحص الزراعة بدلا من فحوصات PCR، ما يقلل بشكل كبير رصد هذه البكتيريا.
وأوضح أن دراسة محلية نشرت قبل اكثر من عام بالتعاون مع زملاء من مختلف القطاعات، بينت مدى الانتشار الكبير لهذه البكتيريا محليا، علما بأن المطعوم تم إقراره من قبل آخر ثلاث وزراء صحة، وتأخر بدء العمل بإعطائه بسبب الجائحة.
* جدري الماء
وكشف أبوهلالة، أن المؤشرات محليا تبين ان هناك حاجة ملحة لمطعوم جدري الماء، وهو من المطاعيم التي تم إقرارها سابقا، وتأخر البدء بإعطائه محليا.
وقال إن أمين عام وزارة الصحة لشؤون الاوبئة السابق الدكتور وائل هياجنة، أجرى دراسة محلية بينت الأثر الصحي والاقتصادي لمطعوم فيروس جدري الماء محليا، تم على إثرها إقرار المطعوم في الأردن.
وبين ابوهلالة، أن رصد الاوبئة محليا يتخلف عن الدول الغربية بأكثر من 20 عاما بسبب الاعتماد على النظام الورقي بدلا من النظام الإلكتروني والذي يكشف مباشرة عن انتشار أي وباء للسيطرة عليه بدلا من معرفة ذلك بعد اشهر.
وأضاف، بعد أن كنا نفتخر بقطاعنا الصحي، اصبحنا نُعد من الدول الضعيفة صحيا والتي تعاني الكثير من الأمراض السارية والأمراض المزمنة، وسط غياب لتطبيق الأسس العلمية والطب الوقائي والطب المبني على الدليل.