انجاز – بلال العبويني
– “قديش السعر”، واحدة من الجمل التي تميز بها الحاج الاردني عن غيره في الأسواق بمكة المكرمة.يتجول الاردنيون في أسواق محددة في مكة المكرمة حيث يسكنون في مربع واحد بمنطقة العتيبة، ما يساعد على تكرار مشاهد الأردنيين في الأسواق المنتشرة.كان يعرف عن منطقة العتيبة بالإضافة إلى منطقة العزيزية كثرة أسواقها معتدلة ورخيصة الأسعار.غير أن ما لاحظه الأردنيون ارتفاعا في أسعار السلع من الهدايا والغذاء مقارنة مع الأعوام السابقة.ويقارن كثير من الحجاج بين أسعار السلع في الأردن والمملكة السعودية، ما يدفعهم الى الطلب من ذويهم في الأردن شراء بعض الهدايا من مسابح وسجادات صلاة وتمور بعد ان تفحصوا السوق ووجدوا ان كثيرا من الهدايا يفوق سعرها وجودتها في الأردن ما هو موجود في أسواق مكة والمدينة
يقول حجاج ان شراء بعض الهدايا من أسواق الأردن يوفر عليهم ايضا مشقة حملها ونقلها لمسافة في الحافلات لمسافة تزيد على ١٢٠٠ كيلو متر.يرجع تجار في مكة والمدينة تحدثوا ل “أخبار حياة” اسباب ارتفاع السلع إلى ضريبة القيمة المضافة التي تعمل بها المملكة العربية السعودية، وهي الضريبة التي يتم تثبيتها على فواتير المشتريات بنسبة ١٥ في المئة.غير أن ارتفاع أسعار بعض السلع والهداية لم يمنع حجاجا آخرين من شراء هدايا من المدينة المنورة او مكة المكرمة.ويبرر هؤلاء الحجاج ذلك بأن الذكرى لها وقع عند الحاج وذويه عندما يحملون ما يفرح به الاهالي في الأردن من هدية تم خصمهم بها من المدينة المقدسة.يسكن الحجاج الاردنيون في سكنات بمنطقة العتيبة في مكة المكرمة، وهو ما يرسم صورة مبهجة للحجاج الأردنيون الذين يجوبون الأسواق.حيث تتزايد حركة الحجاج مع ساعات المساء، هربا من درجات الحرارة المرتفعة التي وصلت في بعض الأيام الى ٤٢ درجة مئوية حيث اشعة الشمس الحارقة أثناء النهار.كما ويحرص الحجاج الأردنيون على أداء الصلاة في الحرم طلبا للأجر والثواب.ويلجأ كثير من الحجاج إلى السير على الاقدام من مكان السكن إلى الحرم المكي الذي يتراوح بعده عن سكنات الحجاج من ١٥٠٠ متر الى ٢٠٠٠ متر.غير أن السلطات السعودية تلجأ إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى الحرم لغايات تنظيمية، فضلا عن ان وسائط النقل تتوقف عند نقطة محددة ما يدفع جميع الحجاج إلى إكمال الطريق مشيا على الاقدام.تستغرق الرحلة مشيا على الاقدام من سكنات حجاج الأردن وفلسطين من ٢٠ دقيقة الى ٣٠ دقيقة.ويساعد كثير من الحجاج على المشي صغر سن الحجاج حيث تم تحديده هذا العام بأقل من ٦٥ عاما.هذا السن انعكس على الحالة الصحية بشكل عام على الحجاج، حيث كانت اغلب المراجعات إلى البعثة الطبية المرافقة للحجاج على أمراض مرتبطة بموسم الحج كالرشحة ولفحة البرد والتهاب الحلق، نظرا لاستمرار تشغيل المكيفات في السكنات والاماكن المغلقة، ما يتسبب بحدوث تلك الأمراض عند الخروج إلى الشارع سواء للتسوق او للصلاة في الحرم او المساجد القريبة.وكان نحو ٢٥٠٠ حاج أردني راجعوا البعثة الطبية المرافقة للحجاج، بحسب وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة.وقال خلال لقاء جمعه بالبعثة الاعلامية المرافقة للحجاج ان حالة واحدة تعرضنا اليها، وهي نفاد دواء الأنسولين من أحد الحجاج حيث تم شراءه له من مكة المكرمة.وقال رئيس البعثة الطبية الدكتور بسيم بني هاني تعليقا على ذلك إن البعثة الطبية شحنت معها نحو ٨٠ كرتونة تتضمن ٦٠ نوعا من الدواء، مشيرا إلى أن أدوية مثل الأنسولين يصعب شحنها لانها تحتاج إلى تخزين تحت درجة حرارة محددة.يعترف وزير الأوقاف بحدوث بعض الاخطاء، مؤكدا أن المعالجات تتم بالسرعة الممكنة.”نتلقى الملاحظات والشكاوى من الحجاج والاعلام ونعمل على تصويبها”.واستدرك “ان بعض الملاحظات تحتاج وقتا لمعالجتها وهو ما سنعمل عليه خلال مواسم الحج المقبلة.وأكد الخلايلة ان بعثة الحج الأردنية تعمل وفق خطة وترسل تقريرا دوريا لرئيس الوزراء بمجريات الخطة.وقال نمتلك من الخبرة والتجربة والدراية ما يؤهلنا للتعامل مع ملف الحج وتيسير أمور الحجاج الارنيين بكل كفاءة واقتدار ووضع الحلول لكافة التحديات التي تطرأ احيانا بشكل غير متوقع.وكان حجاج اردنيون قد سجلوا عند وصولهم الى المدينة المنورة ومن ثم الى مكة المكرمة ملاحظات عدة تعلقت ببعض المرشدين وبكمية ونوعية الطعام ومن بعض المشاكل في بعض مرافق الفنادق.غير أن حجاجا قالوا ل “أخبار حياة”، أن كثير من تلك المشاكل تم حلها.جاء هذا في الوقت ذاته الذي قال فيه حجاج أن كمية الطعام مناسبة غير أن بعض الاطعمة كانت لا يروق لهم طعمها.يرجع أعضاء في بعثة الحج اختلاف طعم الطعام في مكة المكرمة الى اختلاف طريقة الطبخ والى اختلاف ثقافة الأردنيين في الطعام عن ثقافة الطهاة في مكة المكرمة.تقول حاجة ل “أخبار حياة” إنها كانت تتمنى أن توفر لهم الفنادق غسالات من أجل غسيل ملابسهم.وأضافت هي وزوجها أن كميات الطعام جيدة لكن هناك بعض الممارسات التي قد تساهم في انتهاء صنف دون غيره من الطعام.”من السكن إلى الحرم، لا تزيد تعرفة عداد التكاسي في مكة عن ١٠ ريالات، غير أن سائقي التكاسي يطلبون أجرة تصل إلى ٥٠ ريالا لتبدأ بعدها المفاوضات وغالبا ما تنتهي عند ٢٠ ريالا اي بنحو ٤ دنانير أردني اذا ما أخذنا أن سعر صرف الريال هو ٢٠ قرشا.لتبقى قضية فرق الأسعار وغلاء السلع والغذاء، علامة فارقة تدفع كثيرا من حجاج الأردن إلى اجراء المقارنات، وبالتالي الطلب من ذويهم في الأردن شراء ما يحتاجون من هدايا الحج.