استمرار اقتحامات الأقصى واعتقالات في القدس والضفة
اقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى، بقيادة الحاخام المتطرف “يهودا غليك”.
وأكد مدير عام دائرة الاوقاف الإسلامية العامة وشؤون المسجد الاقصى بالقدس الشيخ عزام الخطيب ان 54 مستوطنا اقتحموا باحات الأقصى، تحت حماية مشددة من شرطة وقوات الاحتلال الاسرائيلي.
وأوضح الخطيب أن قوات الاحتلال أغلقت باب المغاربة، بعد اقتحام المستوطنين، فيما أخلت المنطقة الشرقية من المسجد لتسهيل اقتحام المستوطنين.
إلى ذلك، سيّج مستوطنون قطعة أرض فلسطينية ونصبوا عليها خيمة في منطقة شرقي عين الحلوة في الأغوار الشمالية. وأفاد رئيس مجلس قروي المالح مهدي دراغمة، أمس، بأن المستوطنين نصبوا خلال اليومين الماضيين خيمة، وسيجوا عشرات الدونمات في منطقتي “بيوض، وأم خروبة”، شرقي عين الحلوة بالأغوار الشمالية. ويستولي المستوطنون على آلاف الدونمات من الأراضي الرعوية، في عدة مناطق بالأغوار الشمالية.
وفي سياق مختلف سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، ثلاثة فلسطينيين من بلدة يعبد جنوبي غرب جنين إخطارات بهدم محلاتهم التجارية ومنع بنائها مجددا.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، حلمة اعتقالات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، طالت عددا من المواطنين، فيما أغلقت قوات الاحتلال محيط جبل الفرديس، وعزلته عن بلدة بيت تعمر شرق بيت لحم.
وقال وكيل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية حمدان طه، إن “الجبل جزء لا يتجزأ من التراث الفلسطيني يقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا لا يغير من الأمر شيئا، فالاحتلال يسيطر عليه بالقوة”. وأوضح أن هناك 7 آلاف موقع أثري في فلسطين، يسيطر الاحتلال على نحو نصفها، ويمنع الفلسطينيين من الإشراف على المواقع الأثرية والتراثية في المواقع المصنفة “ج” حسب اتفاق أوسلو ومنها جبل “الفريديس”.
وتتعرض منطقة الفرديس وما يحيط بها منذ سنوات إلى هجمة استيطانية واعتداءات كما حدث في تجمع “جب الذيب” ومدرسة تحدي 5، ومصادرة الأراضي والاستيلاء على لوحات شمسية وإخطار منازل في حي الزواهرة. ويقع الجبل على بعد عشرة كيلومترات إلى الشّرق من بيت لحم، ويرتفع الجبل سبعمائة وثمانية وخمسين مترًا فوق مستوى سطح البحر ويطلّ على كل من بيت لحم والقدس، بالإضافة الى البحر الميت وصحراء القدس، ويضم بنايات تاريخية أثرية مهمة.
في سياق آخر، تدفع سلطات الاحتلال الإسرائيلية مخططا يرمي إلى منع عرب النقب من الوصول إلى أراضيهم، وذلك بغرس عشرات آلاف الأشجار، من خلال إجراء يطلق عليه تسمية “غرس زراعي”، في أراض استخدمها عرب النقب قبل قيام إسرائيل ويؤكدون أنها بملكيتهم، ويستخدمون قسما منها للزراعة.
وتسعى إسرائيل إلى السيطرة على هذه الأراضي من خلال زراعة أشجار فيها، رغم أن “جمعية حماية الطبيعة” الإسرائيلية، تؤكد أن لهذه الخطوة تبعات مدمرة للبيئة الصحراوية ويتم تنفيذها من خلال الالتفاف على إجراء تخطيط. وستنفذ عملية غرس الأشجار “كيرن كييمت ليسرائيل” (“الصندوق الدائم لإسرائيل”)، حسبما ذكرت صحيفة “هآرتس” أمس الثلاثاء.
وتشمل هذه الخطة 40 ألف دونم في منطقة بلدتي شقيب السلام وأبو تلول.
وقال مخطط المدن من جمعية “بمكوم” الحقوقية الإسرائيلية، سيزار يهودكين، إن “غرس الأشجار الذي تنفذه سلطة أراضي إسرائيل في مناطق واسعة في النقب هي طريقة أخرى تنكل الدولة من خلالها بحياة السكان البدو. وبدلا من التحدث مع القيادة المحلية من أجل دفع حلول لتسوية الإسكان القائم وتطوير مصادر تشغيل لهم، تستغل الدولة قوتها من أجل تقليص الحيز الذي يعيش فيه السكان وتمنعهم من إمكانية كسب رزق أساسي من الزراعة التي لا تضر أحدا”. (وكالات)