خسائر للمزارعين
الاسكدنيا في عجلون : انتاج فائض وغياب للأسواق الخارجية
المصدر :عامر خطاطبة
طالب مزارعو أشجار الأسكدنيا في محافظة عجلون الجهات المعنية بدعم زراعاتهم لهذه المادة التي وصفوها بـ”المكلفة”، خصوصا بايجاد أسواق خارجية لتصدير الفائض من الإنتاج الذي بدأ يتسبب بتراجع أسعار الثمار، ما ينعكس سلبا عليهم ويتسبب لهم بخسائر مادية.
وأكدوا أن أصحاب المزارع في بلدة راجب، التي تعد موطنا لهذه الثمار، “يعانون من الأضرار التي لحقت بأشجار الأسكدنيا من أمراض وفطريات بسبب تقلبات الطقس”، لافتين إلى “تدهور أوضاعهم الزراعية جراء انخفاض الأسعار وضعف الأداء الحكومي في تسويق الإنتاج الزراعي الفائض، وارتفاع أجور العمال بسبب مضاعفة رسوم تصاريح العامل الوافد الذي يعمل في مجال الزراعة”.
وبين المزارع عبدالرؤوف الرواجبة أن المزارعين بدأوا بـ”تقليص” زراعتهم من مادة الأسكدنيا نظرا للتحديات التي تواجههم كتعرض هذه الشجرة للآفات الزراعية وتدني أسعارها في الأسواق المركزية بسبب عدم التصدير للخارج، رغم أن المنتج يتمتع بجودة عالية.
وأوضح أن أغلب المزارعين عليهم ديون جراء اقتراضهم من مؤسسة الإقراض الزراعي، مؤكدا أنه وفي حال استمرار خسائرهم سـ”يجبرون على هجرة أراضيهم بسبب عدم قدرتهم على تسديد التزاماتهم المالية”.
وبين الرواجبة أن مساحة الاراضي المزروعة بهذه المادة يبلغ حجمها أكثر من ألفي دونم، وتقوم بتشغيل زهاء الـ300 عامل وعاملة.
ودعا المزارع ناصر دبابسة وزارة الزراعة إلى العمل على تشخيص المشاكل التي يمر بها أصحاب مزارع الأسكدنيا لوضع الحلول المناسبة لتلك المشاكل من آفات زراعية وايجاد أسواق خارجية لتصدير هذه الفاكهة، مؤكدا أن أسعارها بدأت تتدنى محليا بما لا يتناسب وكلفة انتاجها.
وطالبت نائب رئيسة جمعية سيدات وادي راجب التعاونية ابتسام فريحات بضرورة إقامة مهرجان للأسكدنيا سنويا في منطقة راجب كونها من المناطق المشهورة بزراعة هذا المنتج، فضلا عن التعرف على المشاكل التي تواجه زراعة هذه المادة، والمساهمة في تسويقها محليا وخارجيا.
وبين المزارع محمد عزبي انه اضطر إلى تقليص مساحة أرضه المزروعة بالأسكدنيا، بسبب تدني أسعار بيعها، مشيرا إلى أن زراعة الأسكدنيا تحتاج إلى رعاية مكلفة كالتسميد والرش والأيدي العاملة.
ودعا إلى ضرورة ضبط أسعار هذا المنتج من خلال التفكير جديا بفتح أسواق خارجية لتصديره، خصوصا وأن هذا المنتج تنضج فيه الثمار بشكل سريع ولا تحتمل التأخير في عملية قطفها.
وأشار المهندس محمد فريحات إلى أن هذه الزراعات أصبحت في تراجع مستمر الأمر الذي قد يؤدي إلى تلاشيها، داعيا وزارة الزراعة إلى إنشاء مجمع زراعي مصغر في المنطقة، يكون مزودا بمبردات لتخزين هذا المنتج. من جهته، أكد مدير زراعة محافظة عجلون المهندس رائد الشرمان أن زراعة الأسكدنيا أصبحت تحظى بمكانة مهمة ضمن قائمة المحاصيل في الأردن بعد توجه المزارع في المحافظة لهذه الزراعة المهمة نظرا لزيادة الطلب عليها من قبل المستهلك.
وأكد اتساع الرقعة التي يتم بها زراعة هذه الفاكهة، حيث وصلت إلى أكثر من 2500 دونم منها 2000 في منطقة راجب وهذا مدعاة لتسجيل المحصول ضمن المحاصيل الأردنية الرائدة والمميزة، مبينا أن الوزارة ستسعى بكافة جهودها لدعم وإنجاح واستقرار هذا المحصول وتنميته.
وأكد ان مهرجان الاسكدنيا سيعقد بشكل سنوي في منطقة راجب، مشيرا إلى أن مثل هذه المهرجانات تعتبر نافذة تسويقية، وجاذبة للمتسوقين والباحثين عن منتجات زراعية طبيعية.
وأشار الشرمان إلى أن المركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي أبدى استعدادا تاما لتقديم الخدمات للمزارعين في منطقة راجب وعمل مشاهدات وزيارات من اجل معالجة بعض المشاكل التي تواجه شجرة الأسكدنيا.
يذكر أن وزير الزراعة المهندس خالد حنيفات افتتح في بلدة راجب في العاشر من الشهر الماضي مهرجان الأسكدنيا الأول ومعرض المنتوجات الزراعية الريفية والذي نظمته الوزارة ومديريتا زراعة عجلون وكفرنجة بالتعاون مع فرع نقابة المهندسين الزراعيين وجمعية البيئة الأردنية.
وأكد الوزير حنيفات أن الاحتفال بمهرجان الأسكدنيا في بلدة راجب أصبح يحظى بمكانة مهمة ضمن قائمة المحاصيل في الأردن.
وأكد حينها أن الوزارة ستسعى بكافة جهودها لدعم وإنجاح واستقرار هذا المحصول وتنميته لما لدينا من ثقة بنجاح هذه الزراعة ومردودها، خاصة وأنها تأتي أكلها خلال شهري نيسان (ابريل) وأيار (مايو) من كل عام.