اشهار رواية ” جنوبي ” للزميل الرواشدة
انجاز – علي فريحات /تصوير: راشد فريحات
احتفى مثقفون وكتاب واعلاميون مساء أمس الاثنين بإشهار رواية “جنوبي” للأديب والصحفي الزميل رمضان الرواشدة.
وفي الاحتفائية التي رعاها رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي بعمان، بمشاركة مدير عام صحيفة الدستور الروائي والزميل حسين العموش، والكاتب والناشر فتحي البس، والكاتب والصحفي الزميل ابراهيم السواعير وأدارها مدير عام المركز الاديب مفلح العدوان؛ استذكر العموش علاقته بالمؤلف التي تعود الى ما يزيد على ربع قرن، منوها بما يحمله من مناقب وحس انساني مرهف علاوة على سعة ثقافته وابداعه الادبي.
وقال، “نحتفي اليوم برواية “جنوبي” التي صورت بنسبة كبيرة مسافات وعرة ومؤلمة ومفرحة احيانا من حياة رمضان الرواشدة، لافتا الى انها ليست سيرة لكنها مسيرة كتبها صاحب “الحمراوي” التي نالت جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية عام 1994، لشاب لم يكمل السابعة والعشرين آنذاك.
ووصف العموش رواية “جنوبي” بأنها “موجعة مثل ضربات تتلقاها على الوجه، مؤلمة مثل إبر البنسلين، متعبة مثل صورة الرنين المغناطيسي…”، منوها بأنها صادقة مثل “جنوبي” وحيوية مؤلفها وهي رواية تقرأ بالدمع حينا وبالفرح والدهشة احيانا.
بدوره قال البس في الاحتفائية التي حضرها حشد كبير من الجمهور، إن الرواية التي تتحدث في سياقاتها عن التحولات التي شهدها الوطن الاردني، لجأ فيها المؤلف الى سرد واقعي بسيط وسلس واصفا فيها الفقر وعذابات الانسان صاحب الرؤى وسعيه المتواصل للتغيير، لافتا الى ان الرواشدة في روايته “جنوبي” وصف المجتمع الاردني بأحيائه ومدنه وساحات الصراع والتوافق فيه، طارحا اسئلة في مواجهة المثقفين وتقلباتهم.
ورأى ان رواية جنوبي تمثل سيرة واقعية لمواطن مثقل بالهموم قضى عمره باحثا عن الخير لوطنه ومواطنيه، خالية من الخيال والمحسنات وممتعة ومشوقة، مشيدا بدقة وجمالية سرد المؤلف وبما يثيره من انفعالات في نفس القارئ.
واعتبر السواعير ان المؤلف الرواشدة يبدو شديد الشبه بالشاعر الجنوبي أمل دنقل في تأمله المدينة وحواره مع قيمها وتفاصيلها وما ينطوي عليه من احزان، رائيا ان ثيمة “جنوبي” حملت عنده إحساسا مقدسا و”مظلومية” ما، كما تحمل من إنسانيات معذبة واستدعاء لفترات التحول والسيرة الحزينة.
واعتبر السواعير ان الرواية تحمل في مضامينها سؤالا نقديا مبررا باستثمار الماضي لمحاكمة الراهن، منوها بأن لغة الرواية جاءت طيبة لا تخلو من انفعالات شعرية وسخرية ناقدة .
من جهته قال راعي الاحتفائية الفايز؛ “نحتفل اليوم، بإشهار رواية “جنوبي” للكاتب والصحفي رمضان الرواشده، ابن بلدة الشوبك البلدة الوادعة في جنوب الاردن الأشم، الذي يقدم فيها قراءة عميقة للواقع السياسي والاجتماعي الاردني لمراحل زمنية متعددة في ستينيات وسبعينات القرن الماضي وصولا الى عام 89، الذي تجلت فيه التحولات الديمقراطية الكبيرة في الاردن.
ولفت إلى أن المؤلف سلط في روايته، الضوء على مجريات الاحداث السياسة في تلك الحقبة الزمنية، وكيفية تعاطي المجتمع الاردني بمختلف مكوناته، وخاصة ابناء الجنوب، سواء أكانت احداث داخلية، ام خارجية كالقضية الفلسطينية، من خلال تحوّلات بطل الرواية الفتى “جنوبي بن سمعان” في تصوير دقيق لحال الاردني وواقعه وطبيعة تفكيره ونظرته للأحداث.
ورأى الفايز أن الرواية وإن كانت تروي سيرة بطل الرواية، الا انها جسدت واقع حال الاردني في تعامله مع محيطه، ومثلت محاكاة واقعية لمفاهيم الوعي الحزبي والديمقراطي، وإرهاصات العمل السياسي الجامعي.
وقال، إن الرواشدة رسم في روايته، قصصا من الحبّ والجيرة والمودّة في علاقة مختلف مكونات المجتمع الاردني مع بعضه البعض وتوحدهم في موقف رافض للاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، علاوة على انها لم تخل من إنسانيّات وطرائف ونوادر، كما تناولت مسيرة المؤلف ومعاناته وطموحاته، في مراحل الطفولة والشباب والحياة الجامعية، وما رافق هذه الرحلة الطويلة، من احداث وتقلبات فكرية وسياسية، وحالة الوعي التي كانت ترافقه في كل مرحلة.
وفي ختام الاحتفائية قدم الرواشدة شكره لراعي الاحتفائية، والمشاركين والحضور، مبينا ان هذه الرواية ليست سيرة ذاتية وانما سيرة روائية تحوي بعض المفاصل من حياة المؤلف التي اسقطت على شخصية بطل الرواية “جنوبي بن سمعان”.