الشاعر فريحات يصدر كتاب »الأخطاء اللغوية الكبرى«
أصدر الشاعر محمود عبده فريحات كتاباً جديداً بعنوان «الأخطاء اللغوية الكبرى»، صحح فيه لـ»المنجد» في حوارات وأمثلة بيّن فيها الخطأ وصاغه بأسلوبه الشعريّ الذي اعتاده الكتاب والمثقفون والشعراء في الاتحادات والهيئات والروابط الثقافية.
وكتب فريحات على غلاف كتابه، الذي صوّر فيه اللغة العربية فتاةً مقيّدةً على جذع شجرة حولها نار، يصف الأخطاء:
«وأخطاء الكبير تظلّ كبرى
وتصغر حين يخطئها الكبارُ»،
ممهداً أوراقه الأولى بالحثّ على الخلق الرفيع في الدفاع عن اللغة:
«ما فتحنا شرق آسيا بالظبى
بل فتحناه بحسن الخُلُقِ»،
ووصف الشاعر فريحات جهد المعلوف مؤلف المنجد بالجهد الواضح والمهم، بقوله:
«الله يحفظ أمّةً قد أنجبت
للأمتين لويسها المعلوفا
وأرى المحيط الأطلسيّ مدادهُ
وأرى النجوم لشاطئيه سقوفا
أنا لستُ أومنُ أن تُدنّس محتوىً
أخطاؤهُ لو صرنَ فيه ألوفا».
ويمتدح فريحات لويس المعلوف بقطع أدبيّة نثرية ممزوجة بالشعر، كقوله « كان الليل يحقد على مصباحه.. فكلّ المصابيح مطفأةٌ إلا هو»، مبيّناً أنّ من مآثر المعلوف أنّه دعا أرباب اللغة وأقطابها وأعمدتها أن يبيّنوا له الأخطاء اللغويّة في منجده. كما يتحدث فريحات في متن الكتاب عن «التوءمين»- مصرّاً على أنّ الهمزة تكتب منفردةً بعد الواو الساكنة، و»التوءمان» هما الوسيط ومنجد المعلوف: المنجد في اللغة والإعلام.
من الأمثلة على الأخطاء التي رصدها فريحات في المنجد قوله شعراً: «أنا في المحرّم قد وُلدتُ/ ولا تقلْ لي في محرّم»، وقوله: «شهر المحرّم بالتعريف قد وُلدا/ ودون تعريفه بالألّ تحريفُ/ محرّمٌ قالها من دون ألّ وقد/ أفتى فأخطأ ما قد قال معلوفُ». وكذلك رصد فريحات أنّ «الدنا» أصحّ من الدّنى، وهكذا مما يطول الوقوف عنده وشرحه.
وفي الكتاب يمتدح فريحات الشاعر حيدر محمود لحفاظه على اللغة العربية بقوله: «لغةٌ ما آمنت إلا بهِ/ ثمّ نادت: يا لليثي حيدرة!/كم وكم من كلمةٍ رببها/ واصطفاها حين صارت جوهرة/ إيه يا حيدر فامددها يداً/ إنني بايعت هذا الحيدرة!».
وكتب فريحات في «آثام الطباعة» أبياتاً جاء فيها :
«وللطباعة آثامٌ وأضحيةٌ
وكم على شاعرٍ صبّت دواهيها
أقوم أبحث عنها كي أقوّمها
فلا أراها كأنّ الأرض تخفيها».
يشار إلى أنّ الشاعر فريحات، الذي وصف الأبجدية بقوله:»الأبجديّة كالظباء رأيتها/ هبطت لتشرب من غدير الماءِ»، من مواليد عام 1931، ولع باع طويل في المؤلفات الشعرية وكرّم من أكثر من جهة، وهو عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، واشتهر برباعياته الشعرية، وكان نشر في صحيفة الصحفي على مدار خمسة عشر عاماً قصائد طويلة ومذكرات مدير مدرسة وسواها من أنواع الكتابة.
كتب في المسرح وله ألفية شعرية، كما كتب شعراً «رابعة أبي زهير: الشيخ محمود الراشد»، بالإضافة إلى دواوين: الرايات الهاشمية، وإنسانية ملك، وضمائر بلا خريف، ومواكب العطاء، والكثير من الدواوين وأبرزها «تاريخنا في ملحمة» وهو ديوان يشتمل على أكثر من 2200 قصيدة على رويٍ وبحر واحد، ويعكف حالياً على دواوين «مواقف ضمير»، و»قصائد لا تنسى»، وقد ألّف في القصة في الأدلة القرآنية.