جرش –صابرين الطعيمات أغلقت العديد من رياض الأطفال والمدارس الخاصة في محافظة جرش أبوابها، فيما أجل عدد آخر الدوام بحجة استكمال التجهيزات والاستعدادات لبدء العام الدراسي، فيما تؤكد مصادر في ذات المدارس الى ان السبب الحقيقي يكمن في عدم توفر عدد كاف من الطلاب بالمدرسة يغطي تكاليف العمل فيها، في ظل تداعيات الجائحة على الحالة الاقتصادية للأهالي، وتغير أنظمة التعليم وخوف الأهالي من انتشار الوباء ورغبة عدد كبير منهم باعتماد التعليم عن بعد. وأكد عدد كبير من مالكي رياض الأطفال والمدارس الخاصة وجود تراجع كبير بأعداد الطلاب، مشيرين الى انه بالكاد تصل أعدادهم إلى حدودها الدنيا بشكل لا يغطي تكاليف العمل من حيث أجور النقل والمباني والمعلمين والكوادر الإدارية وأثمان الفواتير والمستلزمات الدراسية. إلى ذلك قال أحمد نهار العياصرة وهو صاحب إحدى المدارس ورياض الاطفال الخاصة، إن قطاع التعليم الخاص كغيره من القطاعات تضرر من جائحة كرورنا جراء توقف الدوام وعزوف الأهالي عن دفع رسوم الطلاب، مما شكل أعباء مالية كبيرة على أصحاب رياض الاطفال والمدارس الخاصة، من أجور للمباني وأقساط حافلات النقل والمعلمين والتزامات تجاه مؤسسة الضمان الاجتماعي وغيرها من الالتزامات المالية. وقال أنه اضطر إلى تقليص حجم المباني المستأجرة والاستغناء عن عدد من المعلمين كذلك وعدد من الحافلات، لا سيما وأن عدد الطلاب تراجع وأغلبية الأهالي توجهوا إلى المدارس الحكومية كبديل آمن، في ظل ظروف الجائحة واعتقادهم أن التعليم سيكون عن بعد في المراحل المقبلة. وقالت يسرية العياصرة، وهي أحد مالكي رياض الاطفال الخاصة، أن ترخيص رياض الاطفال والحضانات حاليا مكلف وصعب، ويحتاج إلى إجراءات كثرة ومكلفة ماديا، مشيرة إلى أن الأهالي اصبحوا يفضلون استخدام الحضانات المنزلية لانخفاض تكلفتها وقربها من منازلهم، مقارنة بالحضانات التي تستخدم وسائل نقل، فضلا عن ضبابية الوضع الراهن في ظل ظروف الجائحة التي قد تعتمد التعليم عن بعد. وأكدت الناشطة ورئيسة جمعية خيرية، أن الجمعية استغنت عن 5 معلمات في الروضة التابعة للجمعية، وأوقفت اشتراكاتهم في مؤسسة الضمان الاجتماعي، لصعوبة إجراءات تجديد ترخيص رياض الاطفال في ظل ظروف الجائحة وتراجع عدد الطلاب لأكثر من 50 % على الرغم من العروض والتخفيضات التي تقدمها إدارة رياض الأطفال والمدارس الخاصة للطلاب لتشجيعهم على التعليم الخاص. وأضافت العياصرة، أن تكاليف العمل في التعليم بالقطاع الخاص مرتفعة مقارنة بالرسوم المدرسية التي يدفعها الأهالي، سيما وأن هذه المشاريع مشاريع لأسر منتجة وجمعيات خيرية، وتم إنشاؤها قي قرى وبلدات يتميز سكانها بظروف مالية صعبة ولا يستطيعون تحمل تكاليف دراسية مرتفعة، وإلا ستواجه هذه المشاريع الفشل كما يحدث حاليا بسبب الجائحة. بدوره، أكد مدير تربية جرش الدكتور خالد الحجاج في أن عدد المدارس الخاصة في محافظة جرش يبلغ 34 مدرسة ويتم متابعة عملها وتجهيزاتها واستعداداتها للعام الدراسي المقبل وفق البروتوكول الطبي المعمول به، وبأقصى درجات الصحة والسلامة العامة للطلاب، حرصا على سلامة الطلاب والمعلمين. وأكد ان المدارس الخاصة تحدد الرسوم الدراسية بما يتناسب مع وضع أولياء الأمور، وضمن أسس ومعايير معينة ولا يمكن التلاعب فيها، مشيرا الى انه تم نقل عدد كبير من الطلاب من المدارس الخاصة إلى الحكومية وهو ما يجري في كل عام. إلى ذلك قال مصدر مطلع في تربية جرش، أن تراجع عدد الطلاب في التعليم الخاص في محافظة جرش جاء بنسبة عادية العام، مشيرا إلى أنه أمر متوقع بسبب ظروف الجائحة. وقال إنه على المدارس الخاصة اعتماد أسلوب تشجيعي في تحفيز الطلاب والأهالي على التعليم الخاص، من خلال تخفيض الاقساط وتحديث البرامج التعليمية وتطوير أنظمته وتوفير برامج دراسية جديدة. وقال ان أصحاب المدارس الخاصة ورياض الاطفال تعرضوا كغيرهم من مدارس المملكة الخاصة لخسائر فادحة بسبب جائحة كورونا، ولا يجوز لهم رفع الرسوم الدراسية إلا بنسبة محددة ومعقولة، مشيرا الى ان المئات من الطلاب من القطاع الخاص انتقلوا إلى التعليم الحكومي، خوفا من دفع الرسوم الباهظة، فيما يمكن أن يتم اعتماد آلية التعليم عن بعد في ظل ظروف وباء كورونا.