أكيد- ساهم غياب وسائل الإعلام وعلى الأخص الإذاعات المحلية في حالة الإرباك التي تعرض لها المواطنون جراء إغلاقات الطرق من قبل متظاهرين في مناطق عديدة بالمملكة احتشدوا للاحتجاج على سياسات الحكومة الاقتصادية يوم الجمعة الأول من حزيران 2018.
وتفاجأ مواطنون بإغلاقات الطرق على الأخص ليلة الجمعة (العطلة الأسبوعية) الذي يشهد حركة تنقل كثيفة بين المدن، ما دفعهم الى سلوك طرق بديلة منها طرق نائية وسط غياب واضح لرجال شرطة السير لتسهيل الحركة المرورية للمركبات في الطرق الرئيسية.
وحاولت مواقع إخبارية تعويض غياب ادارة السير والجهات الرسمية بالاعتماد على مراسليها لنقل حالة الطرق في المملكة، ما دفع مواطنين الى اعتماد تلك المواقع لمعرفة حركة الطرق رغم عدم دقتها في بعض الأحيان، وبالتالي ارباك الحركة على الشوارع.
ووسط كثافة الأخبار، غابت الدقة عن كثير مما تداولته المواقع الالكترونية التي شكلت الوسائل الأبرز في تغطية تفاصيل الاحتجاجات، فيما غابت وسائل الإعلام الرسمية عن المشهد وكان هناك غياب شبه عام لمحطات تلفزة خاصة وأخرى اذاعية.
وتبرز أهمية الإذاعات المحلية في مثل هذه الحالات، كونها الوسيلة المتابعة من قبل المسافرين بين المدن، وقدرتها على ابقاء المواطنين في صورة حالة الطرق بالمملكة، وقدرتها على توجيه حركة المسافرين بالاعتماد على المصادر الرسمية الأٌقدر على تحديد وضع الطرق في مثل هذه الحالات.
كما ساهمت أخبار وتعليقات تداولها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي في تعزيز حالة الإرباك على الطرق، إضافة الى انقطاع السبل بمواطنين جراء اتخاذهم قرارات بناء على ما ورد في تلك المنصات دون توفر وسيلة للتأكد من مدى مصداقيتها.
ومن الأخبار التي تم تداولها في مواقع الكترونية حول اغلاقات الطرق، دون تأكيدها أو نفيها من المصادر الرسمية:
محتجون يغلقون طريق عمّان – البحر الميت
المفرق.. اغلاق الطرق بالاطارات احتجاجا على القرارات الحكومية
اغلاق الطريق الرئيسي امام مصفاة البترول
وقفات احتجاجية واغلاق طرق في اربد ..فيديو وصور
الطفيلة – اغلاق الطرق المؤدية لمحطات الوقود ومنع اي شخص من التعبئة
احداث الأردن هذه اليوم اغلاق طرق و تكسير و تخريب و اضرار في الممتلكات الزرقاء
اغلاق الطريق الصحراوي باتجاه العقبة
بالصور.. اشتباكات في “حي الطفايلة” وإغلاق للطرق بالإطارات المشتعلة
السلط.. الهدوء يعود بعد اغلاق الطرق
وقال الصحفي موسى الخليفات، الذي وصف على صفحته في “فيسبوك”، معاناته خلال رحلة عودته من الجنوب الى عمان عبر الطريق الصحراوي، “لم أفكر باللجوء الى المواقع الالكترونية لمعرفة حالة الطرق لإدراكي بعدم جدوى هذه الأخبار خاصة وانها غير صادرة عن جهة رسمية معنية كإدارة السير”.
وأضاف في تصريح ل”أكيد”، “لم اعتمد على أية وسيلة اعلام قبل مغادرتي لمعرفة حالة الطرق كما لم أجرب البحث عن عنها في الاذاعات، نظرا لأني وصلت الى مواقع الإغلاق واي معلومة تعتبر بلا فائدة في هذا الوقت تحديدا”، مستغربا “غياب دوريات السير التي تتواجد عادة لتنظيم السير وتسهيل حركة المواطنين”.
ويعيد عضو مجلس نقابة الصحفيين خالد القضاة، ارتباك المواطنين الى “غياب الإعلام الرسمي تحديدا، فالمواطن غير مطلع على مجريات الأحداث، ما يضطره الى البحث عن المعلومة في وسائل أخرى أهمها الأن منصات التواصل الاجتماعي، وكثير من المعلومات الواردة فيها غير دقيقة”.
ويضيف القضاة ل”أكيد”، “خلال تحركي ليلة الجمعة في عمان تفاجأت بإغلاقات كثيرة في الطرق، ولم أجد اي جهة يمكن الاعتماد عليها في معرفة حالة الطرق وسط هذه الأحداث، في ظل غياب الجهة ذات العلاقة وهي ادارة السير المعنية برسم خارطة سير للمواطن على الطرق”.
وقال “هناك مواطنون غير معنيين نهائيا بما يحدث، وهي حقيقة، وغير مهتمين بوسائل الإعلام، لكنهم اعتادوا الاعتماد على الإذاعات في مركباتهم لمعرفة الحالة الجوية أو حالة الطرق خلال الطواريء لكنهم لم يجدوها، فحصلت حالات ارباك في كثير من الشوارع”.