الأحزاب الاردنية .. شبه وفاة سريريةً
مالك حداد
كيف من الممكن ان يتفاعل الشعب مع منظومة الأحزاب لممارسة دور أكبر في الحياة السياسية، وهي (وأقصد الأحزاب) في غالبيتها غير ذات رؤية أو هدف.
صحيح أننا جميعاً ننشد ونتوق إلى ممارسة حالة سياسية يسيطر عليها الأفق الحزبي؛ فما الذي ينقصنا ويجعلنا غير مستعدين لتقبل الخوض بهذه التجربة.
ينقصنا منظومة وعي ممنهجة من قبل الأجهزة الرسمية الحكومية وليس تشجيع جلالة الملك فقط، على أهمية هذا التشجيع السامي، فجلالته يوجه فقط. أما ما بقي من أدوات المشاركة فإنها تقع على كاهل السلطة التنفيذية والتي نرى جميعاً انها مقصرة تماماً.
من جهتي؛ اعتقد أن بعض الجماعات من الأحزاب الحالية يهمها فقط مبلغ الخمسين الف دينار، الذي تصرفه الحكومة لهم، وهذا خلل في ادارة الأحزاب؛ فلا يعقل ان يتجمع عدد معين لكي نطلق عليهم اسم حزب لقبض المبلغ
المذكور و”يا دار ما دخلك شر”، فعلى المنتسبين أو المؤسسين لهذه الأحزاب أن يدركوا أن هنالك رؤية وهدفاً وغاية من وراء انشاء الأحزاب.
يقول تعريف الحزب إنه: تنظيم قانوني يسعى للوصول إلى رأس السلطة التنفيذية في الأنظمة الديمقراطية وممارسة الحكم وفق البرنامج الحزبي السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
فأين نحن من هذا المفهوم؟
نادى جلالة الملك عدة مرات بل وتمنى أن نصل الى مرحلة الحكومة البرلمانية والتي تنتج عن حزب وصل الى قبة البرلمان ضمن برنامج محدد وواضح يتقدم به نحو الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي..
ولكن يبقى السؤال أين نحن من ذلك؟!