أكد مصنعون محليون أن اتفاقية التجارة الحرة التي تربط الأردن مع الولايات المتحدة الأميركية، ذات أهمية كبرى للاقتصاد الوطني، بمختلف قطاعاته الإنتاجية والتجارية والخدمية. وقالوا، ان الاتفاقية مهدت الطريق أمام الصناعة الاردنية ومكنتها من دخول السوق الاميركية والمنافسة فيها، بفعل جودتها وتطورها، ما جعل منتجاتها تتواجد على أرفف أسواقها التجارية، وتحقيق قصص نجاح لافتة. واكدوا أن أنجع طريقة لدخول السوق الأميركية هي معرفة احتياجاتها وتحقيق الاشتراطات والمعايير التي تتطلبها، وإبراز الميزات التنافسية للمنتجات والخدمات، التي ستجعلها ذات أولوية وأفضلية للمستورد والمستهلك هناك. مدير عام شركة عدنان الخضري (الطاحونة الزرقاء)، أحمد الخضري، قال إن اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية، زادت صادرات شركته، وساهمت بإلغاء ما يعرف بالأفضليات الجمركية، ووجهت أنظار العالم للأردن كسوق مصدر لأميركا. واشار الى ان شركته لها 14 موزعا بمختلف الولايات الأميركية، توفر منتجات تتماشى مع متطلبات السوق الأميركية ومعاييرها وشروطها، لافتا إلى أن غرفة التجارة الأمريكية في الأردن عقدت دورات كثيرة لشركات متوسطة وصغيرة، حول الاتفاقية والسوق الأميركية، واسهمت في دخولها لهذه السوق وتصدير منتجاتها لها. وقدر حجم الفرص الموجودة للاقتصاد الاردني في السوق الأميركية ولا زالت غير مستغلة بنحو 5ر4 مليار دولار أميركي، لافتا إلى أن الأردن الأول في تصدير الحلويات الشرقية للولايات المتحدة لما لها من قبول واسع هناك. ودعا الخضري الذي يشغل منصب نائب رئيس غرفة صناعة عمان، المصنعين الأردنيين، إلى زيادة صادراتهم، ودخول السوق الأميركية، والمشاركة بالمعارض الأمريكية التي تقام هناك. وقال رئيس حملة (صنع في الأردن) الدكتور إياد أبو حلتم، إن القطاع الصناعي يعتبر اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، أنجح اتفاقية تجارة حرة توقعها الأردن منذ أن دخلت حيز التنفيذ في 2001. وأضاف ان الاتفاقية تتضمن شروطا ميسرة، مكنت صناعة الألبسة من استقطاب استثمارات ضخمة وذات قيمة مضافة للصناعة الاردنية والاقتصاد الوطني، الى جانب عقد شراكات ما بين المصانع الأردنية وشركات أميركية كبيرة. وبين أن الميزان التجاري مع الولايات المتحدة الأميركية يميل في معظم السنوات لصالح الأردن، لافتا إلى أن هناك استثمارات كبيرة بالمملكة، ستزداد بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني، وعلاقاته المتميزة مع واشنطن. ولفت الدكتور ابو حلتم العضو كذلك بمجلس ادارة غرفة صناعة عمان، إلى أن الصناعات الغذائية بدأت تنتشر بالسوق الأميركية، كالحلويات والبهارات والمعلبات، خاصة بين أبناء الجاليات العربية والمسلمة. وعبر عن أمله بأن يكون للصناعات الهندسية والبلاستيكية تواجد وحضور أكثر بالسوق الأميركية، لافتا إلى أن عدد الشركات التي تصدر لأميركا بحسب إحصائية غرفة صناعة عمان يبلغ 347 شركة. من جانبه، اكد رئيس جمعية مستثمري شرق عمان الصناعية، محمد زكي السعودي، إن اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة قدمت خدمة كبيرة للمصنعين الأردنيين، خاصة لصناعات الألبسة والمواد الكيماوية. واوضح بأن السوق الأميركية، “سوق مستهلكة بنحو كبير”، ما يتطلب العمل عليه لزيادة الصادرات الأردنية، من خلال دراسة متطلباتها وشروطها، وهو ما استغله مستثمرون كثر في الأردن من جنسيات غير أردنية. واشار السعودي الذي يشغل كذلك رئاسة مجلس إدارة شركة وادي الأردن للصناعات الغذائية (البيروتي)، التي تأسست قبل اكثر من اربعة عقود بمنطقة ماركا ومتخصصة بصناعة المعلبات، ان الصناعات الغذائية الاردنية تدخل للسوق الاميركية بكل سهولة وحتى قبل توقيع الاتفاقية ومن دون قيود جمركية. واشار عضو مجلس إدارة شركة (بترا) للصناعات الهندسية، المهندس فراس أبو وشاح، الى أن الاتفاقية عززت القدرة التنافسية للصناعات الاردنية وزادت المبيعات، لكن المفتاح الرئيس لذلك، هو تحديد احتياجات المشتري الأميركي والشهادات المطابقة لمتطلبات سوق الولايات المتحدة مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل ولاية. وبين أن شركة (بترا) نجحت في هذا الأمر، من خلال دراستها لمتطلبات ومعايير كل ولاية من الولايات الاميركية التي تصدر لها المكيفات الهوائية، من حيث طبيعة المستهلك والبناء ونسق الشراء ومعدلات الحرارة والرطوبة والدخل وغيرها من الأمور، ما مكنها من تصمم ما يناسب كل منطقة من منتجات. واشار المهندس ابو وشاح الى ان اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة التي وقعت عام 2000، ودخلت حيز التنفيذ بنحو كامل في شهر كانون الثاني عام 2010، ساعدت شركة (بترا) في تنمية صادراتها لأميركا، إذ تذهب نحو 50 بالمئة من منتجاتها لأسواقها، كما ساعدتها على استيراد مدخلات الإنتاج والمواد الخام وآلات التصنيع. وتعد شركة (بترا)، التي تأسست عام 1987 والقائمة بمنطقة الموقر جنوب عمان، من كبرى الشركات الأردنية المتخصصة بمجال تصنيع معدات التدفئة والتهوية وتكييف الهواء وتصل منتجاتها لأسواق عديدة حول العالم. وشدد ابو وشاح على أهمية المشاركة في أنشطة ترويج الصادرات واكتساب المهارات والمعرفة للوصول للسوق الأمريكية “دون خوف” من خلال وحدة اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية الموجودة في غرفة التجارة الاميركية بالاردن. ودعا المصنعين الأردنيين إلى البحث عما يمنح منتجاتهم ميزة تنافسية وإضفاء ما يتواءم مع شروط السوق الأميركية ومعاييرها وتحديد الجمهور المستهدف بدقة واحترافية. وقال صاحب مصنع ربحي علان للصياغة والمجوهرات، ربحي علان، إن جائحة كورونا فرضت على الناس البقاء في أماكن تواجدهم، وإقامة مناسباتهم فيها، خاصة الجالية العربية الموجودة في مختلف الولايات المتحدة الأمريكية. واضاف ان هذا زاد من الإقبال على سوق المجوهرات، خاصة ذات التصميم العربي والشرقي، وأعطى فرصة للمشاغل والمصانع الاردنية لعمل تصاميم تتوافق مع متطلبات المواطن الأميركي من أصول عربية والعرب هناك. وبين علان أن صادرات المجوهرات الاردنية، زادت خلال العامين الحالي والسابق بنحو كبير، بفضل اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية، التي يعد وجودها ميزة للأردن، لافتا إلى أن قطاع المجوهرات يعول عليها في زيادة صادراته للسوق الأميركية بشكل أوسع. وبحسب معطيات احصائية، ارتفعت صادرات غرفة صناعة عمان من المجوهرات إلى الولايات المتحدة خلال الربع الأول من العام الحالي 2021 إلى 30 مليون دينار مقارنة مع 10 ملايين دينار لنفس الفترة من العام الماضي 2020.