الأمير الحسن : لا بد من تحديد الأولويات واستنهاض الثروات البشـرية الكامنة
مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني افتتح سمو الأمير الحسن بن طلال، امس الأربعاء في مركز الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت، فعاليات المنتدى الزراعي الأردني الدولي الأول الذي نظمته وزارة الزراعة بمشاركة وفود يمثلون أكثر من 60 دولة ومنظمة دولية وإقليمية وعربية.
وفي كلمة لسموه، قال إنه لا بد من تحديد الأولويات واستنهاض الثروات البشرية الكامنة في وطننا العربي وتدعيم الإدارة المشتركة للشعوب على المستوى الإقليمي وتفعيل الحوكمة الرشيدة لتحقيق الأمن الإنساني بجميع محاوره ودون تمييز.
وأشار سموه إلى الحاجة إلى إنشاء قاعدة معرفية إقليمية مبنية على أساس الجغرافيا والجيولوجيا والجيوفيزياء، إضافة إلى صياغة سياسات إقليمية تنسيقية متكاملة بعيدا عن السياسة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة الأممية بهدف إيصال الصوت المدروس من الإقليم إلى الخارج.
وأضاف، انه لا بد أن تُبنى السياسات والبرامج التنموية على تعزيز العلاقة بين الأمن الغذائي والحماية الاجتماعية لضمان توزيع متكافئ للغذاء.
وأعرب سموه عن أمله أن تتحول بعض الهيئات الإقليمية إلى مجلس اقتصادي اجتماعي يمثل المنطقة، داعيا المنظمات والهيئات العربية والإقليمية لتقديم بحوثها ودراساتها الحيادية حول الفقر والبطالة وتنمية الموارد البشرية وغيرها.
وأكد سموه أهمية زيادة القدرة الإنتاجية للمجتمعات الريفية والاستثمار في مهاراتها وتثقيف سكانها، لافتا إلى الحاجة لتمكين المزارعين من استخدام أحدث الأساليب والتقنيات الزراعية لتحسين مداخيلهم وانتاجهم واعتباره من الحقوق الأساسية.
ودعا سموه إلى التواصل مع الناس وتقوية الشبكات الانتاجية الاجتماعية للمجتمع المدني، وتعزيز الشراكة بين الجانب السياسي والاقتصادي والمدني لتحقيق الاستدامة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية.
واقترح سموه تبنى سياسات لتحقيق الأمن الغذائي، ومن ضمنها تمتين التعاون الإقليمي بين البلدان العربية والحفاظ على التنوع الحيوي وتطبيق الخيارات المتوافرة لتعزيز الأمن الغذائي وتحسين مستويات الاكتفاء الذاتي وتخصيص استثمارات إضافية للبحث العلمي الزراعي وبرامج التطوير الهادف.
من جانبه قال وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات ان القطاع الزراعي يعتبر من اولويات القيادة الهاشمية الحكيمة ومن اهم روافد الاقتصاد الوطني، حيث ان الوزارة تبنت هذا النهج ليكون محفزا لها على تطوير القطاع والارتقاء به بشقيه الحيواني والنباتي وتقديم القطاع لما يستحقه، مشيرا الى ان المنتجات الاردنية تتمتع بجودة عالية نظرا لما يتميز به المناخ الاردن وتحديدا في منطقة الاغوار.
واشار الحنيفات الى ان المنتدى يعتبر مكملا للجهود الاقليمية والدولية التي تهدف الى تحسين مستوى الامن الغذائي ومحاربة الجوع وتحفيز السياسات الحكومية لادراج القطاع الزراعي ضمن اولويات الخطط الاقتصادية لتتماشى مع تبعات ازمة الغذاء العالمية التي شهدها العالم عام 2008.
واكد الحنيفات ان الاردن يدرك حجم التحديات الاقتصادية المتزايدة على القطاع الزراعي سواء البيئية منها او السياسية والتي تحول دون تمكننا من انتاج محاصيل زراعية كافية تستوعب الطلب المتزايد على الغذاء العالمي وكذلك الصعوبات في القنوات التسويقية للغذاء الى البلدان التي تشهد الصراعات او من خلالها.
واشار الى ان القطاع الزراعي في الاردن يعتبر من اكثر القطاعات المتاثرة نتيجة غياب الاستقرار السياسي في المحيط والازمات الانسانية المتتالية لتدفق اللاجيئن والتي فرضت علينا واقعا صعبا تمثلت في تزايد الطلب على الغذاء وزيادة الضغط على الموارد المائية وتضاؤل فرص العمل.
كما اشار الحنيفات الى ان الحكومة قامت باتخاذ الكثير من الاجراءات لتحفيز النشاط الزراعي ابرزها خلق بيئة استثمارية عبر تطوير التشريعات والقوانين المتعلقة بتشجيع الاستثمار وتفعيل عمل صندوق ادارة المخاطر الزراعية والمضي باجراءات انشاء شركة للتامين الزراعي اضافة الى توفير البرامج التمويلية للمشاريع الزراعية وتسهيل شروط الاقتراض .
من جهته اكد المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعة البرفسور ابراهيم احمد الدخري، ان المنظمة تسعى لتحقيق التنمية الزراعية ولتحسين مستوى اوضاع الامن الغذائي العربي، وقامت بتنفيذ برامج عملها وانشطتها السنوية في اطار برنامج الاستراتيجية والبرنامج الطارئ للامن الغذائي العربي. واكد ان المنظمة تسعى لمساعدة الدول العربية على تنفيذ مكونات البرنامج الطارئ للامن الغذائي في اطار ثمانية مشاريع لتحسين الانتاجية في الزراعات القائمة والتي بلغت تكاليفها الاستثمارية نحو 74 مليون دولار، وساعدت على استدامة واستقرار الانتاج الزراعي وزيادة انتاجية القمح والشعير.
ونفذت المنظمة 16 مشروعا لترشيد استخدام مياه الري ومصادر المياه غير التقليدية، وتم من خلالها صيانة وتبطين الاقنية والسدود بهدف المحافظة على المياه ، وتقليل الفاقد، بالاضافة الى المشروعات الحصاد المائي والامن الغذائي للحد من الفقر ومشروعات الإنتاج الحيواني.
وعن انجازات المنظمة بالاردن قامت بتأمين الغذاء وتحسين مستوى الامن الغذائي وتقديم العديد من الاستشارات الفنية التي شملت مجالات تسمين الاغنام البلدية ووقاية النباتات وتكنولوجيا ما بعد الحصاد ومكافحة التصحر وإقامة السدود.
مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للامم المتحدة «الفاو» عبد السلام ولد أحمد، اعرب عن شكره للأردن على إقامة المنتدى الذي اعتبره فرصة تعكس التجربة الاردنية في السنوات الاخيرة واستمرارها بتحسين الامن الغذائي، لافتا الى ان الأردن هو رابع أفقر دولة في المياه على مستوى العالم، وأن الازمة السورية أثرت عليه كونه يستضيف مليون و300 ألف لاجئ سوري كما ويعاني من أزمة مائية وقلة مساحات الاراضي الزراعية.
وأشار إلى أن هناك فرصاً كبيرة للاستثمار في المحاصيل ذات القيمة العالية والتي لها مردود اقتصادي واجتماعي عالي، وزيادة فرص التشغيل والتصدير والمنظمة بحاجة لإيجاد الحلول الرائدة لمشكلة نقص المياه ووضع خطط استراتجية لها تأخذ بعين الاعتبار الزيادة السكانية والصناعية والبيئية وتأثيرات التغير المناخي.
ويناقش المشاركون في المنتدى على مدى يومين اوراق عمل مقدمة من الدول المشاركة الزراعة والامن الغذائي واستدامة الزراعة في ضوء ندرة المياه والتغير المناخي والاستثمار والتسويق المحلي والخارجي والتحول الزراعي ودوره في خلق فرص العمل للشباب ومواجهة مشكلة اللجوء و قصص النجاح في التنمية الريفية والتعاونية في حين ستناقش الجلسة الرابعة دور شركاء التنمية الاقليمية والدولية في دعم العمل المشترك لمواجهة تحديات القطاع الزراعي.