اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس المسجد الأقصى المبارك، وحاصرت المصلى القبلي، وذلك تزامنًا مع سماح شرطة الاحتلال لعشرات المستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
وفتحت شرطة الاحتلال الساعة السابعة والنصف صباحًا باب المغاربة، ونشرت وحداتها الخاصة وقوات التدخل السريع في باحات الأقصى وعند أبوابه بشكل مكثف، لتأمين الحماية الكاملة للمستوطنين أثناء الاقتحامات.
وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالأوقاف الإسلامية فراس الدبس إن قوات إسرائيلية خاصة اقتحمت المسجد الأقصى، وانتشرت في محيط المصلى القبلي الذي يتواجد بداخله عدد من المعتكفين.
وأوضح أن حالة من التوتر الشديد تسود ساحات الأقصى بسبب استمرار انتهاكات واقتحامات المستوطنين وشرطة الاحتلال للمسجد، خاصة في العشر الأواخر من رمضان.
وأفاد بأن أكثر من 44 مستوطنًا متطرفًا اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح من باب المغاربة، ونظموا جولات استفزازية في أنحاء متفرقة من باحاته، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
وعادةً ما يتخلل تلك الاقتحامات تقديم شروحات عن أسطورة وخرافة “الهيكل” المزعوم، ومحاولات لأداء طقوس تلمودية في منطقة باب الرحمة.
وواصلت شرطة الاحتلال تشديد إجراءاتها على أبواب الأقصى، واحتجزت الهويات الشخصية للمصلين الوافدين للمسجد، فيما اعتقلت شابًا من داخل المسجد.
ورغم قيود الاحتلال، إلا أن مصليات وأروقة الأقصى تشهد تواجدًا مكثفًا للمصلين من أهل القدس والأراضي المحتلة عام1948 والضفة الغربية الذين يؤمونه لأداء الصلوات، وإحياء العشر الأواخر من رمضان، حيث تعالت أصواتهم بالتكبير، رفضًا للاقتحامات المستمرة.
وأدى عشرات الآلاف من المصلين صلاة “التراويح والقيام” وصلاة فجر اليوم برحاب المسجد الأقصى وسط أجواء إيمانية وروحانية متميزة.
ويتعرض المسجد الأقصى يوميًا (عدا الجمعة والسبت) لسلسلة انتهاكات واقتحامات من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة وعلى فترتين صباحية ومسائية، فيما تزداد وتيرة تلك الاقتحامات خلال فترة الأعياد اليهودية.
ومنذ بدء الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى في عام 2003، درجت العادة على وقف شرطة الاحتلال الاقتحامات في العشر الأواخر من شهر رمضان، لكن منذ عامين تحدت الشرطة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وسمحت بالاقتحامات في هذه الأيام المباركة، ما تسبب بحالة من التوتر في المسجد.
وكانت مؤسسات مقدسية إسلامية حذرت في بيان صحفي الأربعاء، من استهداف سلطات الاحتلال للمسجد الأقصى طيلة العام، وخاصة في شهر رمضان الكريم، مؤكدةً أن جميع الإجراءات القمعية التي ينفذها الاحتلال وأذرعه، لم ولن تغير من قداسته.
وقال مجلس الأوقاف، الهيئة الإسلامية، دائرة الإفتاء، ودائرة الأوقاف الإسلامية “رغم أن الأوقاف حذرت الشرطة من مغبة تغيير الوضع التاريخي القائم في الأقصى، والمتبع منذ عام 1967م، ورغم اعتراض المصلين والمعتكفين واعتقال بعضهم من قبل الشرطة، إلا أن الشرطة والحكومة وأذرعها عملت وبشكل واضح بقوة السلاح والاحتلال لتمرير مخطط خطير، وخطير جدًا في المسجد”.
وناشدت المؤسسات الاسلامية العالمين العربي والإسلامي وكل الأحرار في العالم لأن يتحركوا لإنقاذ المسجد الأقصى والمقدسات قبل فوات الأوان، وقبل وقوع الكارثة بسبب تصرفات حكومة اليمين المتطرفة.
ودعت إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والاعتكاف والرباط فيه، والوقوف على مسؤولياتهم تجاه الأقصى، وألا يرضخوا لسياسة الاحتلال الغاشمة، مؤكدةً أن “المسلمين سيبقون في هذه الديار هم رأس الحربة في الدفاع عنه”.