بقلم :ممدوح النعيم
اَلِانْتِخَابَات اَلنِّيَابِيَّةِ هِيَ صُورَةٌ حَقِيقِيَّةٌ لِتَجْسِيدِ اَلِاسْتِحْقَاقَاتِ اَلدُّسْتُورِيَّةِ وَتَفْعِيلِهَا عَلَى أَرْضِ اَلْوَاقِعِ عَبْرَ تَفْعِيلِ دَوْرِ مَجْلِسِ اَلنُّوَّابِ كَسُلْطَةٍ تَشْرِيعِيَّةٍ رِقَابِيَّةٍ . فَقَرَارُ اَلْمُشَارِكَةِ بِالِانْتِخَابَاتِ تُحَدِّدُ مَسَارَاتِهِ اَلْمَسْؤُولِيَّاتُ اَلْوَطَنِيَّةُ وَالْوَاجِبُ اَلْوَطَنِيَّ وَلَيْسَ اَلْمُنَاكَفَاتِ اَلشَّخْصِيَّةَ أَوْ عَبْرَ نَوَافِذِ اَلِانْتِهَازِيَّةِ وَالتَّسَلُّقِ عَلَى حِسَابِ اَلْمَصْلَحَةِ اَلْوَطَنِيَّةِ .
اَلتَّوَجُّهُ نَحْوَ العمل اَلْحِزْبِيِّ لَيْسَ عَمَلاً تَرْفِيهِيًّا بِقَدْرِ مَا هُوَ مَصْلَحَةٌ وَطَنِيَّةٌ يُعَزِّزُ اَلْمَسِيرَةَ اَلدِّيمُقْرَاطِيَّةَ وَبِنَاءَ دَوْلَةِ اَلْقَانُونِ وَالْمُؤَسَّسَاتِ .
وَالِانْتِخَابَاتُ اَلنِّيَابِيَّةُ هِيَ اَلْوَسِيلَةُ اَلَّتِي تَمَكَّنَ اَلْمُوَاطِنُ مِنْ إِيصَالِ اَلنَّائِبِ أَوْ اَلْحِزْبِ إِلَى قُبَّةِ اَلْبَرْلَمَانِ مِنْ أَجْلِ تَنْفِيذِ اَلْبَرَامِجِ اَلَّتِي تَمَّ اِنْتِخَابُهُ عَلَى أَسَاسِهَا . فَمِنْ أَجْلِ اَلْمَصْلَحَةِ اَلْوَطَنِيَّةِ وَمِنْ أَجْلِ إِحْدَاثِ تَغَيُّرٍ حَقِيقِيٍّ لَا بُدَّ مِنْ اَلتَّوَجُّهِ إِلَى اَلِانْتِخَابَاتِ وَفَرْضِ نَهْجٍ سِيَاسِيٍّ جَدِيدٍ يَقُومُ عَلَى اَلتَّعَدُّدِيَّةِ وَالتَّشَارُكِيَّةِ لِتَمْكِينِ اَلْمُجْتَمَعِ مِنْ تَجَاوُزِ ظَاهِرَتَيْ اَلْفَقْرِ وَالْبِطَالَةِ .
أَمَّا حَالَاتُ اَلْمُنَاكَفَاتِ وَتَصْفِيَةِ اَلْحِسَابَاتِ مِنْ خِلَالِ اَلِانْتِخَابَاتِ اَلنِّيَابِيَّةِ سُلُوك يَعُدْ ضِدَّ اَلْمَسِيرَةِ اَلْوَطَنِيَّةِ اَلَّتِي تَمْضِي نَحْوَ اَلتَّحْدِيثِ وَالتَّطْوِيرِ فِي اَلْمَجَالَاتِ اَلِاقْتِصَادِيَّةِ وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ . وَهُنَاكَ فِرَقٌ شَاسِعٍ بِبُنْ اَلْمُنَافَسَةِ اَلَّتِي تَقُومُ عَلَى أَسَاسٍ دِيمُقْرَاطِيٍّ وَوَفْقَ مَا يَطْرَحُ مِنْ بَرَامِجِ عَمَلِ وَبَيْنَ اَلْمُنَاكَفَاتِ وَالصِّرَاعَاتِ اَلشَّخْصِيَّةِ اَلَّتِي يَتَحَالَفُ أَصْحَابُهَا مَعَ اَلِاتِّجَاهَاتِ اَلَّتِي تُعَزِّزُ اَلْكَرَاهِيَةُ وَلَا تَحْتَرِمُ اَلرَّأْيَ وَالرَّأْيَ اَلْآخَرُ وَلَا تَحْرِصُ عَلَى اَلْبِنَاءِ اَلْوَطَنِيِّ وَالسِّلْمِ اَلْوَطَنِيِّ .
إِنَّ مَنْ يَسْتَغِلُّ أَيَّ اِسْتِحْقَاقٍ دُسْتُورِيٍّ مِثْلٍ اَلِانْتِخَابَاتِ اَلنِّيَابِيَّةِ لِتَحْقِيقِ غَايَاتٍ شَخْصِيَّةٍ أَوْ اَلتَّرَشُّحِ فَقَطْ لِغَايَاتٍ تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ بث اَلْكَرَاهِيَةِ وَتَصْفِيَةِ حِسَابَاتِ وَبَثِّ اَلْإِحْبَاطِ بَيْنَ صُفُوفِ اَلْمُوَاطِنِينَ أَوْ مِنْ يَرَى بِالِانْتِخَابَاتِ فُرْصَةً لِتَحْقِيقِ أَهْدَافٍ لَا تَتَوَافَقُ مَعَ مصالحه كُلَّ ذَلِكَ يُعَدُّ مِنْ بَابِ اَلِاعْتِدَاءِ عَلَى اَلْحُقُوقِ اَلدُّسْتُورِيَّةِ اَلَّتِي تَهْدِفُ إِلَى تَعْزِيزِ اَلْبِنَاءِ وَالنُّهُوضِ فِي كَافَّةِ اَلْمَجَالَاتِ اَلِاقْتِصَادِيَّةِ وَالسِّيَاسِيَّةِ وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ وتعزيز مشاركة المواطن باتخاذ القرار بعيدا عن نهج الفردية الذي لا يتساوى مع نهح التشاركية .