الباشا فريحات .. إيقاع وطني بكامل الهيبة
كتب :محمود كريشان – الدستور
أبدا.. لم يكن يسعى لـ أن يكون بيتا في قصيدة او خبرا في جريدة، لأنه القادم من كبرى مؤسسات الوطن «القوات المسلحة»، لذلك هو من المحافظين على اخلاق وابجديات الجيش العربي العظيم، في العمل والعطاء والإنجاز بصمت وهدوء، بعيدا عن الضوضاء والأضواء اوالبحث عن النجومية والاستعراض.
من رحم الجندية الأردنية النقية، جاء وتدرج في الرتب العسكرية، متزينا بالبوريه التي عشقها منذ بواكير الصبا، والنياشين التي تُزين صدره العامر بحب الأردن، وقد تقلدها عن جدارة واستحقاق، طوال مسيرة حافلة بالصعاب والتحدي والإقدام، في ميادين الرجولة، ومضارب الجيش المصطفوي العظيم.
قال عنه جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني عندما أوكل اليه رئاسة هيئة الأركان المشتركة: أؤكد ثقتي الكاملة بأنك أهل لتحمل هذه المسؤوليات الجسام، وأنك ستجد مني كل الدعم والمؤازرة.
هو الفريق الركن محمود عبدالحليم فريحات المولود عام 1960 في محافظة جرش، وقد تولى موقعه كرئيس لهيئة الأركان المشتركة منذ 2 تشرين اول عام 2016 وتم ترفيعه بقرار ملكي إلى رتبة فريق اعتباراً من 14 تشرين ثاني 2016 خلفا للفريق أول الركن المتقاعد مشعل الزبن.
بدأ حياته العسكرية بالتحاقه في الكلية العسكرية الملكية سنة 1978، وتخرج فيها عام 1980 وعُين قائداً للمنطقة العسكرية الشمالية من سنة 2013 إلى سنة 2015 في ظروف صعبة وخطرة، بفعل الأوضاع المضطربة في سوريا، إذ لعب الجيش دورا محوريا ولا يزال، خاصة في الجبهة الشمالية من أجل حفظ أمن البلاد، وهذا ما تواصل في فطنة الجيش المرابط على التخوم الشمالية، كما عمل ملحقاً عسكرياً في المملكة المتحدة، ورئيساً لهيئة التخطيط الإستراتيجي، وشارك في العديد من الدورات الداخلية والخارجية، وهو حاصل على درجة الماجستير في الدراسات الدفاعية من كلية الدراسات الدفاعية في المملكة المتحدة، ودرجة الماجستير في العلاقات الدولية من Kings College في لندن.
الفريق الركن الفريحات رئيس هيئة الاركان رقم (16) في تاريخ قادة ورؤساء أركان الجيش العربي، الملتصق بدستور الشرف العسكري، الذي يتمركز على أسمى المعاني وأفضل وأنبل الغايات والمثل التي تتحلى بها وتطبقها الجندية الحقة، من خلال الشعار النابع من الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والانتماء للأردن وقيادته الهاشمية، وتأكيده على صون الدستور ووضوح المهمة الجليلة الدفاع عن الوطن، والارتباط بأبناء الشعب بمختلف فئاته، ووضع مصلحة الأردن فوق كل اعتبار ونبذ الإقليمية والطائفية والتحلي بالأخلاق والمثل العسكرية، وعنوانها الطاعة والانضباطية، وأداء الواجبات بكل أمانة وإخلاص وحيادية.
وكانت احدى المحطات البارزة في تاريخ الجيش العربي «تحت إشرافه» ما اعلن عنه الباشا فريحات، مساء يوم (9) كانون ثاني 2018 في فندق القوات المسلحة، خلال لقاء اعتيادي مع عدد من المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى عندما «بشرهم» وجميع الأردنيين، أن القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي ومن خلال عمليات استخباراتية ونوعية قد اقتصت لشهداء الوطن في عملية استشهاد النقيب الطيار معاذ الكساسبة وعملية اربد والركبان وأجهزت على كافة العناصر الإرهابية التي خططت ونفذت هذه العمليات في أوكارها.
بهذا يكون الباشا «أبوغاصب» عنوانا لنشاط عسكري متمترس لا يعرف السكون والهوادة والكسل، ويتميز بشبكة مواصفات فريدة يتمثل أهمها في سعة أفقه وحركته الدائبة المنتجة وإخلاصه لوطنه وقيادته ولرفاق السلاح سواء من هم على رأس عملهم او من احيلوا الى التقاعد من شتى الرتب.
خلاصة القول: ابوغاصب «الباشا».. الضالع في الكياسة وحسن المعشر، الحافظ للعهد، متسلح بموفور الدماثة، وكل الاحترام، امتثالا لما تربى عليه في مضارب الجيش العظيم، وأعلى درجات الهيبة والامانة، والايقاع الوطني، بكامل هيبته، وبكل ما في الكلمة من شمائل رفيعة، والانتماء الوطني في ارقى مراحله.. و: هذي النُّجودُ مِنَ الزنود رمالُها والأوفياءُ الطّيبّونَ: رِجالُها العادياتُ: خيولُها، لم تَفْترِقْ عَنْ ساحِها.. والصّابراتُ: جِمالُها!.. صَحْراءُ.. إلاّ أَنّ سَعْفَ نَخيلهِا قُضُبٌ.. يَعزُّ على الدّخيلِ مَنالُها وفقيرةٌ.. لكنّ يابِسَ شيحهِا لا الأرضُ تَعْدِلُهُ، ولا أموالُها!