البيوت التراثية في خربة الوهادنة.. شواهد تاريخية على العمارة القديمة
إنجاز-أسامة القضاة
تعد البيوت التراثية في خربة الوهادنة بمحافظة عجلون نموذجًا فريدًا للعمارة القديمة التي تعكس طابع البناء بالحجر والطين الذي كان سائدًا لقرون. واكد مهتمون بالشأن التراثي والسياحي انه رغم اختفاء معالم معظمها الا ان أطلالها لا زالت تحكي تاريخ المنطقة وتبرز هويتها التراثية ما دفع الجهات المعنية إلى اتخاذ خطوات للحفاظ عليها. وقال رئيس جمعية الوهادنه للتراث الشعبي ومؤسس المتحف الباحث محمود الشريدة إن بيوت الطين والحجر في خربة الوهادنة تعدّ من الشواهد التاريخية المهمة التي تعكس أنماط العمارة التراثية في المنطقة، موضحًا أن هذه البيوت كانت تعتمد على الحجر والطين الممزوج بالتبن لزيادة متانة البناء وتماسكه. وأشار إلى أن خربة الوهادنة التي تقع في محافظة عجلون، تتميز بتاريخها العريق الذي يمتد لأكثر من خمسة آلاف عام، حيث وجدت فيها آثار تعود إلى العصور النحاسية، البرونزية، البيزنطية، والأموية، بالإضافة إلى معاصر زيتون وعنب، وفسيفساء بيضاء وملونة تدل على وجود كنيسة بيزنطية قديمة. وأضاف أن هذه البيوت التراثية كانت تتميز باتساع مساحتها، وسمك جدرانها، وقلة نوافذها، حيث صُممت بطريقة تلبي احتياجات سكانها من حيث المعيشة والأمن. كما كانت تضم أقسامًا مختلفة مثل “المصطبة” التي تُستخدم للجلوس والنوم، و”العقدة” التي كانت مخصصة لوجهاء العشائر، إضافة إلى ملحقات مثل العريشة، بئر الماء والحوش الذي كان يُحيط بالبيت لحمايته. وأشار رئيس مجلس محافظة عجلون عمر المومني أن المجلس خصص 160 ألف دينار من مخصصات العام الحالي لدعم مشاريع الحفاظ على البيوت التراثية في خربة الوهادنة مؤكدًا استعداد المجلس لتقديم مزيد من الدعم لضمان استمرار هذه الجهود وحماية الهوية التاريخية للمنطقة. وبين مدير آثار عجلون أكرم العتوم أن خربة الوهادنة تضم إرثًا حضاريًا مهمًا مشيرًا إلى أن دائرة الآثار العامة قامت بحماية بعض البيوت التراثية فيها خاصة تلك المبنية على أنقاض الكنيسة البيزنطية وذلك ضمن جهود مستمرة للحفاظ على الموروث التاريخي والمعماري للمنطقة. واوضح ان المديرية تحرص على اجراء اعمال التاهيل لهذه المواقع للحفاظ على هويتها ورمزيتها التاريخية بما يتلاءم مع الميزات السياحية و الاثرية التي تمتاز بها المحافظة والتي تكثر فيها مثل هذه المواقع .