يحتفل العالم اليوم 10/10/2017 باليوم العالمي للصحة النفسية وموضوعه لهذا العام ‘ الصحة النفسية في أماكن العمل’، حيث أشارت منظمة الصحة العالمية الى أن الاكتئاب واضطرابات القلق هي من الاضطرابات النفسية الشائعة والتي تؤثر على قدرات الأفراد في أماكن العمل. حيث يعاني أكثر من 300 مليون شخص من الاكتئاب وأكثر من 260 شخص يعانون من اضطرابات القلق.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني ‘تضامن’ الى أن العمل مفيد وجيد للصحة النفسية إلا أن البيئة السلبية في أماكن العمل قد تؤدي الى مشاكل جسدية وعقلية، خاصة لدى الأشخاص الذين لا يتمتعون بقدرات للعمل تحت الضغط، كما أن الاكتئاب والقلق يكلفان الاقتصاد العالمي واحد تريليون دولاراً في السنة من حيث الإنتاجية المفقودة. وتعاني النساء بشكل خاص من التحرشات الجنسية في أماكن العمل مما يؤثر على صحتهن النفسية ويخفض من إنتاجيتهن وقد يضطررن الى ترك سوق العمل.
وأكدت المنظمة الدولية على أن الاكتئاب مرض قد يصيب أي إنسان ويسبب له آلاماً نفسية تؤثر سلباً في قدرته على أداء مهامه اليومية، وقد يترك آثاراً مدمرة على علاقاته بأسرته وأصدقاءه ومعارفه وزملائه، وفي أسوأ حالاته قد يفضي الى الانتحار. كما أن النساء يتأثرن بشكل أكبر بالاكتئاب مقارنة بالرجال، كما ويعتبر السبب الرئيسي لحالات العجز في جميع أنحاء العالم، إلا أنه وفي مقابل ذلك يعتبر الاكتئاب مرض يمكن معالجته والشفاء منه بسبب توافر العديد من وسائل العلاج الفعالة.
وتضيف ‘تضامن’ بأنه وعلى الرغم من وجود وسائل فعالة لعلاج مرض الاكتئاب، إلا أن عوامل عديدة تساهم في عدم حصول أكثر من نصف المرضى على العلاج المناسب، ومنها نقص الموارد الذي يؤدي الى عدم الحصول على الرعاية الفعالة، وقلة أعداد الأشخاص المؤهلين والمدربين لتقديم هذه الخدمات، والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالاضطرابات النفسية التي تطال كل من الذكور والإناث. فيما يحول التشخيص غير الصحيح لمن يعانون من الاكتئاب الى عدم تلقيهم العلاج المناسب وفي الوقت المناسب.
وبينت منظمة الصحة العالمية أن :’هناك حالياً أكثر من 300 مليون شخص حول العالم يتعايشون مع الاكتئاب، بزيادة نسبتها 18% وقعَت بين عامي 2005 و2015، والاكتئاب هو حالة مرضية يشعر المصابون بها بالحزن الشديد ولا يجدون متعة في ممارسة الأنشطة، التي تُدخِل عليهم عادةً الفرح والسرور، بل ويستصعبون أداء مهام حياتهم اليومية، ومن الممكن أن يصيب الاكتئاب أي شخص أينما كان، وخصوصاً الفئات السكانية التي تمر بأزمات إنسانية، وفى إقليم شرق المتوسط، يتأثر شخص من بين كل 5 أشخاص بالاكتئاب والقلق جراء وقوعه في براثن الصراعات المسلحة وانعدام الأمن والتشرد’.
الإسعافات الأولية النفسية ضرورية للوقاية من الاكتئاب
وتشير ‘تضامن’ الى أن الإسعافات الأولية النفسية في حالات النزاعات والصراعات تشمل كل من الدعم النفسي والاجتماعي، تماماً كالخدمات الصحية العامة التي لا تشمل فقط الإسعافات الجسدية الأولية، كذلك الخدمات الصحية النفسية التي لا تشمل فقط الإسعافات الأولية النفسية لوحدها.
إن الاستثمار في مجال الإسعافات الأولية النفسية يعتبر جزءاً هاماً من الجهود طويلة الأمد لضمان حصول أي فرد ذكراً أم أنثى على الإسعافات الأولية النفسية في حالات الطوارئ بسبب الكوارث أو النزاعات أو الحروب كالنازحين واللاجئين والمهجرين، ومن يحتاج منهم الى خدمات أكثر أن تتوفر لهم الخدمات الأخرى كخدمات الصحة والصحة النفسية والخدمات الاجتماعية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية على أن حالات الطوارئ تشمل التعامل مع التعرض للصدمات والخسائر المفاجئة البشرية منها والمادية، ومن الأخطاء الشائعة في الاستجابات الإنسانية الحالية لحالات الطوارئ في العديد من الدول تكمن في توفير الإسعافات الأولية النفسية فقط في حال انعدام الخدمات الأخرى، بينما الواقع هو أن هذه الخدمات أساسية وضرورية لتكون جنباً الى جنب مع الخدمات الصحية والاجتماعية الأخرى.
وتعاني النساء والأطفال بشكل خاص من الصراعات والنزاعات المسلحة والحروب التي رافداً أساسياً لكي تصبح النساء أرامل والأطفال بلا والدين أو إحداهما أو بلا أهل أو أقارب ، وفي أغلب الأحيان يترافق مع فقدان النساء لأزواجهن انتهاكات صارخة لحقوقهن الإنسانية كمشاهدتهن لعمليات تعذيب وقتل أزواجهن ، وقد يتعرضن لمختلف أنواع التشويه والتعذيب والاعتداءات الجنسية ، ويعشن بسبب النزوح أو اللجوء بظروف قاسية أو مهينة أو غير إنسانية ، وقد يستخدمن كأدوات حرب ، وقد يتعرضن لضغوطات استغلالية هن وأطفالهن.
وتضيف ‘تضامن’ بأن من أبرز النتائج النفسية وأهمها هو شعور النساء والأطفال بالعزلة والوحدة خاصة في مخيمات اللاجئين، وتدهور و/أو انعدام الخدمات الصحية والتعليمية، والبطالة، وخسارة الممتلكات ومصادر الدخل، والعيش في ظروف معيشية صعبة وغير مناسبة في أغلب الأحيان.
أسوأ أنواع الاكتئاب يفضي الى الانتحار أو محاولة الانتحار
شهد عام 2016 أعلى عدد حوادث انتحار في الأردن، ذهب ضحيتها 120 شخصاً ، بطرق مختلفة منها إطلاق نار وحرق وشنق وشرب سموم وتناول كميات كبيرة من الأدوية والقفز عن مرتفعات.
واستنادا الى التسجيل الحيوي الشامل لبيانات على مدار خمس سنوات، أشار تقرير يعد الأول من نوعه حول الانتحار والذي أصدرته منظمة الصحة العالمية خلال شهر أيلول 2014 بعنوان ‘الوقاية من الانتحار: ضرورة عالمية’، الى أن الأردن وخلال عام 2012 شهد 114 حالة انتحار كان من بينها 60 حالة لذكور و 54 حالة لإناث وبنسبة وصلت الى 47.3%.
ويشكل الانتحار السبب الثاني للوفاة بين الشباب والشابات في الفئة العمرية 15-29 عاماً، وأن ضحايا الانتحار على مستوى العالم في ارتفاع مستمر حيث يموت سنوياً حوالي 800 ألف شخص بسبب الانتحار، وأن 16 مليون أخرون يحاولون الانتحار.