كتابة : هديل السنداوي
كان الأول من أيلول بداية جديدة لدى الكثير من الطلبة بعودتهم لمقاعدهم الدراسية وتلّقي التعليم بصورة وجاهية بعد إنقطاع دام ستةً أشهر، إلاّ أنّ الفرحة لَم تتم ، فزادات حالات الإصابة بفيروس كورونا بين جموع الطلبة وبعض الأساتذة ، رغم تأكيد وزارة التربية والتعليم على أخذها كافة الإحتياطات لبداية عام دراسي ضمن بيئة صحية آمنة .
وضمن إحتياطاتها المأخوذة أنه وفي حال عاد التعلم عن بعد فالمنصات مُجهزة للتُتيح للطلبة تلقي دروسهم بدون أي عقبات،ولكن بعض آراء الطلبة حول المنصة كانت بأن “وجودها وعدمه واحد”، والبعض الآخر تابع تعليمه عن طريقها دون الإكثرات لما يقوله الصنف الآخر.
تجارب الطلبة:
يؤكد الطالب عمر الفرات من الصف التاسع أن المنصة حتى هذه اللحظة لم تُجهز بالصورة التي تتيح للطالب تلقي تعليمه بالصورة الصحيحة والكاملة فالفترة الزمنية التي يتم خلالها إعطاء الحصة غير كافية لفهم الطالب للمعلومة، وهذا يزيد العبئ عليه وعلى ذويه باللجوء لوسائل أخرى لمتابعة الدروس بصورة تتيح فهم المقرر المدرسي كالدروس الخصوصية.
كما لَفت أنّ الاتصال بالإنترنت غير جيد في بعض المناطق وهذا ما يدفعه للدخول إلى المنصة من أجل تسجيل الدخول فقط دون الأستفادة من المحتوى والاهتمام به.
واتفقت الطالبة أنفال عبيدات من الصف العاشر في الرأي مع الرأي السابق فيما يتعلق بالجانب التقني ،حيث تقول أنها تواجه صعوبة خلال فترة بث التخصص فأن لم يكن الإنترنت بحالة إتصال مستمرة فيؤدي إلى ضياع كثير من المعلومات عليها.
وعبّرت راما إرشيد عما تعانيه من صعوبات في هذه المرحلة التي تعتبر نقلة نوعية ضمن المراحل الدراسية ، ففي المراحل الدراسية الثلاث الأولى تتقارب الأفكار والمعلومات في المناهج من بعضها البعض وإن اختلفت في جزئيات معينة فلم يكن الإختلاف كبيراً، ولكن مرحلتها الحالية مختلفة بصورة كلية عمّا سبق.
كما وصفتها بالمرحلة التأسيسية لمراحل قادمة والتأسيس يحتاج لتفاعل بين الطالب والمعلم بصورة كبيرة للحصول على المعلومة ،وهذا لم يكن متاحاً في مرحلة التعليم الإلكتروني.
أمّا الطالبة زهراء الحيساوي طالبة الصف السابع فتُبين أن الحصص متتابعة،فعند الإنتهاء من الحصة الأولى يتم الإنتقال إلى الحصة الثانية وهكذا، مشيرةً إلى أن المدة الزمنية المتاحة للحصة كافية ،فأوقاتها تتنوع بين ١٥ دقيقة وال٤٠ دقيقة حسب حاجة الدرس وحسب التفصيلات الموجودة فيها
وأكدت على أن التعلم من خلال المنصة لم يختلف عنه في المدرسة ،فالشرح يكفي لإيصال المعلومة للطالب.
كما وأبدت الطالبة تسنيم رأيها أن التعلم عن بعد فكرة جيّدة في ظلّ الظروف الإستثنائية التي نمر بها، فقالت أن الوقت المُعطى لكل حصة كافي، كما ويمكن لها أن تسترجع المعلومات في أي وقت تريده ، والجهد المبذول من قبل الهيئة التدريسية كبير جداً.
ماذا عن رأي المعلمين ؟
قال الأستاذ علي السنداوي أن منصّات التعليم إستحالة أن تعتبر بديلاً عن التعليم الوجاهي، موضحاً أن هذه المنصات منها ما يشرح مادة تعليمية بحتة ،ومنها ما يشرح المادة الدراسية.
وأشار إلى أن المنصات تُقدم المعلومات بغض النظر عن الأداء أو الاستراتيجية أو التقييم، وكذلك فهي تخلو من العنصر الأكثر أهمية في العملية التعليمية والمتمثل بالحصول على التغذية الراجعة لمعرفة ما إذا كان الطالب قد فهم المعلومة المُعطاة أم لا.
وأشارت المعلمة خلود الملص إلى عدم جاهزية هذه المنصّات لتكون مُهيئة فعلاً لإعطاء المعلومة بصورة تجعل الطالب متمكناً منها، فالأخير أن يتلقى معلومات جاهزة دون أي توضيح لخطوات الحل ،فضلاً عن أن المدة الزمنية الخاصة بالحصص غير كافية لتترسخ المعلومة في ذهن الطالب ، مؤكدة على وجوب مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة ،وهذا غير موجود بالتعليم عن بعد.
كما وبيّنت الملص أن ما يميز التعليم الوجاهي هو التفاعلية بين الطالب والمعلم ، فضلاً عن أن هناك مراعاة للفروق الفردية ويستطيع المعلم معرفة الأسلوب الذي يوصل معلومته للطالب.
وجهة نظر تربوية..
قالت مديرة مدرسة الحصن الثانوية الشاملة (ربى البلص) في بني عبيد أن أزمة كورونا أحدثت تغييرات في العديد من المجالات ومن بينها مجال التعليم ، فبعد أن كان التعليم تفاعلياً يعتمد على تواجد الطالب داخل الغرفة الصفية والحصول على المعلومة فوراً والتفاعل معها ،أصبح الإعتماد على منصات إلكترونية لتلقي المعلومة.
وأكّدت أن المنصات أنشأت بصورة مستعجلة ؛ كمحاولة لإشباع الحاجة للمعرفة عند الطلبة ،ولكنها لم تكن بالمستوى المتوقع والمقبول،مُشيرةً إلى أنّ ما نراه على أرض الواقع مختلف كلياً عمّا هو معلن ،فما نحتاجه ليس الكلام وإنما التطبيق.
وبيّنت البلص أن التفاعل على مثل هذه المنصات يقتصر فقط على تحميل الواجبات وإرسالها، دون الحصول على تغذية راجعة وبالتالي بعد أن كانت الإنتقادات موجهة لعدم كفاية زمن الحصة في الظروف الاعتيادية ،تقصلّت هذه المدة وأصبح هناك دعم ودفاع عن حصة مدتها لا تتجاوز ال١٥ دقيقة في بعض الأحيان.