التمكي يكتب : “قلوب منهكة وابتسامات صفراء”
بقلم الصحفي : عبدو التمكي
نحن جيل نعيش ازدواجية المشاعر. في الوقت الذي نبتسم فيه للآخرين ونظهر الوجه الحسن، تخيم على أرواحنا غيوم من الأفكار السلبية، والهموم الثقيلة التي لا يراها أحد. نمارس التمثيل يوميًا، لا على خشبة المسرح، بل في واقع مزدحم بالخوف، والقلق، والخذلان.
كم من مرة شعرت بأنك على وشك الانهيار، ثم التقطت أنفاسك، ووضعت تلك “الابتسامة الصفراء” على وجهك، لأنك فقط لا تريد أن تفتح باب الشفقة؟ كم من مرة قلت “أنا بخير”، وأنت أبعد ما تكون عن ذلك؟ نحن لا نكذب، نحن فقط ننجو.
الفكرة السلبية لا تنشأ من فراغ. هي نتاج تراكمات، من خيبات الأمل، من علاقات تآكلت، من أحلام أُجهضت قبل أن تولد، ومن واقع لا يُشبه أحلامنا. نحملها داخلنا لأنها ببساطة لا تجد طريقًا للخروج. نكتمها، نخفيها، نغلفها بابتسامة، ولكنها تبقى هناك… تنخر فينا.
ولأننا تعودنا أن نُظهر ما يُرضي الآخرين، نخشى أن نُظهر ضعفنا، نخشى أن نقول “أنا بحاجة للمساعدة”. مجتمعنا لم يُربِّنا على البوح، بل على الصمت. ولم يعلمنا أن الشجاعة في المواجهة، بل في التحمل.
ولكن إلى متى؟
إلى متى نظل نحمل ما لا يُحتمل؟ إلى متى نزين السطح ونترك الجذور تموت؟ ربما حان الوقت أن نتصالح مع أنفسنا، أن نُعبّر، أن نبوح، أن نواجه. فالقوة الحقيقية ليست في إخفاء الألم، بل في القدرة على الاعتراف به.
فلنحاول أن نكون صادقين مع أنفسنا أولًا، لأننا نستحق أكثر من مجرد “ابتسامة صفراء” نمنحها للعالم، بينما قلوبنا تبحث عن نجاة.