إنجاز-وصف المحكم الدولي المحامي الدكتور عمر مشهور الجازي أن قرار محكمة العدل الدولية برفض طلبإسرائيل ردّ الدعوى المرفوعة ضدها من جنوب أفريقيا، إضافة إلى فرض تدابير مؤقتة على إسرائيل بهدف منعانتهاكات اتفاقية الابادة الجماعية، “يوم تاريخي للعدالة الدولية وهو انتصار تاريخي ومفصل مهم في الطريقلتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني”.
وأيدت المحكمة أحقية جنوب افريقيا باقامة هذه الدعوى وخصومتها استنادا الى المادة 41 من ميثاق المحكمة كماأن اعتبرت المحكمة أن الشروط المذكورة في اتفاقية منع جريمة الإبادة جماعية والمعاقبة عليها مستوفية الشروطهذه الدعوى وان للمحكمة الحق في اتخاذ تدابير ضد إسرائيل”
اجراءات مخيبة لامال الفلسطينيين
لكن الجازي يدرك أن الاجراءات التحفظية والتدابير الوقتية التي اتخذتها المحكمة مخيبة لأبناء الشعب الفلسطينيوالشعوب الحرة”. وقال في تصريح لـ مدار الساعة: “كان الامل في أمر واضح وجلي وصريح بوقف إطلاق النار ومنعالأعمال العدّوانية ولكن عندما تنظر إلى القرارات التي اتخذت؛ لا يمكن تنفيذها إلا بوقف الأعمال العدائية ووقفإطلاق النار”.
وأضاف “نعلم أن الشعب الفلسطيني لا يملك ترف الوقت وأن هناك عدواناً مستمراً عليه وأصبحت غزة غير قابلةللمعيشة ولا قابلة الحياة وعلى إسرائيل بموجب التزاماتها بالاتفاقية اتخاذ كافة الإجراءات لمنع أعمال الإبادة الواردةفي المادة 3 وفقراتها ألف وباء وجيم ودال”.
ونوه أن هذا يبقى انتصاراً ويتمثل في قبول محكمة العدل الدولية لاختصاصها بالنظر في أساس الدعوى التي أقامتهاحكومة جنوب افريقيا ضد الاحتلال وقبولها أيضاً بصلاحيتها لاتخاذ اجراءات وقتية وتدابير مستعجلة تلزم إسرائيلبها كما أنه تثبيت لحق جنوب افريقيا بمخاصمة كيان الاحتلال مع أن إسرائيل لم تدفع بعدم الخصومة”.
وأضاف “عقد الاختصاص وإن كان متوقعاً بحد ذاته انتصار وهذا دمغة لإسرائيل طيلة وجودها لأن إسرائيل تقترن الآنبجريمة الإبادة الجماعية وهذا قرار اتخذ من أعلى هيئة قضائية دولية في العالم”.
ولفت الجازي إلى أن المحكمة أشارت لكافة تصريحات الموظفين الأمميين منهم مساعد الأمين العام وغيره منمدراء المنظمات التابعة لها مثل منظمة الصحة العالمية والأوضاع المزرية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزةوقامت اقتباس أقوال مسؤولي الكيان الاسرائيلي من قبل رئيس الكيان المزعوم ووزير حربه ووزير الطاقة ورئيسالوزراء من تحريض على فرض حصار شامل وجاءت هذه التدابير الاجرائية بوقف هذا التحريض على أعمال الإبادة.
ونوه الجازي بأنه “على اسرائيل أيضا أن تقدم تقريرا مفصلا بكافة الاجراءات المتخذة من قبلها خلال شهر”.
ورأى الجازي: من الأمور الإيجابية في القرار أنه اتخذ بالاغلبية حتى القرارات المخالفة، فيما “كان متوقعاً طبعا أنيكون القاضي الإسرائيلي دائماً معارضاً لكافة القرارات إلا قراراً واحداً ربما حتى يظهر إنسانيته ولكن المفاجئ كان قرارالقاضية التي تحمل الجنسية الاوغندية”.
مفصل تاريخي
وأعاد الجازي تأكيده: أعتقد أننا الآن أمام مفصل تاريخي حيث تم دمغ إسرائيل بجرائم الحرب وإن كنا لم نصل إلىالقرار النهائي بإدانتها في القضية الأساسية؛ ولكن هذه الاجراءات عند قراءتها بشكل سياسي أو بشكل قانوني لا يمكنتنفيذ هذه الاجراءات التحفظية والتدابير الوقتية إلا بوقف إطلاق النار”، وهي “خطوة جيدة”، برغم “أن الكل كانيترقب أو يأمل من المحكمة أن تصدر قراراً صريحاً بوقف إطلاق النار وهو الأمر الذي لم يحدث للأسف ولكن هذاالقرار مهد لكثير من الدول أن تنضم لهذه الدعوى أو أن تقوم بعض الدول بإقامة دعاوى جديدة وهذا ما يزيد منالضغط على المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة”.