بسم الله الرحمن الرحيم “رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي” الاهل والعزوة والاحبة على امتداد وطننا العزيز بلغني انكم ترغبون في تنظيم وقفة احتجاجية امام منزلي يوم الأحد المقبل تقديراً وتعاطفا منكم تجاهي إثر استقالتي من الحكومة التي تشرفت بالعمل فيها بكل جد وإخلاص وزيراً للداخلية ، التزاماً بالقسم الدستوري الذي أديته أمام سيدي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ادامه الله ، بعد أن صدرت الارادة الملكية السامية بتشكيلها . إن مواقع الخدمة العامة التي تشرفت بالعمل فيها لسنوات طويلة جاءت في مراحل مهمة وحساسة ومحطات مفصلية من عمر هذا الوطن الأغلى والابهى بشعبه الطيب الوفي وقيادته الحكيمة الملهمة وكنت على الدوام اسُخر امكانياتي وطاقاتي وقدراتي لإنجاز عملي على أكمل وجه بتفانٍ واخلاص ما استطعت الى ذلك سبيلاً ، دون الالتفات لكل العراقيل والعثرات التي تحاول تعطيل مسيرة العمل والبناء، وهذا مايشهد له القاصي والداني، ومنذ اليوم الأول بالحكومة عملت بذات الروح والهمة والنهج الذي اعتدت عليه طيلة خدمتي العامة ولم اتوانى عن أداء الواجب وتقديم كل ما لدي للنهوض بالمهام والمسؤوليات الموكولة ألي بامانة خدمة لوطني ، اما بشأن استقالتي من الحكومة كوزير للداخلية، وما أثير حولها من معلومات وأقاويل تفتقر الى الصحة ، فإنني أوكد لكم أنها كانت بمحض ارادتي وبقناعتي الشخصية ودون أن تمارس عليّ اية ضغوطات من اي جهة كانت وجاءت تحملا للمسؤولية الأدبية والاخلاقية والسياسية وهو سلوك يمثل احتراماً للنفس وترسيخاً للقيم النبيلة، التي يجب أن تسود ، جراء الأحداث المؤسفة وغير المسؤولة التي قام بها البعض في غير منطقة ، بعد نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة. واسمحوا لي ايها الاهل والاحبة أن اقول لكم انه وحفاظا على سلامتكم وصحتكم والتزاماً بالقانون وامتثالاً لاوامر الدفاع التي تحظر التجمعات ، بسبب وباء كورونا الذي ندعو الله أن يعافي بلدنا منه ؛ فإنني اعتذر عن استقبالكم ، مجدداً شكري وتقديري لكل واحد منكم على مشاعركم النبيلة والجياشة التي اظهرتموها تجاهي واحطتموني بها وطوقتم بها عنقي وتعاطفكم الصادق معي ، معاهداً الله العلي القدير أن ابقى ما حييت على ذات النهج الذي نشأت وتربيت عليه جنديا مخلصا للعرش الهاشمي المفدى ولوطننا الغالي والأعز الذي نباهي به الدنيا باسرها ولشعبنا المعطاء الوفي . “وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا” والله من وراء القصد توفيق الحلالمة