لماذا لم يتم تكريم الطبيب الإنساني طبيب الفقراء والمحتاجين إلا بعد موته؟ ولماذا لا نعرف عنه وعن خصاله العظيمة إلا بعد موته؟
أفعال إنسانية على مدى (٤٠) عاماً كان فيها ملجأ للفقراء والمحتاجين… الكشفية بالمجان أو بربع دينار ولم تتجاوز الدينارين، وأدويته أيضا بالمجان للمحتاجين..
كم آلمني أنني لم أسمع كغالبية الأردنين بالدكتور رضوان إلا بعد وفاته رغم أنه قد شيع جثمانه من قبل الآلاف من أهالي اربد والذي اعتبره الغالبية بأنها زفة وفاء منهم. وأرى بأنه كان الأوجب على هولاء تكريمه في حياته بالكتابة عنه وعن حياته وبيان محاسنه وبراعته وإنسانيته وقوميته خاصة الذين ساعدهم ووقف إلى جانبهم ليتصدر صفحات التواصل الاجتماعي في حياته إنصافا له؛ وليكون دافعا ويستفيد الجميع من عطائه، ومن ثم ليكون قدوة وأُسوةً لغيره من الأطباء.. وكي تكون رسالة للأطباء الذين تتراوح كشفياتهم ما بين (٣٠- ١٥٠) دينار مستغلين آلام وأوجاع المرضى المبتلين.
كان الأوجب على الكتاب كتابة مقالات عنه، وكان على الصحافة إجراء مقابلات معه وكتابة تقارير عنه، كان الأوجب على الدولة منحه وسامًا، كان يستحق أن يكون عضوًا في مجلس الاعيان، وأن يسمى شارع باسمه كما فعلت بلدية اربد بعد وفاته،كان الأوجب لو انتخبه أهالي اربد ليصبح نائبا لنرى تشكيلة جديدة غير ذات مصالح شخصية في مجلس النواب.
فالتكريم يكون أثناء حياة المبدعين ، ويتم تكريمهم كلما أنجزوا أو قدموا أعمالا مهمة، فتكريم المبدعين أثناء حياتهم باق بعد مماتهم، أما تكريمه بعد الممات فهو ليس بحاجته ولا يستفيد منه وإن استفاد آخرون.
وصدق الشاعر عبيد الأبرص حين قال:
لأعرفنك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زودتني زادي.
ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي :
الناس صنفان: موتى في حياتهم وآخرون بباطن الأرض أحياء.
ورغم ذلك سيظل الدكتور رضوان السعد رحمه الله حيًّا في الأذهان بعلمه وأفعاله الإنسانية. ودعواتنا له أن يجعله الله مع الذين ورد ذكرهم في الآية(١٠٠) من سورة التوبة “والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم”
حقًّا، لقد أتعبت الأطباء من بعدك أيها الإنسان الرضيّ السعيد بإذن الله عند الرحيم عزوجل…
2 تعليقات
الصحفي علي عزبي فريحات
سلمت يداك ..مقال رائع وعنوانه مهم
اختي العزيزة معروف انه دائما يتم الكتابة عن شخصيات ورموز ومشاهير من اصحاب النفوذ ودائما لا يكتب عن اصحاب العقول النيرة و اصحاب المبادرات الانسانية ..فالدكتور رضوان السعد يكفيه الاجر و الثواب عند رب العالمين ..اللهم اغفر له وارحمه واجعل عمله في ميزان حسناته .
د. عطالله ابو لطيفة
حسبه أن الله على كل شيء شهيد، وأنه يجزي كل من أحسن عملا وهو ولي الصالحين، منذ متى تتحقق العدالة في الأرض وعند بني البشر يا حضرة البروفيسورة….شكرا على مشاعرك الراقية .