كتب: الدكتور تحسين شرادقة
يحتفل الأردنيون في يومي التاسع والعاشر من حزيران من كل عامبمناسبات وطنية عظيمة وهي الجلوس الملكي و يوم الجيش، وذكرى الثورة العربية الكبرى حيث يستذكرون من خلالها البطولات والتضحيات الجسام التي قدمها الجيش العربي المصطفوي التي قادها الهاشميون أبناء هذه الأمة في أعظم ثورة شهدتها الأمة العربية في تاريخها الحديثفكانت هذه الثورة البداية الأولى لنهضة الأمة ووحدتها والخطوة الأولى على طريق تحررها.
وفي هذه المناسبات الوطنية يستلهم الأردنييون العزيمة والإرادة في المضي قدماً بمسيرة البناء والعطاء تلك التي بدأت منذ التفاف أحرار العرب حول راية الشريف الحسين بن علي.
إن جلوس جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني على العرش السامي الرابع و العشرين يجسد التطلعات الهاشمية والامتداد الأصيل لبني هاشم هؤلاء الرجال الغر الميامين ضمير الأمة ومبعث عزها وفخارها ومحط أنظارها وآمالها الطموحة.
و تتعدد طرق الاحتفالات الأردنييون بعيد الجيش الاردني و الثورة العربية الكبرى فخرا و تقديرا لما قدمه الجيش الأردني من تضحيات و بطولات للحفاظ على أمن الوطن و سلامته.
حيث تعد الثورة العربية الكبرى من أعظم الثورات التي شهدتها الأمة العربية في تاريخها الحديث، حيث كانت هذه الثورة البداية الأولى لنهضة الأمة ووحدتها والخطوة الأولى على طريق تحررها حيث انطلقت الثورة من مدينة مكّة المكرمة عام 1916م بقيادة الشريف الحسين بن علي الذي حرص على تحرير كافَّة أراضي بلاد الشام والحجاز بعدما كانت تحت سيطرة الدولة العثمانيّة.
وكانت مساهمة الجيش العربي ركناً أساسيا من أركان الدولة الأردنية، في تطور الدولة وتحديثها على المستويات كافة وكان ينمو مع نمو الدولة ويتطور بفضل الرعاية الهاشمية المتواصلة منذ عهد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين الذي أراد له أن يكون جيشاً عربياً مقداماً يحمل راية الثورة العربية التي استمدت ألوانها من رايات الأمويين والعباسيين والفاطميين.
ومن ثم أكمل بنو هاشم مسيرة بناء هذا الجيش منذ عهد جلالة المغفور له بإذن الله الملك طلال بن عبدالله وجلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال وصولاً إلى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه الذي أكمل المسيرة ووصل بالأردن وجيشه المغوار إلى مراتب التميز وهو يكمل هذه الأيام مسيرة خير مباركة استمرت مكللة بالعطاء والانجاز والصبر والتحدي وكان الإنسان الأردني محورها والعمود الفقري لكيان هذا الوطن العزيز بأهله وقيادته ومؤسساته.
لقد وقف الهاشميون على مدى التاريخ في وجه كل الأخطار والمحن التي توالت على الأمة, وفاءً لواجباتهم ومسؤولياتهم التاريخية, وقادوا أبناء العروبة في أعظم ثورة شهدتها الأمة العربية في تاريخها الحديث.
وندعو الله العزيز القدير أن يحفظ الوطن وقائده وشعبه، وأن يديم نعمة الأمن والأمان، وأن يبقى الأردن الأغلى والأجمل، وسنبقى نحن في القوات المسلحة الأردنية الأوفياء لله والوطن والقائد ما حيينا، نحمل البندقية بيد ونبني ونُعلٍّم بيد، وبعيوننا نخدم أبناءنا وشيوخنا وأمهاتنا الأردنيات, وشبابنا، لنبقى صخرة تتحطم عليها آمال المخربين والمندسين من أعدائنا.