الرئيس التركي يبرئ القيادة السعودية من دم الخاشقجي .. ويترك حلفاءه في تيه !
لم يفرط الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بعلاقته المصلحية مع واشنطن والرياض ورتب اموره على اكمل وجه منذ اعلانه عن حديث الثلاثاء الشفاف الذي كشف فيه المكشوف وردد ما جاء في بيانات السعودية مع اعطائه عنوانا لوسائل الاعلام المتحمسة للانقضاض على الرياض بأن اقترح محاكمة المتورطين في انقرة وليس في العاصمة السعودية وماشابه ذلك من عناوين عامة ..
حقيقة الامر ان العارف ببراغماتية اردوغان يجب ان لا يتفاجأ بخطاب الرئيس التركي الذي برأ القيادة السعودية من وزر الجريمة التي وقعت في القنصلية السعودية على ايدي فريق اجتهد لوحده دون العودة لرئيسة وبتحقيق مسبق .. وابقى الباب مفتوحا لدرجة معقولة بشأن التساؤل عن الموظف المحلي (التركي) والجثة المفقودة مشددا بذات الوقت على مصداقية الملك سلمان وحكمته مايعني ان اردوغان وخادم الحرمين يتخذان موقفا موحدا تجاه الجريمة التي ارتكبها بقرار فردي فريق متهور وليس كما يذهب البعض ..
براغماتية الرئيس يجب ان تدرس في الجامعات فالرجل لعب في العالم ثلاثة اسابيع ليخرج محققا مكاسب ضخمة لبلده والحقيقة انه يحترم على هذا فقد كان لاعبا جيدا بالكلمات وبرز كرجل الدولة الاول وسط تصفيق حار من مؤيديه وسرد ما كان قيل من ذي قبل ليكسب اضاعة الوقت في الكشف عن حيثيات القضية اي انه كان يخض الماء ففسر الماء بعد الجهد بالماء ..
اردوغان اعطى الرياض طوق نجاة وصب الماء في وجوه حلفائه حينما ارسل عشرات الرسائل اليهم خلال الخطبة الصفعة .. ولعله تركه لهم التسلي بعنوان اين جثة المقتول ؟ الجريمة جرت بتخطيط ؟ وما الى ذلك من عناوين فضفاضة جعلت من حلفائة لو لم يظهر ويتحدث وبقي الامر على ماهو الامر الذي ترفضه واشنطن وهي ترسل رئيسة المخابرات ووزير الخزانة اي رئيس بيت مال الامريكيين الى انقرة ناهيكم عن الاتصالات الهاتفية التي تلقاها من حاكم العالم ترامب.
اشفقا على حلفاء الرئيس طيب وهم يبحثون بين كلمات الخطاب على جملة تشفي غليلهم وتؤكد تورط الملك او الامير شخصيا في الجريمة الا ان اردوغان برأ القيادة السعودية منها لابل وصف نظيره بصاحب المصداقية العالية ..