كتب :مروان الرواشده -ملتقى المتقاعدين العسكريين/ جرش
يصادف اليوم الاول من اذار ٢٠٢٤ الذكرى الثامنه والستين لتعريب قيادة الجيش العربي الاردني من القيادات البريطانية انذاك وعلى رأسهم كلوب باشا ، حيث كان هذا القرار من اهم واصعب القرارات التي اتخذها المغفور له باذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، فكانت رؤيته الثاقبه والمستقبليه للجيش الاردني انه لن يتطور ولن يتقدم طالما ان قياداته من غير ابناءه.
فكان قرارا مفصليا في عمر الدولة الاردنية رغم الصعوبات والضغوطات التي واجهها المغفور له باذن الله من القيادات البريطانيه وعلى رأسهم كلوب باشا بالاضافة الى الحكومه البريطانيه ، فرغم صغر سنه وانه لم يمض على توليه السلطات الدستوريه اكثر من ثلاث سنوات استطاع جلالته بحكمته وشجاعته اعادة ترتيب البيت الاردني وعرف من البداية ان الجيش هو اساس الدولة وسر قوتها .
ففي كتابه مهنتي كملك قال رحمه الله “” ولما كنت خادماً للشعب فقد كان علي أن أعطي الأردنيين مزيداً من المسؤوليات، وكان واجبي أيضاً أن أقوي ثقتهم بأنفسهم وأن أرسخ في أذهانهم روح الكرامة والكبرياء القومي لتعزز قناعتهم بمستقبل الأردن وبدوره إزاء الوطن العربي الكبير، فالظروف والشروط كانت ملائمة لإعطائهم مكاناً أكثر أهمية في تدبير وإدارة شؤون بلادهم لا سيما الجيش، ولكن على الرغم من أن كلوب كان قائداً عاماً للجيش فلم يكن بمقدوره أن ينسى إخلاصه وولاءه لانجلترا وهذا يفسر سيطرة لندن فيما يختص بشؤوننا العسكرية، وقد طلبت مراراً من الانجليز أن يدربوا مزيداً من الضباط الأردنيين القادرين على الارتقاء إلى الرتب العليا وكان البريطانيون يتجاهلون مطالبي””
ومنذ تلك اللحظه لم يتوانى الحسين طيب الله ثراه عن اعداد الضباط الاكفاء والمؤهلين للمضي قدما بهذا الجيش العربي المصطفوي ، وامداده بكل الاسلحه والمعدات التي يواكب بها الجيوش المتقدمه .
وها نحن اليوم نرى نتائج هذا القرار على ارض الواقع في ظل القيادة الهاشمية ، فبعد ثمانية وستين عاما اصبح الجيش العربي مثالا يحتذى في التقدم والتسليح واعداد القيادات على مستوى المنطقة والاقليم وحتى العالم.
حمى الله الوطن وقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية ، وليبقى الجيش العربي سياجا منيعا في وجه كل طامع وحاسد ، وادام الله القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنيه عبدالله الثاني بن الحسين المعظم وولي عهده الأمين.