كتبت :حمدة الزعبي
موضوع الطفل المغربي”ريان” والذي يتابع الآن على معظم المحطات العربية وربما الأجنبية! طفل سقط سهوًا، في بئر على عمق كبيرة، وتشبث في وسط المسافة.
ويقوم الاعلام ، منذ الحادثة العادية” ويتكرر مثلها كثيرًا من الحوادث، بالتركيز وتسليط الضوء عليها وجلب الانتباه اليها ..فكل دقيقة تتغير الأخبار فنسمع: على بعد أمتار ومنها على بعد 4 أمتار ومنها على بعد مترين وهكذا دواليك، ناهيك عن ادوات الحفر الضخمة والأساليب المختلفة، والمتابعات الكبيرة والجوقة الغريبة المرافقة لهذا الحدث إلى التبرعات بملايين الأموال للطفل!
ولا نختلف، على أن الحادث انساني، من ناحية محاولة اسعاف وانقاذ الطفل ريان، الذي كان مصيره السقوط والمعاناة ..لكن الغريب هذا الاهتمام الكبير وصرف المبالغ الكبيرة والمكلفة لنقل عمليات الانقاذ بالبث المباشر لذلك.
ألا يوجد عندنا قتل وذبح وتشريد لأطفال فلسطين واليمن والعراق وسوريا؟! قما معنى التركيز على هذه الحادثة ..هذا هو الاعلام الأصفر الذي يهتم بحدث بسيط، رغبة منه للاثارة وجذب الاهتمام والهاء الناس عن شيئ ما في نفس يعقوب!
إعلام مبني على أساس مصلحة خاصة ويهوّل الأمر البسيط فيجعله عظيما، وحدثًا انسانيًا كبيرًا ! يا للعجب! ويصرف ملايين الأموال من أجل تصدر الأخبار والمتابعات وكأن زلازالا ما وقع.
فأين انسانية هذا الاعلام عن مجازر العدو ال ص ه يو ني ومعاونيه في فلسطيننا الحبيبة، وفي اليمن الشقيق، وفي العراق الحبيب، وفي سوريا العز، وكل دولنا التي حكم عليها الاستعمار الأجنبي – الرأسمال العالمي- المتنفذ، بالسيطرة والتشتييت، إن قاومت وأبدت تمسكها بأوطانها وشعوبها؟!
إنه إعلام ” أصفر” يتحرك وفق أوامر وأهواء وخطط مرسومة ومقصودة.