كتبت : الصحفية يسرى أبو عنيز حلاوة .. هذه القرية الوادعة في الشمال الأردني..والتي لها من اسمها نصيب، وذلك لوجود كروم العنب والتين في أراضيها الشفا غورية، اضافة لوجود مساحات واسعة من أراضيها مزروعة بأشجار الصبر، كما يقوم عدد كبير من سكانها بتربية النحل، وبيع العسل ليكون مصدراً من مصادر الدخل بالنسبة لهم.
ومن هنا جاء إسم هذه القرية كما هو معروف إن موقعها القريب من مناطق الأغوار الشمالية مثل المشارع، والكريمة في محافظة إربد، وقربها أيضاً من مناطق أخرى في المحافظة مثل جديتا وكفر ابيل، رغم أنها تتبع إداريا لبلدية الشفا في محافظة عجلون، جعلها منطقة شفا غورية، ولعل هذا الأمر ينعكس أحياناً على مناخها حيث إرتفاع درجات الحرارة في الصيف.
هذه القرية الجميلة، في محافظة عجلون، وهي كباقي القرى في هذه المحافظة، تمتاز بجمال طبيعتها، وخاصة في فصلي الربيع والشتاء، أما في فصلي الصيف، والخريف فهي من القرى المنتجة كباقي الفصول وخاصة للزيتون والزيت بل إنها مصدراً له، وكذلك للكثير من المنتجات الزراعية التي يقوم سكانها بزراعتها سواء من الأشجار المثمرة،او من المزروعات الأخرى، وذلك على مدار العام.
وقرية حلاوة، والتي تغذي معظم مناطق محافظة عجلون بالمياه، لوجود نبع زقيق بالقرب منها، أصبحت بحكم حالتي الاجتماعية الحالية مسقطا لرأسي وعائلتي الصغيرة، بعد أن تركت مسقط رأسي الأصلي، وذلك المكان الذي ترعرت فيه، وعائلتي الكبيرة في شفا بدران الحبيبة في العاصمة عمان.
هذه القرية الوادعة، ورغم ما تعانيه من إهمال واضح في بعض الخدمات، إضافة للتهميش المقصود، وغير المقصود في كثير من الأمور، وكذلك في الخدمات أسوة بباقي مناطق المملكة، إلا أن بذرة الخير لا زالت موجودة، كذلك التكافل الإجتماعي لدى الغالبية العظمى من سكانها ولله الحمد.
هذا التكافل، بدا واضحاً خلال أيام الحظر التي عشناها مع بداية إنتشار فيروس كورونا في المملكة في شهر آذار الماضي، ولتتجلى أبهى صوره في هذه القرية من خلال توزيع الخبز والمعجنات، والحلويات،وكذلك طرود الخير من أهل الخير، من أصحاب المحلات التجارية في القرية، ومن المواطنين العاديين، وتوزيع مبالغ مالية بسيطة على المحتاجين، وأحيانا على غير المحتاجين من الجيران، وخاصة عند صناعة الخبز، والحلويات.
ولتثبت مدننا وكذلك قرانا، وأريافنا الأردنية على امتداد الوطن ،ورغم كل ما مرينا به، ونمر به حتى اليوم أننا لا زلنا بخير، وبحمد الله، لكوننا تربينا، وترعرعنا على هذا الأمر، منذ نعومة أظفارنا