كتب: الصحفي علي عزبي فريحات نص المحاضرة التي قدمها الزميل الصحفي علي عزبي فريحات /المدرب المعتمد لدى مركز زها الثقافي في مجال الصحافة والاعلام عبر تقنيات الاتصال عن بعد : إن دور الإعلام البيئي لا يقتصر على نقل الأخبار البيئية والتعريف بها أو بسرد المعلومات والتوجيهات البيئية للحفاظ على المجال البيئي كذلك الاهتمام بقضايا البيئة وحمايتها بصفة دورية ومستمرة وعلى مدار السنة . ومن هنا جاء الاهتمام بالإعلام البيئي كونه ممارسة فعالة وبناءة لأصحاب القرار ودفعهم إلى إدراج البعد البيئي في جميع المخططات التنموية لان الإعلام البيئي بمفهومه الحديث إعلام تنموي وهو شريك أساسي في تحقيق التنمية من خلال مساهمته في وضع وتنفيذ وتقييم السياسات العمومية في مجال التنمية المستدامة. كما يعتبر الاعلام البيئي يعتبر اساسا في تحفيز الجمهور للمشاركة الفعالة في رعاية البيئة وهذا يكون من خلال دفع الناس الى العمل الشخصي وتشجيعهم على الحوار وايصال ارائهم الى المسؤولين و يدفع الجمهور إلى الانخراط في عملية التخطيط واتخاذ القرار وإن مشاركة الجمهور في الحوار البيئي تؤدي إلى تعميم الوعي البيئي للحفاظ على موارد الطبيعة كما تعطي المسؤولين صورة واضحة عن اهتمامات الرأي العام. الإعلام البيئي يسعى إلى تنمية القدرات البيئية وحمايتها بما يتحقق معه تكيف وظيفي سليم اجتماعياً وحيوياً للمواطنين ينتج عنه ترشيد السلوك البيئي في تعامل الإنسان مع محيطه وتحضيره للمشاركة بمشروعات حماية البيئة والمحافظة على الموارد البيئية بالاضافة الى تنمية الوعي والمسؤولية البيئية لدى الجمهور والمسؤولين وتوجيه سلوكهم وأنشطتهم للوصول إلى حال من الوعي الكامل بالقضايا البيئية ما يؤدي إلى تغيير في نمط حياة المجتمع وسلوكياته الضارة بالبيئة والطبيعة . الإعلام البيئي كتخصص وكمجال إعلامي استراتيجي ما زال يعاني من غياب استراتيجية إعلامية بيئية وما زال اعلام مناسبات يبرز عند ظهور المشاكل والأزمات البيئية وخلال المناسبات كالاحتفال باليوم الوطني او اليوم العالمي للبيئة ثم يختفي لذلك تستدعي الحاجة الى وجود اعلام بيئي متخصص يركز ويسلط الضوء على الرسالة الاعلامية التي تختص بالقضايا والمشاكل البيئية والانجازات التي تحققت على المستويين المحلي والدولي في مجال حماية البيئة . إن تبني القضية البيئية التنموية في المؤسسات الإعلامية تأتي في العادة من قناعات صانعي ومتخذي القرار المبنية أساساً على التوعية البيئية السليمة وبعد النظر والإدراك بالمسؤولية الاجتماعية والوطنية وتراعي متطلبات التنمية المستدامة كرسالة إعلامية واجبة تقتضيها المصلحة العامة كأحد أهم ركائز الإعلام البيئي التنموي. الاعلام البيئي له دور كذلك على مستوى التشريع والقوانين سواء محليا او دوليا في اطار المنظمات المختصة لمعالجة القضايا البيئية التي تتطلب مسؤولية ومهمة السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وكذلك مهمة ومسؤولية المنظمات الدولية. ان المؤسسات والجمعيات و الهيئات التطوعية يقع على عاتقها ابراز دور الاعلام البيئي حيث كان لجمعية البيئة الاردنية دور واضح للعيان في هذا المجال حيث تعقد في قاعة مركز التدريب وبناء القدرات التابع لها دورات في مجال الاعلام البيئي بهدف تحفيز المشاركة الفاعلة في رعاية البيئة وهذا يكون من خلال دفع الناس الى العمل الشخصي وتشجيعهم على الحوار وايصال ارائهم الى المسؤولين والانخراط في عملية التخطيط واتخاذ القرار وإن مشاركة الجمهور في الحوار البيئي تؤدي إلى تعميم الوعي البيئي للحفاظ على موارد الطبيعة كما تعطي المسؤولين صورة واضحة عن اهتمامات الرأي العام. كما ان الاستراتيجية الاعلامية للجمعية تشتمل على عدة محاور أهمها نشر الوعي والثقافة البيئية و احترام قوانين وتشريعات البيئة مع مراكز الشباب والجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية من اجل رفع الشعور بالانتماء إلى الوطن . لذلك يعتبر التنسيق والتشبيك ما بين مختلف المؤسسات المعنية بالبيئة والعمل على تكامل الانشطة والمهام ضرورة ملحة من اجل توعية بيئية فعالة لان الاعلام البيئي مسؤولية الجميع وليس مسؤولية الاعلام فقط من اجل نشر التوعية والثقافة البيئية بأسلوب وبلغة وبتقنيات تكون سلسة بسيطة ومفهومة وجاذبة للاجيال المستقبيلة .