انجاز- كتب:الصحفي علي فريحات
عندما ينطق الانسان بكلمة “حق ” يتوجب احترامه لان اسلوب المكاشفة والصراحة في هذا الزمن مطلوب من اجل تلافي الاخطاء التي تؤثر سلبا على مجتمعنا وتعيق عملية الاصلاح التي تساهم في تنمية الوطن لانها شرف وامانة مقدسة .
مصالح الوطن العليا تحتاج الى عمل وانجاز وضمير لتحمل المسؤولية بعيدا كل البعد عن لغة المصالح الضيقة .
هناك محاولات كثيرة من بعض المسؤولين للظهور امام الكاميرات للتصريح عن الانجازات لوسائل الاعلام رغم ان هناك اوجه للتقصير والخلل واخفاء المشاكل التي تواجه العمل بهدف عدم كشف الحقائق في سوء الخدمات المقدمة وخصوصا في الوزارات الخدمية التي تظهر فيها سوء الخدمات الضرورية والملحة ومنها البنية التحتية وتردي الخدمات الصحية والتربوية وعدم توفير المشاريع التنموية التي تحد من الفقر والبطالة وخصوصا بين الخريجين في المحافظات والاطراف .
وهناك بعض الوزارات والدوائر فيها ترهل واضح مما يعيق انجاز الكثير من الملفات والمراجعات التي تخص اتمام معاملات المواطنين لان هناك عدم رقابة على اداء الموظف الذي يحتاج الى متابعة وتقييم .
ليكن حديث النشمية الكركية “هبة الله الشمايلة” التي عرضت أمام جلالة الملك الحقائق من خلال تركيزها على المشاكل بكلمات صادقة وعفوية نابعة من القلب نموذجا لإيصال الرسالة بكل أمانة ومسؤولية بعيدا عن التصنع حيث قالت ” ان الوضع ليس تمام “على عكس المسؤولين والوجهاء الذين يخفون الحقيقة ويكتفون بقول ” كله تمام “.
ان الهدف من اللقاءات والزيارات التركيز على طرح الهموم والقضايا والوقوف على الاحتياجات والمعيقات على ارض الواقع ليتم وضعها على سلم الاولويات لمعالجتها لكن لم يتم بحث مثل هذه المواضيع لان هناك عدد من المواطنين لا يواجهون مثل هذه القضايا بل يتلقون كلمات الشكر والثناء بل ان هناك اصرار على عبارة ” ان كل شي تمام ما فيه مشاكل “استرضاء للمسؤول وتحسبا من كشف المستور .
ويتحدث عدد الوجهاء من خلال اللقاءات والزيارات امام المسؤولين عن كثير من الامور التي تكون عكس الواقع بل لا يتطرقون الى الحقائق ويتعمدون اخفائها من اجل التملق والحفاظ على مكانتهم و استرضاء لمن هم اعلى منهم درجة على حساب ناسهم واهلهم الامر الذي يؤكد ان هذه القيادات اصبحت عاجزة وليست محل ثقة .
هناك عدد من المسؤولين عند تقاعدهم يتحولون الى معارضين رغم انهم كانوا يتحدثون عن الانجازات لان هذه الفئة تلهث وراء المصالح والأجندات الخاصة واستثمار أوقاتهم لمناطقهم على حساب مصالح الوطن وهذا يؤكد عدم الانتماء للوطن حيث أصبحت المشاهدات كثيرة لمثل هذه الممارسات والمبنية على لغة المصالح الضيقة التي لا تخدم الوطن إنما تخدم مكاسبهم فقط .
الاصلاح يحتاج الى مصارحة ومكاشفة لمعالجة المشاكل الداخلية والاقليمية لان الوطن يمر بظروف صعبة تستدعي منا جميعا التكاتف والوقوف صفا واحدا لمحاربة التسريبات والشائعات التي تحاول المساس بامنه واستقراره .
لاننكر الانجازات والمكتسبات التي تحققت لكن هناك تقصير كبير من بعض الوزارات وهناك مسؤولين يعطلون المشاريع دون اي تبرير لذلك يجب ان تستغل اللقاءات وبرامج الزيارات لنقل المشاكل والهموم وخصوصا الزيارات الملكية التي تحتاج الى ايصال الرسالة الصادقة حتى يتم البناء عليها لتفادي الاخطاء ومعالجتها لتصل الحقيقة ويكون درسا لكل مسؤول مقصر بواجباته اتجاه أبناء وطنه .
لذلك تأتي أهمية الزيارات المفاجئة التي تكشف الخلل على عكس الزيارات المبرمجة والتي يتم وضع برامجها من اجل تسليط الضوء على الانجازات بينما تترك معاناة المواطنين ويتم وضعهاعلى الرف من اجل اخفاء السلبيات والتركيز على الايجابيات وخصوصا فيما يتعلق بادامة النظافة وتاهيل وتعبيد الطرق وغيرها من المطالب المتكررة للمواطنين والتي في كثير منها تكون لسنوات عديدة .
إن الجولات الميدانية يجب ان تستهدف بالأساس إحداث التغييرات والتطورات و تلبية احتياجات المواطنين على حد سواء بالوصول إلى مستوى متميز من النوعية والجودة في العمل لأن النهوض بالإنسان وتوفير احتياجاته الأساسية يدفعه إلى العمل والإنجاز وهذا الأمر ينعكس إيجاباً على المجتمع بأكمله ويسهم في دفع مسيرة التنمية والتطور.
لذلك نؤكد ان الوطن بحاجة الى الشرفاء الذين يعكسون المرآه الحقيقية للعمل المشرق الذي يتميز بالمصداقية بالتعامل مع الذات قبل الغير .
حمى الله الاردن في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه .