الشرمان:انخفاض كبير في عدد الحرائق
تحسم لغة الأرقام عادة أي خلاف أو جدل حول حجم أو نسب وقوع الحدث أو الظاهرة ومدى ارتفاعها أو انخفاضها، إذ كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن ارتفاع نسب حرائق الغابات الحرجية التي يكون سببها غالباً تصرفات بشرية غير منضبطة، نتيجة إهمال الأفراد واتباعهم سلوكيات تعالت الأصوات غيرة بضرورة تلافيها والابتعاد عنها.
الحديث عن ارتفاع نسب الحرائق في الآونة الأخيرة رغم وقوعها لا يمت للحقيقة بصلة في ظل الأرقام الصادرة عن مديرية الحراج التابعة لوزارة الزراعة والتي تؤشر إلى انخفاض عدد الحرائق على مستوى المملكة من عام لآخر، إذ بلغ عدد الحرائق عام 2016 حوالي 43 حريقاً لمساحة الف و 509 دونمات، مع إلحاق الضرر بـ 836 شجرة، فيما بلغ عدد الحرائق العام الماضي 30 حريقاً لمساحة 489 دونماً، مع إلحاق الضرر بـ 464 شجرة، أما العام الحالي حتى حينه بلغ عدد الحرائق 6، لمساحة 72 دونماً مع إلحاق الضرر بـ 30 شجرة.
وبحسب أرقام مديرية الحراج، فإن الأراضي المسجلة من حراج ومراع تبلغ مليونا و 496 ألف دونم، أما الأراضي المسجلة حراج حسب آخر إحصائية عام 2017 لقسم الأراضي والمساحة فبلغت 1077350 دونماً.
مدير مديرية الحراج محمد الشرمان أن هناك انخفاضاً كبيراً في عدد الحرائق للعامين 2017، 2018 مقارنة بالأعوام السابقة – بدلالة الأرقام آنفة الذكر- وبفضل الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الزراعة، كما أن هناك مشاريع تحريج قيد الإنفاذ في أماكن عدة على مستوى المملكة.
وأشار الشرمان في هذا الصدد، إلى أن مساحة الغابات الطبيعية في المملكة تبلغ 400 ألف دونم، أما مساحة الغابات الصناعية 480 ألف دونم، فيما تبلغ مساحة الأراضي الجرداء 252 ألف دونم، منها 125 ألف دونم صالحة للزراعة، و 127 ألف دونم غير صالحة للزراعة.
وتعزيزاً للإجراءات الحكومية لحماية الثروة الوطنية شرعت وزارة الزراعة مع بداية الشهر الحالي بتفعيل آلية رصد أرقام السيارات وتسجيل أسماء المتنزهين في مختلف الحدائق والغابات القائمة على مستوى المملكة لمتابعة سلوكهم وضبط المخالف منهم.
وتهدف عملية الرصد إلى تحديد ومحاسبة الإهمال المتعمد وذلك عبر التعليمات الخاصة بحماية الغابة، ليصار إلى تحويل المهملين إلى القضاء كونهم أضروا بالغابات التي تعد أملاكاً عامة.
كما ستعمد الوزارة إلى تفعيل منظومة جديدة تسمى «أصدقاء الغابة « تقوم على دمج السكان المجاورين للغابة من خلال تحقيق الاستفادة لهم من تلك الغابات، لينعكس ذلك الأثر على السكان، وعلى نحو يفضي إلى تعزيز الشعور والمسؤولية في المحافظة على الغابات المجاورة أو المحيطة بهم.
ولابد من الإشارة إلى أن غالبية التصرفات التي تسهم في اندلاع الحرائق بالإضافة إلى الظروف والعوامل الطبيعية التي تعد خارج نطاق السيطرة البشرية، تتجلى برمي أعقاب السجائر من المركبات على جوانب الطرق، وقيام البعض بحرق مخلفات المزارع القريبة من الغابات، وكذلك ترك النيران مشتعلة في الغابات بعد التنزه واللامبالاة في إطفائها، ما يؤدي إلى إتلاف مساحات واسعة من الدونمات في بعض الأحيان، كان آخرها غابات برقش بسبب إهمال المتنزهين وإبقاء النار مشتعلة بعد مغادرتهم، ليأتي الحريق على 70 دونما، وكذلك الغابات الحرجية في منطقة راجب في محافظة جرش، ناهيك عن الحريق الذي امتد من الأراضي المحتلة إلى الأراضي الأردنية بالشونة الشمالية