الشلول .. حكاية عطاء
مأدبا-وكالة إنجاز الإخبارية-محمود الرضاونه
ما زالت حكايات العطاء في الوطن مستمرة بفعل إياد بيضاء اعتادت على تقديم العون والمساعدة دون مقابل الأجر إلا من رب العالمين .
وعندما يمتزج العطاء بالإنسانية تتشكل حالة فريدة تحتاج من الجميع تسليط الضوء عليها لابرازها وتقديرها لتكون مثالا ونموذجا يحتذى به في مجالات الأعمال التطوعية.
حكايتنا هذه المرة بطلها الدكتور جمال الشلول رئيس قسم المسالك في مستشفى الأمير حمزة والذي خدم في محافظة مأدبا لعدة سنوات وارتبط بأهلها وكانت المحبة والعطاء والتقدير عنوان أواصر ارتباطه بالمكان واهله.
وشاءت الاقدار ان ينتقل الشلول من المحافظة الى مستشفى الأمير حمزة الا انه قرر على جعل يوم السبت من كل اسبوع لاهالي المحافظة ، ولمدة أربع سنوات ، يعالج ويقدم استشاراته ويجري العمليات دون مقابل او أجر من وزارة الصحة فعشرات المرضى كانوا يراجعون عيادة الدكتور الشلول الاسبوعية اضافة الى اجراء عمليات جراحية تتعدى الثماني عمليات أسبوعيا.
آثر الشلول بيوم اجازاته الحضور إلى مأدبا التي عشقها وأحب اهلها لتقديم الخدمات الطبية دون كلل او انقطاع إلى أن تم الغاء دوام يوم السبت من قبل الوزاره فلم يتوقف ولا زال يقدم المساعدات من موقعه الجديد بكافة أشكالها وبكل الإمكانيات المتاحة لكل الحالات التي تزوره من المحافظة ومن كافة أرجاء الوطن.
حالة الشلول تؤكد بأن أبناء الوطن فيهم الكثيرون من يؤمن بأن معنى الولاء يكمن بما تقدمه للمجتمع وليس بالشعارات والعبارات فجسد على ارض الواقع مثالا راقيا وأكد بان مهنة الطب طابعها إنساني بحت ولا تدخل بها حسابات الربح والخسارة.
وبدورهم أهالي مأدبا عبروا أكثر من مرة عن شكرهم وامتنانهم للشلول وقامت العديد من الجهات بتكريمه تعبيرا عن تقديرهم ومحبتهم له ، مؤكدين بأن امثاله يستحق التكريم والثناء لتستمر مسيرة العطاء والانتماء الحقيقي.