الشيخ / راشد الخزاعي .. وطنيٌ وعروبيٌ.. واعٍ
ناطق نيوز بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
(( الجزء الأول ٣/١ ))
وطني فخور برجالاته الوطنيون القوميون الأحرار الشرفاء . كُل المدن والبلدات والقرى ، وكل ذرة من تراب وطني رواها وسقاها الأحرار بدمائهم الزكية الطاهرة . دحنون بلادي إكتسب حُمرته الجميلة من دماء أحرار وطني . الذين لم يَبخلوا يوماً ، ولم يترددوا عن خَوضِ نِزالٍ ، او إقدامٍ للقصاص من كل معتدٍ أثيم حاول إحتلال وطني والفتك به وبناسهِ الأحرار الشرفاء . الأردنيون الأوائل لهم مواقف وبطولات عزّ نظيرها . لا يلَتفِتون لما يُقدِّمون وهم يَفتدون وطنهم بسخاء في العطاء وتميز في التضحية .
كُل ما ذُكِر أعلاه ليس أكثر من توصيف بسيط لعطاء رجالات وطني الشجعان البواسل . ومع كل ذلك يتم إغفال وتهميش تاريخهم المُشرِّف . لعنة الله على كل خسيس خوّار جبان يُنفِّذ أجندات الغرباء الطارئين في تجاهل رجالات الأردن الأوائل الأحرار . ضمن سلسلة مقالاتي المتواضعة عن الأحرار الأوائل ، أتشرف بالحديث عن أحد أسود الأردن الأحرار الأمير الشيخ / راشد الخزاعي الفريحات .
هو الأمير الشيخ / راشد إبن الأمير خزاعي بن ضرغام بن فياض بن الأمير مصطفى بن سليم ( سلامه ) الفريحات ، من أُمراء ومشايخ قبيلة الفريحات ، وهي من قبائل بلاد الشام . ولد الشيخ / راشد الخزاعي وتوفي في بلدة كفرنجة / جبل عجلون ، عام ١٨٥٠ ، وتوفي عام ١٩٥٧ . هو شيخ قبلي ، يُعد من بين حُماة حرية الأديان ، والرواد الأوائل لمبدأ حوار الحضارات ، وأسهم في تأسيس العديد من الحركات القومية في العالمين العربي والإسلامي . ينتمي الشيخ / راشد الخزاعي الى قبيلة الفريحات ، وهذه القبيلة الأصيلة العريقة ضاربة جذورها في بلاد الشام . خَرج هذا الأمير سليل الحسب والنسب والشِيخة الى فضاء هذه الدنيا ، وهو يحمل إرثاً عشائرياً وقيادياً كبيراً توارثه عن أجداده من أمراء قبيلة الفريحات ، الذين حكموا جبل عجلون منذ مئات السنين ، إبان فترة الإستعمار العثماني لمنطقة بلاد الشام ، الأمر الذي جعله يحتل مكانة متميزة وأصبح من أهم شيوخ جبل عجلون . نشأ الشيخ / راشد الخزاعي وترعرع في بيت كان محور الزعامة العشائرية لمنطقة عجلون . وتلقى تعليمه في أساسيات القراءة والكتابة وحفظ بعض السور من القرآن الكريم في الكُتّاب . أما التعليم الحقيقي فقد تلقاه في بيت والده ، وديوانه الذي كان يُعد مدرسة في علوم الحياة الإجتماعية ، لأنه كان المكان الذي يؤمه أصحاب الحاجة ، وتعقد فيه الإجتماعات العامة ، وتُتخذ فيه القرارات الهامة .
الشيخ / راشد الخزاعي هو سليل شيوخ وأمراء ، مناضل ضد الإستعمار ، إشتهر بمناهضته للإستعمار البريطاني في بلاد الشام ، ودعمه للثورة الفلسطينية ، والليبية ، في بدايات القرن الماضي . وقد قاد الأمير / راشد الخزاعي مباشرة حملة دعمٍ ومناصرة لثورة الشيخ / عزالدين القسام في فلسطين عامي ١٩٣٥ و ١٩٣٦ . كما لَبى نداء الثورة حين اطلقه الشيخ / عزالدين القسام . وفي هذا الجانب لابد من الإشارة الى ان الأمير / راشد الخزاعي كان الأمير الوحيد بين العرب ، والوحيد ايضاً في كل عواصم العرب الذي وقف الى جانب الشيخ عزالدين القسام في ثورته ، والذي لجأ مرة الى جبال عجلون مع عدد من الثوار ، وكانوا في حماية الأمير / راشد الخزاعي ،حيث أمدّهم بكل احتياجاتهم في ثورتهم . وتمت محاصرة الشيخ / راشد الخزاعي بشتى الوسائل في الأردن ، لذا إضطر للمغادرة الى السعودية ، ونتيجة ذلك إنطلقت ثورة جبل عجلون في الأردن عام ١٩٣٧ .
عاصر الأمير / راشد الخزاعي تأسيس الإمارة على يد الأمير عبدالله ، حتى عام ١٩٥١ ، كما شهد أحداث انتقال العرش الى الملك طلال ، وفترة حكم الملك طلال ، عقب إغتيال الملك المؤسس وحتى السنوات الأولى للملك الحسين بن طلال ، وتوفي عام ١٩٥٧ . وكان الأمير / راشد الخزاعي عضواً في العديد من الحركات القومية ، منها : حركة القوميون العرب ، وحزب الشعب الأردني ، الذي تأسس عام ١٩٢٧ . كما قاد الشيخ / راشد الخزاعي العديد من المظاهرات ، مثل مظاهرة إربد ، التي شارك فيها شخصيات من غالبية مناطق الأردن ، للإحتجاج على إغتيال الإنجليز لعدد من الشخصيات منهم : فؤاد حجازي / وعطا الزير / ومحمد خليل جمجوم ، في سجن عكا ، إثر ثورة البراق عام ١٩٣٠ . كما شارك الشيخ / راشد الخزاعي في المؤتمر الإسلامي في القدس ، وشارك في مؤتمر بلودان الذي دعا الى إستعادة وحدة سوريا الطبيعية ( بلاد الشام ) ، والذي ترأسه رئيس وزراء العراق حينها السيد / ناجي السويدي . وترأس الشيخ / راشد الخزاعي حزب اللجنة التنفيذية . كما ترأس المؤتمر الوطني الأردني الذي إنعقد بتاريخ ١٩٣٣/٨/٦ . ونتيجة لنشاطه وتفاعله مع الأحداث الوطنية والعربية والإسلامية ، كان مستهدفاً ، حيث تعرض لمحاولة إغتيال ، لكنه نجا منها ، وتم إستهدافه عقب رفع توصيات الحزب الى الأمير عبدالله . (( يتبع الجزء الثاني )) .