الصحافة الورقية باقية وتواصل تألقها وعمادها الصدقية والمهنية
كتبت- نيفين عبد الهادي
تبقى الصحافة الورقية الأكثر جدلا فيما يخص بقاءها وحتى تألقها من عدمه في تفاصيل المشهد الإعلامي.. ففيما ترى آراء أنها تسير نحو الزوال نظرا لما بات ينافسها من وسائل تبادل معلومات، يرى آخرون أنها حاضرة وبقوّة ولم تبتعد يوما عن واجهة الحدث الإعلامي وبقيت تتسيّد المشهد المعلوماتي سيما الذي يتسم بالمهنية والمصداقية.
ورغم حالات المد والجزر لهذا القطاع الإعلامي الهام، إلاّ أنه بقي محافظا على أعلى درجات التميّز والألق المهني، لتستمر الصحافة الورقية برسالتها الوطنية، وتكون أداة رئيسة من أدوات تجاوز الوطن للكثير من مشاكله، وشكلا من أشكال محاربة الأخطار التي تحيط به، مشكّلة بذلك سدا بالمعلومة والمصداقية منيعا وقويّا ومثاليا.
بطبيعة الحال لم تقف الصحافة الورقية وحدها في مواجهة تحدياتها، إنما كانت الحكومة تقف معها بقوة من خلال قرارات عملية جعلتها تتمكن من تجاوز أزماتها المتتالية، والتحديات التي تواجهها ليس فقط بالأردن إنما في العالم بأسره، مبتعدة عن أي إجراء «كلامي»، فكانت قرارات حكومية هامة ثبتت من خطوات الصحافة الورقية وجعلتها أقوى، وعززت من دورها كسلطة رابعة بحرفية الكلمة.
وجاءت خطوات الحكومة الداعمة للصحافة الورقية لإيمانها بأهميتها وبأهمية الدور الوطني الذي تقوم به، فضلا عن كونها ما تزال مؤثرة وبقوة في المشهد الإعلامي، في نقل الحقائق والمعلومات بمهنية أساسها الدقة والمصداقية، لتجعل من المشهد الإعلامي متكاملا نموذجيا ترافقها بذلك الصحافة والمواقع الإلكترونية.
وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني لخّص خلال جلسة نقاشية نظمها ملتقى طلال أبوغزالة المعرفي، الأسبوع الماضي بمناسبة احتفالات المملكة بالذكرى الـ50 لمعركة الكرامة، بعنوان «واقع الإعلام الأردني ودوره الوطني»، واقع الصحافة الورقية، عندما أكد وجود دراسات علمية تشير إلى أن الصحافة الورقية لا زالت مؤثرة في المشهد الاعلامي ولا زالت تحدد الأجندة في كثير من الأحيان.
هي إشارات واضحة ومؤكدة وحاسمة بأهمية الصحافة الورقية، ينقلها وزير الدولة لشؤون الإعلام، بتعزيز ما يقوله بمنهج علمي مبني على دراسات، تؤكد أن الصحافة الورقية لا تزال هامة بل ومؤثرة أيضا، وتحدد الأجندة في قضايا مختلفة، الأمر الذي أزاح أي مساحات ضبابية بهذا الشأن، وحسم جدلا واسعا يدور منذ سنين بأهمية الصحافة الورقية واستمراريتها.
المومني حول أزمة الصحف الورقية، أوضح خلال الجلسة الحوارية ذاتها «أننا اتخذنا قرارات تاريخية في صالح الصحافة الورقية التي تتأقلم مع البيئة والتحديات الجديدة ومن ذلك تعزيز حضورها على وسائل التواصل الاجتماعي»، وهي خطوات حكومية جادة ثبتت من حضور الصحافة الورقية، ومكّنتها من تجاوز أزمتها، إن لم تكن أزماتها المتتالية، وأبقت حضورها بالألق ذاته، وبالصف الأول في العمل الإعلامي، لتقترب بها من آخر عنق الزجاجة تمهيدا لخروجها منه بشكل نهائي.
وفي تأكيد من وزير الدولة لشؤون الإعلام على مستقبل أفضل للصحافة الورقية، بحضورها ومضيّها في مسيرتها، قال ان «الصحافة الورقية ستكون قادرة على النهوض»، فبعد ما قدمته الحكومة من دعم تاريخي لها، حتما على الصحافة أن تستثمر ذلك لقادم أيامها، وتسعى لمزيد من العمل الجاد «للنهوض»، خصوصا وأن مساحتها حاضرة بها فقط، ولن يطغى عليها أي وسيلة أخرى، كونها وسيلة إعلامية، ومدرسة بالوقت ذاته.
وقال المومني عن الصحافة الورقية «ولدينا دراسات علمية تشير الى أن الصحافة الورقية لا زالت مؤثرة في المشهد الاعلامي ولا زالت تحدد الأجندة في كثير من الأحيان»، وبذلك يحسم وزير الدولة لشؤون الإعلام أهمية الصحافة الورقية، بل وحاجة الإعلام لها، بدورها الوطني الهام الذي وفقا لوصف د.المومني «تحدد الأجندة في كثير من الأحيان».
ولا يختلف اثنان على أن المنافسة تثري من أي قطاع، كما الإعلام، بشكل تكاملي، ولا يوجد أي اضافة جديدة يمكن ان تلغي سابقتها، بل على العكس تزيد من النجاح والتكاملية، والتطوّر المثالي، وعليه فإن تنافسية الإعلام حتما ستقود للأفضل.