كتبت- نيفين عبد الهادي
كما هي المواقف الأردنية، البعيدة كل البعد عن سياسات الاستنكار والرفض ببيانات وكلمات واسعة المعاني، خرجت نقابة الصحفيين عن نمطية ردود الفعل، بوضعها جميع إمكاناتها تحت تصرف نظيرتها الفلسطينية دعما لها في مواجهة القرار الأميركي غير الشرعي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.
خطوة اعتبرها الصحفيون ايجابية جدا، وتجعل من مساندة الأشقاء في فلسطين يخرج من الإطار الرمزي أو التعبير الكلامي، إذ جعلت منها مناصرة وتضامنا عمليا، مجسدا بإجراءات وخدمات ومساعدة عملية تدخل العمل النقابي برمته وليس الصحفي فقط للنضال الفعلي بأدوات حتما تدعم القضية الفلسطينية برمتها كما تدعم القدس، مسطّرة بذلك بادرة ايجابية ستؤشر للنقابات كافة بحذو حذوها.
الخطوة التي أقدمت عليها نقابة الصحفيين شكلت عنوانا هاما لشكل من أشكال النضال، وفي حال التقطت النقابات هذه الخطوة، حتما سيكون للعمل الجماعي بهذا الشأن نتائج أكثر فاعلية وعملية، ذلك أن كثرة الاعتراضات الكلامية مهما تعددت أشكالها تبقى أسيرة لرمزية الإجراء، وبالتالي رمزية النتائج، وجعل أثرها ضعيفا أو قليل التأثير.
نقيب الصحفيين راكان السعايدة أوصل رسالة النقابة أمس الأول بإتصال هاتفي مع نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، مؤكدا دعم مجلس النقابة والهيئة العامة الكامل لشقيقتها الفلسطينية ومجلسها وهيئتها العامة، مؤكدا أن الإعلام الأردني بكل أشكاله وأنواعه يقف وقفة صلبة وقوية في مواجهة القرار الأميركي وآثاره، ويؤدي دورا مهنيا مميزا في المتابعة والتغطية وتوضيح كل جوانب هذا القرار وانعكاساته، وهو يبرز تطابق الموقفين الرسمي والشعبي الكامل في الأردن الذي يجابه محاولات التآمر على القدس ويصر على أنها عاصمة الدولة الفلسطينية التي لا يقبل عربي ومسلم ومسيحي التنازل عنها.
وبذلك، تؤكد نقابة الصحفيين على أن الإعلام الأردني يبقى في رأس قائمة المهنية والوطنية والموضوعية، فهي فلسطين التوأم التي لم ولن تغيب عن الأجندة الإعلامية الأردنية التي جعلت وما تزال تجعل منها أولوية ولم تغب في يوم من الأيام عن السطر الأول من الأخبار الإعلامية الأردنية، فلم تتذيلها يوما على الرغم من تعدد الأحداث عربيا ودوليا.
هو موقف نضالي جديد، يسطّره الصحفيون الأردنيون، بأقلامهم وقناعاتهم ومواقفهم لجهة فلسطين والقدس، متتلمذين من المدرسة الأردنية بأن تكون مواقفهم عملية تقف مع الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة وإقامة دولتهم المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها الأبدية القدس، مجسدين ذلك بالعمل لا بالقول، وبالموقف لا برمزيته، وبالتطبيق وليس بإعلاء صوت الرفض والاستنكار.
الفلسطينيون من صحفيين وغيرهم يرون بالمواقف الأردنية دوما سببا من أسباب صمودهم، وقدرتهم على المواجهة والنضال، فهي الوجه الآخر لعملة مواقفهم الثابتة حيال قضيتهم العادلة، فجاء موقف نقابة الصحفيين ليعزز هذه القناعات ويجعل منها مسلمات في العلاقة التي تربط التوأم الأردن وفلسطين.
نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر قدّر عاليا دور الأردن قيادة وحكومة وشعبا في دعم فلسطين، مؤكدا أننا في النقابتين علينا مسؤوليات كبيرة بإدامة الزخم الإعلامي على مختلف المستويات لإبقاء قضية القدس وفلسطين على رأس أولويات العرب والمسلمين رسميين وشعبيين والعالم كذلك، مطالبا الإعلام العربي أن يعظّم المناصرة للحق الفلسطيني والدفاع عن قدسه ومقدساته، وأن تواصل تسليط الضوء على المواقف الرسمية والشعبية المناوئة للقرار الأميركي الأرعن.
تقدير فلسطيني، ومطالبات بأن يحذو العالم حذو الإعلام الأردني، بأن تبقى فلسطين حاضرة وبقوة وبزخم على كافة وسائله، ذلك أن للإعلام دورا كبيرا اليوم في دعم أي قضية، وتوجيه بوصلة الاهتمام بها سواء كان سلبا أو ايجابا، لكنه الوسيلة الأكثر فاعلية بهذا الشأن، وعليه فإن نقابة الصحفيين أطقلت صافرة بدء العمل في جعل فلسطين وحقوقها العادلة في مقدمة الأخبار العربية وصولا لإنصافها وحلها حلا عادلا!!!
1 تعليق
الصحفي علي فريحات
الاستاذ الزميلة نيفين عبد الهادي المكرمة …
اتابع كتاباتك الرائعة بشكل عام ولفت نظري ما كتبته بحق نقابتك وهذا يدل على حرصك على المهنية والحس النقابي والصحفي ولذلك تستحقين كل الشكر والتقدير والثناء وما كتب عن النقابة جهد طيب وجهد جماعي لنرتقي بأداء نقابتنا نحو الافضل شكر لجهدك المقدر والذي يعتبر وسام شرف لنا جميعا .
الناطق الاعلامي لنقابة الصحفيين الاردنيين
الصحفي علي فريحات