خولة العرموطي يمر عيد الأضحى المبارك صعباً على العديد من الأردنيين، حيث لا يزالون يعانون من تداعيات الجائحة الاقتصادية والاجتماعية وهي تداعيات من الصعب التقليل منها أو اختزالها بفئة دون سواها، كما نتابع جيداً كيف تتأزم ملفات أخرى لم تكن بهذه القسوة، كأزمة صحية تسببت بأكثر من 800 حالة تسمم بمخيم البقعة وعين الباشا، وأزمة خدماتية وأخلاقية تسببت بوفاة طفلٍ بريء في مدينة ألعاب، وعنف كثير ومتزايد ضد النساء. كل هذا يحصل بينما ترفع الحكومة شعار مكافحة الفساد ويرافقه الكثير من الاشاعات واغتيال الشخصيات ويدخل في كل ذلك مجلس النواب دون مراعاة موقعه وموقع أعضائه. خلال مناخ معقّد كهذا، يصدر جلالة الملك عبد الله الثاني إرادته الملكية السامية لعقد الانتخابات قبل نهاية العام الحالي (في 10 تشرين ثاني)، فيبدأ الشارع يأمل بأيام افضل وكلنا نعرف ان موسم الانتخابات موسم حراك اقتصادي وسياسي، وهذا طبعاً يخفف عن الأردنيين أزماتهم، ولكن الإشكال هو ان ينسى المواطن كل ما حصل في الأيام الماضية ويعود للانتخاب على القواعد القديمة. العالم كله تغيّر، والأردن جزء منه وما يحتاجه الأردنيون اليوم من خدمات متقدمة ونشاط زراعي وصناعي وتجاري وانتصار للعمال لا يحتاج لمجلس نواب تقليدي، وهذا ما افهمه من قرار جلالة الملك بالدعوة للانتخابات في هذا التوقيت الحساس، حيث دعوة لكل الأطراف التي تتذمّر ولا يعجبها الوضع السياسي والخدماتي بأن تتقدم باتجاه الصناديق وتختار من يمكنه العمل على احتياجاتها ومتطلبات حياتها الكريمة، وليس من يدفع اكثر ولا مرشح العشيرة او المنطقة حتى وان لم يكن قادرا على التغيير. تحتاج المرأة من تقف أو يقف لصالح تعديل القوانين المجحفة بحقها دون اجندات ولا سعي لتمويل خارجي، ويحتاج عمال المياومة لمن يذكّر الدولة بأنهم بناة الوطن ويحقق لهم حقوقهم الضامنة لحياة كريمة في الأزمات والرخاء، ويحتاج ابن المخيم لمن يضمن له معايير سلامة وصحة أعلى ويساءِل الحكومة حين تقصّر، ويحتاج كل الأردنيين لأصوات صادقة تمثّلهم وتعبّر عنهم، وتراقب الحكومة حين تبالغ باستخدام صلاحياتها وتضرّ بمصالح الأردنيين. بدأ تشكيل القوائم، وبدأت الاتصالات من الداعمين والراغبين بالترشح، وقد أكون بينهم أو لا أكون، ولكن الأهم من الأشخاص أن نتحمل مسؤولياتنا بالتصويت لشخصيات تمثلنا وتمثل مطالبنا من الأردن الذي نأمل به، علّ مئوية المملكة القادمة تكون فصلاً جديداً في الحياة البرلمانية وشكلها. أعاد الله علينا الأعياد، وكل عام والوطن بخير بحكمة قيادته الهاشمية وعزيمة أبنائه المخلصين.